تبوك، محمد آل فيه (واس) وقف سوق "الناجم" الأثري بمحافظة تيماء صامداً في وجه الزمان ومتغيراته، وحافظ على أصالته وجمال بنائه منذ نشأته التقريبية قبل أكثر من 300 عام حتى اليوم، في أرضٍ تُعد مهد الحضارات الإنسانية المتعاقبة على شبه الجزيرة العربية.



ويربو السوق الذي يجاور بئر هداج الشهيرة بمحافظة تيماء على مساحة تقدر بـ 1500 متر مربع، وما زال يحافظ على شكله وهيئته العمرانية القديمة رغم مرور الزمن وبقائه معلمًا أثريًا يحتوي على قلعة "الناجم" التي تتكون من طابقين سفلي وعلوي، وبوابة الناجم المجاورة للعديد من المنازل الطينية، وممر يبلغ طوله 350م. وللسوق مدخل من أمام ساحة بئر هداج الأثري، ومدخل بجوار جامع الملك فيصل رحمة الله، وتحيط السوق مزارع البلدة القديمة، و يعد السوق أحد أقدم الأسواق بتيماء، والتسمية بالسوق ليس للبيع والشراء كما هو معروف، وانما الدارج لدى أهل تيماء تسمية الشارع بالسوق، والناجم نسبة الى عائلة الناجم المالكة لأغلب المنازل والمزارع بالشارع.



وبحسب هيئة التراث، سُجِّل السوق مؤخراً في السجل الوطني للتراث العمراني بمنطقة تبوك ضمن جهودها الحثيثة التي تهدف إلى أرشفة ورقمنة المواقع التراثية على مستوى مناطق المملكة، حيث يعد من أهم الشواهد التاريخية التي تضم مبانيَ وأسوارًا تعكس التاريخ العميق للمكان ولمدينة تيماء، المعروفة باتساع وتنوع مواقعها الأثرية، وإستراتيجية موقعها الجغرافي كون المدينة ذات أهمية كبيرة، مما جعلها محطة حضارياً منذ العصور القديمة، مشيرةً إلى أن للسوق عناصر مهمة تمر عبر بوابته الرئيسة المصنوعة من خشب الأثل وجذوع النخيل، وتحتوي على نافذة صغيرة للدخول، إضافة إلى ما يسمى بـ(الزحافة)، وهو ممر صغير يسمح بدخول شخص واحد زحفاً، وعادة تستخدم لدخول الأشخاص ليلاً بعد أن يضع سلاحه عبر الزحافة.



وأضافت "الهيئة" بأن القلعة التي تتوسط السوق هي من أقدم القلاع الموجودة بتيماء، وتحتوي على العديد من العناصر المعمارية مثل (القتالة)، وهي برج للمراقبة والدفاع حال الحرب والحصار، والبرانيس، وهي مثلثات جمالية تبني بأعلى الجدار؛ لتزيين واجهة المباني، وهو نموذج من المنازل القديمة للبناء بتيماء، ويحتوي على مجلس الرجال والديوان، وهو بمثابة بهو المنل، والمتعارف عليه أن واجهة الديوان تكون شمالية لتلطيف الجو في فصل الصيف، بالإضافة إلى (المسوى)، وهو المطبخ، و(السقيفة)، وهي غرفة علوية تستخدم عادة في فصل الصيف.



يُذكر أن هيئة التراث قد بدأت منذ إقرار تنظيمها الجديد الذي منحها صلاحية الإشراف على قطاع الآثار بتنفيذ خطط للعناية بالتراث العمراني وحمايتها من الإهمال واستثماره ثقافياً واقتصادياً والتعاون مع عدد من الجهات الحكومية في تنفيذ مشاريع مهمة في هذا المجال تتسم بالتخطيط والتطوير المدروس، وتسهم في الحفاظ على المواقع والقصور والبلدات والقرى التراثية وإبراز قيمتها التاريخية، وتبنت الهيئة ترميم وإعادة إعمار عدد من المواقع، منها سوق "الناجم" الذي تعمل الهيئة في المدة الحالية على تنفيذ العديد من المبادرات التنموية فيه من ترميم وبناء؛ لجعله ضمن أهم المسارات الثقافية والتاريخية بالمملكة العربية السعودية.



إعداد: محمد آل فيه
تصوير: فهد العساف

تم تصويب (11) خطأ، منها:
(القديمة, و) إلى (القديمة، و)
واستقلال ( " )