ايوتثايا / تايلاند (أ ف ب) : عثر غطاسون على جثة فتى الاثنين مع استئناف عمليات البحث عن ركاب فقدوا غداة غرق سفينة مكتظة كانت تقل حجاجا مسلمين في نهر شاو فرابا مما اسفر عن سقوط 15 قتيلا على الاقل.



وكانت السفينة تقل اكثر من مئة شخص من الحجاج العائدين من مسجد، عندما غرقت بعد ظهر الاحد بالقرب من مدينة ايوثثايا الاثرية التي تبعد حوالى ساعة عن العاصمة بانكوك اثر اصطدامها بجدار ضفة النهر الذي يشهد تيارات قوية.

واصطف حشد على الرصيف صباح الاثنين بينما يعمل غطاسون في مياه النهر المعكرة التي ارتفع منسوبها، للبحث عن اشخاص فقدوا في سفينة رحلات الترفيه التي غرقت جزئيا.

وذكر فريق وكالة فرانس برس في المكان ان اقرباء بدأوا يبكون عند انتشال جثة صبي في الثامنة من العمر. ويستخدم المنقذون لوحا ابيض يتضمن لائحة باسماء المفقودين الذي حدد ظهر الاثنين ب13 شخصا بينهم ستة اطفال.



وقال ريوات براسونغ نائب حاكم ايوتثايا لوكالة فرانس برس ان "عدد القتلى تأكد الآن وهو 15"، موضحا ان "14 شخصا ما زالوا في المستشفى". واضاف انه لا يعتقد ان بين القتلى اجانب.

وصرحت الشرطة لفرانس برس ان قبطان السفينة موقوف. وقال سودي بوينغبيكول قائد شرطة ايوتثايا ان "قبطان السفينة سيلاحق بسبب اهمال في القيادة" و"عدم احترام قواعد الملاحة". واضاف ان "السفينة تملك تصريحا بنقل خمسين شخصا وكانت محملة باكثر من مئة شخص".

ووقع الحادث في طريق عودة السفينة من مراسم احياء ذكرى رجل دين مسلم في مسجد في ايوتثايا. واظهرت لقطات بثها التلفزيون السفينة تقف فجأة بعد ارتطامها بالضفة الاسمنتية وتغرق في ثوان.

وعرضت شبكات التلفزيون التايلاندية مشاهد لما بعد الحادث يظهر فيها ركاب يتم انتشالهم من المياه ومحاولات لانعاش اشخاص فقدوا الوعي.



- ثغرات في اجراءات السلامة -
معظم القتلى كانوا عالقين في الجزء السفلي من السفينة. وذكر مسؤولون ان قرب السفية من ضفة النهر سمح بالا ترتفع حصيلة الضحايا على الارجح. وعلى الرغم من ثرائها بالمقارنة مع الدول المجاورة وقطاع السياحة الذي يشهد انتعاشا فيها، تشهد تايلاند باستمرار حوادث في شبكة النقل العام.

ولا تطبق انظمة السلامة فيها بصرامة وعادة تكون وسائل النقل بما فيها السفن مكتظة وتواجه حوادث غرق عندما تصطدم ببعضها البعض خصوصا في المناطق السياحية المزدحمة. وتقول منظمة الصحة العالمية ان تايلاند تحتل المرتبة الثانية في عدد القتلى بحوادث السير بعد ليبيا.

واتخذت المجموعة العسكرية الحاكمة اجراءات قاسية حيال مخالفة القوانين لكنها اخفقت في حل مشكلة السلامة في انظمة النقل العام في البلاد.

وشاو فرايا هو النهر الرئيسي الذي يمر عبر بانكوك ويعد طريق نقل اساسيا. كما يمر عبر ايوتثايا العاصمة التايلاندية القديمة التي تضم معابد بوذية على ضفتي النهر. وكانت ايوتثايا التي تأسست في 1350 واحدة من عواصم مملكة سيام الاسم السابق لتايلاند.

ويشهد النهر نفسه تيارات مائية عنيفة في موسم الامطار وحركة ملاحة لآلاف السفن يوميا. وسجلت في تايلاند التي توصف بانها "ارض الابتسامات" في السنوات الاخيرة حوادث عديدة وجرائم ضد اجانب واضطرابات سياسية. ومع ذلك يستمر السياح في التوجه الى هذا البلد.

وقد سافر الى هذه المملكة ثلاثون مليون شخص في 2015 بينهم عدد كبير من الصينيين. وهي تتوقع وصول 33 مليون سائح هذه السنة. وقالت المجموعة العسكرية الحاكمة هذا الاسبوع انها تتوقع زيادة في عائدات السياحة ليشكل 17 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي هذه السنة.