استطاعت إسبانيا بالتعاون مع أبو ظبي إنشاء محطة قادرة على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية حتى في الليل وفي الأوقات التي تتلبد فيها السماء. بين مدينتي قرطبة وإشبيلية يستطيع زوار الأندلس اليوم بيسر مشاهدة برج عال من أبراج تستعد إسبانيا إلى تصديرها إلى العالم كله لأنها تعتبر أداة فعالة لترويض أشعة الشمس وتوليد الطاقة منها.

thermal_solar_spain.jpg

فهذا البرج يعلو محطة شمسية أقيمت على قطعة أرضية تمسح قرابة مائتي هكتار وجهزت بما يزيد عن ألفين وخمس مائة من الألواح المعدة لامتصاص الأشعة الشمسية وجعل المحطة قادرة على إنتاج الطاقة الشمسية حتى في الليل أو عندما تكون السماء ملبدة بالغيوم الممطرة أو غير الممطرة.

هذه الألواح الشمسية التي تسمح بتوليد الطاقة الشمسية في النهار تتولى أيضا عكس الأشعة الشمسية على هذا البرج فترفع درجات الحرارة فيه إلى ما يزيد عن ألف مرة درجات حرارة اليابسة. وعبر هذه الحرارة وأملاح تذوب في أحواض خاصة في البرج يفرز بخار قادر على توليد الطاقة الكهربائية في الليل أو الأوقات التي تغيب فيها الشمس.

وتستطيع هذه المحطة تزويد ثلاثين ألف منزل بالطاقة الكهربائية والحيلولة دون نفث كميات من ثاني أوكسيد الكربون في الجو تقدر في السنة باثنين وثلاثين ألف طن. وميزة هذه المحطة الأولى من نوعها في العالم أنها قادرة على إنتاج كميات من الطاقة الشمسية تزيد بنسبة ستين بالمائة عما تنتجه حتى الآن المحطات الشمسية التقليدية غير القادرة على تخزين الطاقة الشمسية.

وبالرغم من أن الحكومة الإسبانية قلصت في الأشهر الأخيرة مساعداتها الرامية إلى تعزيز مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة بسبب الأزمة المالية الحادة ،فإن إسبانيا تظل من رواد بلدان العالم التي حولت مشاريع الاستثمار في هذه المصادر إلى حقيقة ملموسة. بل إن هذا البلد يحتل اليوم المرتبة الثانية في العالم بعد الصين في مجال إنتاج الطاقة الشمسية والمرتبة الأولى في أوروبا في مجال توليد الطاقة من الرياح قبل ألمانيا .

وفي العام الماضي لبى الإسبان حاجاتهم من الطاقة عبر مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة بنسبة الثلث.

المصدر : حسان التليلي - logo-ar.png