فاس (إيسيسكو) شارك د. سالم بن محمـد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، اليوم الخميس (29 أبريل 2021)، في حفل إطلاق كتاب “نكهات رمضان”، الذي أصدرتإيسيسكوه المجموعة الدبلوماسية للأعمال الخيرية بالمملكة المغربية، بدعم من منظمة الإيسيسكو، ويضم 56 وصفة من 27 دولة، لأطباق شهية تحتفي بقيم التسامح والعطاء، وتثمن الكنوز الثقافية التي يزخر بها المجتمع الإسلامي.



وشهد الحفل، الذي نظمته المجموعة الدبلوماسية للأعمال الخيرية في مقر متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، مشاركة السيدة جميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة بالمملكة المغربية، إلى جانب عدد من السفراء وعقيلات السفراء المعتمدين لدى المملكة المغربية، وعقيلات عدد من رؤساء ومديري المنظمات الدولية بالمغرب.

وخلال كلمته، أكد د. المالك أن إصدار هذا الكتاب يعد توجها جديدا وجادا، إذ إن كل ما يُنشر في سياق إبراز الزخائر الوطنية ورفعها إلى مستوى التعدد الدولي، إنما يشكل إسهاما حضاريا إنسانيا مقدرا، سواء على مصاف العادات والتقاليد، أو في مدار أساليب التناول، كالأطعمة والزي وكلاهما، من عناصر التراث غير المادي.



وأعرب المدير العام للإيسيسكو عن استعداد المنظمة لدعم تطوير الكتاب ونشره على نطاق واسع، وأن يحتل موقعا حفيا في بيت الإيسيسكو الرقمي، منوها إلى أن كل دعم تقدمه الإيسيسكو في هذا السياق يؤكد نجاح نهجها الذي يحمل شارته احتفاؤها بعام المرأة 2021.

من جانبها أشادت الوزيرة جميلة المصلي بفكرة الكتاب، مشيرة إلى أن الطهي فن متوارث، وقد برعت النساء على مر التاريخ في إبداع إعداد المائدة، وآن الآوان أن ننتقل إلى تثمين هذا الفن والمحافظة عليه من خلال توثيقه، لنضمن أن ينتقل إلى الأجيال القادمة، وقدمت الشكر للمجوعة الدبلوماسية على إصدار الكتاب، وإلى المدير العام للإيسيسكو على الجهود التي تبذلها المنظمة لدعم المرأة وتعزيز مكانتها.



وتحدثت خلال الحفل السيدة أليساندرا مانسيني، عقيلة سفير بيرو رئيسة المجموعة الدبلوماسية، مشيرة إلى أن المطبخ يلعب دورا مهما كعنصر محفز للشعور بالهوية الجماعية، التي تعطي للإنسان إحساس بالانتماء لمجتمع، ويُنتج سلسلة من القيم الثقافية المشتركة.

وقالت السيدة زينة بركات عطا الله، حرم سفير لبنان أمينة صندوق المجموعة الدبلوماسية، إن الكتاب ثمرة جهد استمر ستة أشهر وساهمت فيه 27 دولة إسلامية لإبراز وإظهار العادات الثقافية وفن الطهي بها.



وأشارت السيدة يولاندا جاه، زوجة رئيس مؤسسة الثقافة الإسلامية الأمينة العامة للمجموعة الدبلوماسية، إلى أن الكتاب يهدف إلى تقريب القارئ من الغنى الثقافي لبلدان العالم الإسلامي من خلال تقاليد وعادات المطبخ المتعلق بشهر رمضان.

يذكر أن المجموعة الدبلوماسية للأعمال الخيرية جمعية غير ربحية تأسست قبل ثلاثين عاما، تضم عقيلات السفراء المعتمدين في المغرب، وعقيلات ممثلي المنظمات الدولية، وتهدف إلى دعم المشاريع الاجتماعية، وسيتم تخصيص عائد مبيعات كتاب “نكهات رمضان” لدعم عدد من البرامج الإنسانية بالمملكة المغربية.



نكهات العصائر وروائح الذرة تفوح بشوارع فاس في ليالي رمضان
فاس - رشيد الكويرتي (هسبريس) يعد الرصيف باب الرزق لكثير من شباب مدينة فاس في ليالي رمضان؛ إذ يغزو الباعة الجائلون، وهم يدفعون عرباتهم اليدوية، مختلف شوارع المدينة وساحاتها مباشرة بعد أذان مغرب كل يوم، خاصة مع تساهل السلطات معهم، لتصبح الأماكن الممنوعة عليهم في الأيام العادية مباحة في هذا الشهر الفضيل.


- عصائر تطفئ ظمأ الصائمين

وعلى غير العادة، يؤثث باعة العصائر والذرة المشوية والفواكه المحمضة ورقائق البطاطس المقلية مشهد شوارع وساحات مدينة فاس، فيصبحون، في ليالي شهر رمضان، جزءً من المشهد المألوف للباعة الجائلين، مستغلين هذه المناسبة ناصية الطريق لترويج بضاعتهم التي تغري نفوس المارة بعد قضاء يومهم صائمين.

يعج شارع الحسن الثاني الحيوي وسط مدنية فاس، خاصة بمحاذاة ساحة فلورنسا، خلال ليالي رمضان، بالعربات الخاصة ببيع مختلف أنواع العصائر، لا سيما عصير البرتقال وعصير قصب السكر الممزوج بالزنجبيل والليمون.



هنا بالذات يقف البائع الجائل محمد البوزيدي إدريسي خلف عربته، التي خصصها لبيع عصير قصب السكر، وقال لهسبريس إنه يفضل هذا المكان لعرض بضاعته نظرا لما يعرفه من إقبال من طرف المارة، مبرزا أنه اختار بيع عصير قصب السكر الممزوج بالزنجبيل وعصير الليمون الحامض في ليالي رمضان نظرا للطلب الكبير عليه من طرف المارة.

ما ذكره البوزيدي أكده التلميذ محمد ضعيف، الذي يأتي من حي السلام بعد مغرب كل يوم رمضان إلى شارع للا مريم حيث يعرض عصير البرتقال على عربته المدفوعة، التي وضع عليها رزمة من قصب السكر وحبات من الليمون وفصوصا من الزنجبيل. وأوضح لهسبريس أن الإقبال على بضاعته يزداد في ليالي رمضان، مبرزا أنه يستغل هذه المناسبة لبيع العصير قصد مساعدة أسرته.


- ذرة مشوية وفواكه محمضة

عبد الغني ياقوتي، الذي اختار أن يشرب كأسين من عصير قصب السكر من عربة التلميذ محمد، أوضح أنه يفضل هذا النوع من العصير في ليالي رمضان لما له من فوائد على الصحة، وقال متحدثا لهسبريس: “عصير قصب السكر مع الزنجبيل يقوي جهاز المناعة وينشط الكبد ويطرد السموم التي توجد داخل الجسم، أنا أداوم على شربه طيلة السنة غير أنني أقبل عليه أكثر في رمضان لأنه يساعدني على تحمل الصوم ويجعلني أشعر بالراحة وعدم القلق طيلة اليوم”.

من جانبه، اختار الشاب يوسف الشباب، الذي يقيم في شارع محمد الكغاط، أن يبيع الفواكه المحمضة، وقال إنه يجهزها بنفسه بمنزل أسرته قبل عرضها للبيع قرب ساحة فلورنسا، مبرزا لهسبريس أنها أول مرة يشتغل فيها بائعا متجولا.

“الإقبال على الفواكه المحمضة ممتاز، أنا أشتغل كهربائيا في الأيام العادية، لكن اخترت في هذا الشهر أن أبحث لي عن مدخول عوض التسكع في الشوارع”، يقول محمد الشباب، مضيفا أنه بانتهاء هذا الشهر، سيعود لمزاولة مهنته بمد خيوط الكهرباء بالمنازل والمنشآت.



وغير بعيد عن المكان الذي يعرض فيه محمد فواكه المحمضة، أوقف صالح الغزاوي، الذي يقيم بقصبة السعادة، عربته التي خصصها لبيع الذرة المشوية على الفحم، وقال لهسبريس إنه اعتاد بيع “لكبال” منذ ثماني سنوات، مبرزا أن الطلب يزداد على بضاعته في ليالي رمضان، خاصة مع توافد الكثير من المارة على شارع الحسن الثاني خلال هذه الفترة.

أما سعيد الرحموني، فقد اختار بيع البطاطس المقرمشة المقلية في الزيت وبنكهة الثوم والليمون، وقال إن الإقبال عليها لا بأس به في ليالي رمضان، مبرزا لهسبريس أنه يأتي من منطقة الرصيف إلى شارع الحسن الثاني وسط فاس كل ليلة من هذا الشهر، ليعرض بضاعته على زوار هذا الشارع، مؤكدا أن بطاطسه المقرمشة يقبل عليها الصغار والكبار.

“في ليالي رمضان لا نتعرض للمضايقات من طرف السلطات، فهي تترك لنا حرية وضع عرباتنا بهذا الشارع، وهذا شيء جميل”، يقول سعيد الذي أكد أنه بفضل ما يجنيه من تجارته، يستطيع مواجهة مصاريف رمضان وشراء ملابس العيد لأبنائه الأربعة.