البنكرياس هي غدة يقارب حجمها الست بوصات وتتصل مع الأمعاء الدقيقة وتقع قريباً من المعدة وعميقاً في الجزء العلوي الخلفي للبطن مقابل العمود الفقري. وهذه الغدة ذات لون وردي مائل الى الاصفرار يتراوح طولها ما بين 14 الى 20 سم وعرضها حوالي 38سم وسمكها 25 سم. وتتدفق العصارات الهاضمة التي يفرزها البنكرياس من خلايا قناة خاصة إلى الأمعاء الدقيقة ويحتوي الإفراز على ماء وأملاح تساعد على الهضم وتعادل الأحماض داخل المعدة، اما الأنزيمات الموجودة في الأفراز فتساعد على تكسير البروتينات والنشويات والدهنيات.



كما يحتوي البنكرياس على غدد صماء تعرف بجزر لانغرهانس تحتوي على خلايا فئة بيتا التي تفرز هرمون الأنسولين الذي يفرز الى الدم مباشرة بدون قنوات.

ويعمل الأنسولين على تنظيم السكر في الدم ففي حالة عدم الأكل والصيام تكون نسبته قليلة وشبه ثابته وعند الأكل يزداد ويفرز بكميات تجعل السكر في الدم معتدلاً.

وتحتوي أيضاُ هذه الغدد الصماء على خلايا من نوع ألفا التي تفرز هرمون الجلوكاجون وله مفعول معاكس لمفعول الأنسولين وبمعنى آخر فإن الأنسولين يساعد خلايا الجسم على تناول الجلوكوز من الدم واستخدامه كوقود رئيسي للجسم فإذا ما أفرز البنكرياس من الأنسولين كمية أقل من اللازم فسوف يؤدي ذلك إلى مرض السكري.



أما خلايا ألفا فتفرز الجلوكاجون الذي يساعد الكبد في تحرير الجلوكوز المخزون وإضافته الى الدم وبذلك يحافظ الجلوكاجون والأنسولين معاً على تنظيم معدل السكر في الدم.

و يتكون البنكرياس من رأس ورقبة، جسم، ذيل وكل البنكرياس يقع خلف الغشاء البريتوني عدا الجزء الأخير من الذيل فإنه بين الكلية والطحال.



أمراض البنكرياس:

1) مايهمنا في طب الأطفال وخصوصاُ ما يتعلق بأمراض الغدد فهو عندما يولد الطفل يكون معدل السكر منخفض وتزيد بذلك التشنجات لدى الطفل وهناك اسباب كثيرة ولكن ما يهمنا هو أرتفاع الأنسولين الوراثي والناتج عن أضطراب في الجينات والتي تسبب ارتفاع نسبة الأنسولين بشكل دائم وليس له علاقة بالتغذية مما يؤدي الى إستئصال 95% من البنكرياس إذا لم يستجيب الطفل للأدوية وذلك لحماية الدماغ من التلف بسبب نقص السكر الذي يعتبر من أهم عناصر نمو الدماغ في مرحلة الطفولة.

2) نقص السكر وعدمه بسبب العوامل المناعية وغيرها مما يسبب داء السكري النوع الأول عند الأطفال وكذلك أعتلال مستقبلات الأنسولين وبذلك يكون الأنسولين مرتفعاً ولكن لا يعمل وهذا يسبب النوع الثاني من داء السكري.

3) التهاب البنكرياس الحاد وينتج عنه آلام شديدة في البطن وله أسباب مختلفة وأحياناً غير معروفة وفي الأطفال فإن أرتفاع الدهون الثلاثية غالباً ما تسبب هذا النوع من التهاب البنكرياس. والعلاج هو عبارة عن أخذ السوائل والمحاليل في المستشفى مع المضادات الحيوية وقد يحتاج الى تدخل جراحي. وهناك التهابات البنكرياس المزمنة والتي تكون أقل خطراً من النوع الحاد.

4) التليف الكيسي البنكرياسي: وهو مرض وراثي يتسم بإفراز العرق والمخاط بشكل غير طبيعي، فيسبب أنسداد الأمعاء في الطفل حديث الولادة وكذلك يصيب الأطفال بالتهابات متكررة في الصدر ويعرقل عمل الإنزيمات الهاضمة والتي تسبب الالتهابات المتكررة وبالتالي يكون النمو متأخراً وبطيئاً ولابد من إعطاء المريض مضادات حيوية دائمة وتعويض أنزيمات البنكرياس وعلاج الالتهابات الحادة بالتنويم وأخذ السوائل والمضادات الحيوية الوريدية.

5) وقد يصاب البنكرياس بالسرطان وقد تسد قنواته بالحصى ويحتاج في كلتا الحالتين إلى تدخل جراحي، بعد أخذ إنزيمات البنكرياس في الدم وعمل أشعه مقطعية والتي توضح وجود مثل هذه الأورام.

وأخيراً وليس أخراً نسأله تعالى أن يمن علينا وعليكم بالصحة والعافية والمعافاة الدائمة.

د. حافظ دراج - قسم الغدد الصماء وسكري الأطفال