أميرة فهمي / سامح الخطيب (مؤسسة تومسون رويترز) - قال فريق دولي من العلماء إن نمط الحياة غير الطبيعية الخالية من الجنس للطفيل المسبب لمرض النوم القاتل في افريقيا الذي يهدد ملايين البشر في غرب ووسط القارة السوداء قد يكون سببا في فنائه من الوجود.



هذا الطفيل المسمى (تي.بي.جامبينز) لم يمارس الجنس منذ آلآف السنين وهو الان بمثابة استنساخ لا جنسي من جده الأقدم.

وقال ويلي وير خبير المعلومات الحيوية بجامعة جلاسجو "اكتشفنا أن الطفيل المسبب لمرض النوم الافريقي موجود منذ الاف السنين دون ممارسة للجنس وهو الان يعاني تبعات هذه الاستراتيجية."

وأضاف وير الذي أشرف على الدراسة التي نشرت في الدورية العلمية إيلايف "نظريا العواقب المنتظرة لهذا هو أن يفنى من الوجود على المدى الطويل."


تسبب السلالة الغامبية ما يزيد على 97 في المئة من حالات مرض النوم في غرب ووسط أفريقيا

فالتناسل الجنسي ينشط الحمض النووي دي.ان.ايه للكائن الحي الذي يعد بمثابة قطع تشييد لبناء الحياة وهو ما يخلق تنوعا جينيا ويزيل التحورات غير المرغوب فيها مما يساعد الكائنات على البقاء.

ويقول وير "في المستقبل القريب أو المتوسط... التعرف على هذا الضعف في الطفيل يمكن أن يساعد الباحثين على تطوير أساليب علاج جديدة لمرض النوم."

وينشر ذباب تسي تسي هذا الطفيل ويؤثر على السكان الذين يعيشون في مناطق الريف في 24 دولة من دول غرب ووسط افريقيا.



وفور اصابة الانسان بالمرض يمكن أن ينام طوال سنوات قبل أن تظهر الاعراض ويدمر المرض الجهاز العصبي ويدخل المريض في نهاية المطاف في حالة غيبوبة اذا ترك دون علاج.

ويعالج المرض في مراحله المتأخرة بالكيماويات التي يمكن أن تكون لها أعرض جانبية خطيرة. ويمكن علاج المرض بسهولة في مراحله الاولى.

و"قفز" الطفيل من الحيوان الى الانسان خلال العشرة الاف عام الأخيرة في وقت ازدهرت فيه تربية الماشية في غرب افريقيا.

وبدأ آخر تفش معروف للمرض في السبعينات واستمر حتى أواخر التسعينات.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه في عام 1998 كانت هناك نحو 40 ألف حالة اصابة لكن الخبراء توقعوا وجود 300 ألف حالة اصابة أخرى لم يتم تشخيصها ومن ثم لم تعالج.

وتهدف منظمة الصحة إلى القضاء على المرض باعتباره مشكلة للصحة العامة بحلول عام 2020.

دراسة: خطوات أولى للتوصل لعلاج مرض النوم