إسماعيل
( 8 )
ابن إبراهيم الخليل
الابن البكر
من هاجر
يُقال: عاش 137 سنة
ودفن بجوار والدته هاجر
في (مكة المكرمة)
أول من استأنس الخيل
سار إبراهيم بهاجر
بأمر من الله
حتى وضعها وابنها في موضع مكة
وتركهما ومعهما قليل من الماء والتمر
ولما نفد الزاد والماء
جعلت السيدة هاجر تطوف هنا وهناك
حتى هداها الله إلى ماء زمزم
انظر بداية (الملف 3 من 3) إبراهيم
بعد انتشار أنباء ( نبع ) ماء زمزم
(غالبا لم تكون بئرا في ذلك الزمن )
ووفد عليها كثير من الناس
حتى جاء أمر الله لسيدنا إبراهيم ببناء الكعبة
ورفع (قواعد البيت) جعل إسماعيل يأتي بالحجر
وإبراهيم يبني حتى أتما البناء
ثم جاء أمر الله بذبح إسماعيل
رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه فعرض عليه فقال
"يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ"
(فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) ،، (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)
كان إسماعيل فارسا فهو أول من استأنس الخيل
وكان صبورا وحليما وهو أول من تحدث بالعربية البينة
وكان صادق الوعد، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة
وكان ينادي بعبادة الله ووحدانيته
يذكر القرآن الكريم ثلاث مشاهد من حياة إسماعيل
كل مشهد هو محنة واختبار لكل من إبراهيم وإسماعيل
وهذه المشاهد أوردتها لكم في قصة سيدنا إبراهيم (3-3)
بداية الامتحان أمر اللهُ إبراهيم بترك إسماعيل وأمه في الوادي
(عكس) ما ورد في الإسرائيليات: أن إبراهيم نفى ابنه وزوجته
لأن سارة زوجة إبراهيم الأولى اضطرته على ذلك غيرة من هاجر
توضح سيرة إبراهيم أنه لم يكن يتلقّى أوامره من غير الله
رفع يديه يدعو: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) إبراهيم
لم يكون بيت الله قد أعيد بناؤه بعد ولم تكن الكعبة قد بنيت
حكمة الله لإبراهيم كون إسماعيل طفل تُرِكَ وأمه في هذا المكان
ومسئولية بناء الكعبة كي يصبح هذا الوادي عامرا بالسكان
خلال أيام نفد الماء والطعام وجف لبن هاجر وأعياهما العطش
انظر بداية (الملف 3 من 3) إبراهيم
بعد ذيوع نبأ مياه زمزم لم يتكاثر عدد القوافل فقط ،،
بل وتغير مسارها عابرة هذا الوادي ليستقر بعض الرحالة
جذب ماء زمزم مزيدا من الناس بدءوا العمران في هذا المكان
المحنة الأخر عندما كبر إسماعيل تعلق فيه حب إبراهيم
وابتلاه الله بهذا الحب حيث رؤيته في المنام أن يذبحه
إلى نزول الآية (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) ومن ثم:
(وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) صراع عاطفي لأبوة حانية
وصار ذلك اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد، هم المسلمون
زوجة إسماعيل:
عاش إسماعيل في شبه الجزيرة العربية
روض الخيل واستأنسها واستخدمها
وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقة وتعميرها
استقرت حركة سير القوافل منها وإليها وسكنتها قبائل
كبر إسماعيل وتزوج وجاء إبراهيم في غيابه فوجد امرأته
سألها عن عيشهم وحالهم، فشكت إليه من الضيق والشدة
قال لها إبراهيم: إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه
فلما جاء إسماعيل ووصفت له زوجته الرجل قال:
هذا أبي وهو يأمرني بفراقك،، الحقي بأهلك
وتزوج إسماعيل ثانية فزارها أبوه ،،
فسألها عن حالها، فمدحته ،،
طاب صدر إبراهيم لها
زوجة لابنه !!
محنة ثالثة اختبار لا يمس إبراهيم وإسماعيل فقط
بل يمس ملايين البشر إلى يوم القيامة وهي بناء بيت الله على الأرض
كبر إسماعيل،، وجاءه إبراهيم وقال له: إن الله أمرني بأمر
قال إسماعيل: فاصنع ما أمرك به ربك، قال إبراهيم: وتعينني؟
قال: وأعينك، فقال إبراهيم: فإن الله أمرني أن ابني هنا بيتا،
أشار بيده لصحن منخفض هناك
صدر الأمر ببناء بيت الله الحرام
هو أول بيت وضع للناس في الأرض
وهو أول بيت عبد فيه الإنسان ربه
ولما كان آدم هو أول إنسان هبط إلى الأرض
فإليه يرجع فضل بنائه أول مرة
قال العلماء: إن آدم بناه وراح يطوف حوله
مثلما يطوف الملائكة حول عرش الله جلّ وتعالى
بنى آدم خيمة يعبد فيها الله،، طبيعي أن يبني آدم (بوصفه نبيا) بيتا لعبادة ربه
وحفت الرحمة بهذا المكان،، ثم مات آدم،، ومرت القرون
وطال عليه العهد فضاع أثر البيت واختفى مكانه !!
وها هو ذا إبراهيم يتلقى الأمر ببنائه مرة ثانية
ليظل في المرة الثانية قائما إلى ما شاء الله
وبدأ بناء ( الكعبة ) التي هُدِمت مراراً وأعيد بناؤها في كل مرة
لذا فهي باقية منذ عهد إبراهيم الخليل عليه السلام
وحين مبعث خاتمة الأنبياء والمرسلين محمد، تحقيقا لدعوة إبراهيم
وجد صلى الله عليه وسلم الكعبة حيث بنيت آخر مرة
وقد قصر جهد من بناها (لم يحفر) أساسها كما حفره إبراهيم
بذل إبراهيم وإسماعيل فيها جهدا استحالت بعده محاكاته على من بعدهما
صرح الرسول بأنه يحب هدمها وإعادتها إلى أساس إبراهيم
ولولا قرب العهد بالجاهلية، وخشيته من الفتن لهدمها وبناها من جديد
بناؤها بحيث تصل إلى قواعد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام !!
جهد بذله النبيان الكريمان كان عليهما حفر الأساس لعمق غائر في الأرض
وكان عليهما قطع الحجارة من الجبال البعيدة أكثر من القريبة
نقل الحجارة وتسويتها وبناؤها وتعليتها أمر يستوجب جهد أكثر من جيل
فالوقت الذي استغرقه بناء الكعبة غير معروف،، مثله مثل
الوقت الذي استغرقه بناء سفينة نوح الذي مازال مجهولا
هنا،، سفينة نوح والكعبة كانتا (معا) ملاذا للناس ومثوبة وأمنا
فالكعبة ،، هي سفينة نوح الثابتة على الأرض إلى الأبد
إلا أنها تنتظر الراغبين في النجاة من هول الطوفان دائما
لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبة بل عن أمر أخطر وأجدى:
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) البقرة 127
أعظم مسلمين على الأرض يدعوان الله يومها أن يتقبل عملهما !!
يدعوانه أن يجعلهما مسلمين له،،
يعرفان أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن،،
وتبلغ الرحمة بهما أن يسألا الله أن يخرج من ذريتهما أمة مسلمة له
يريدان أن يزيد عدد العابدين الموجودين والطائفين والركع السجود
دعوة إبراهيم وإسماعيل تكشف اهتمامات قلبهيما المؤمنين !! بنا بيته
ولذا يشغلهما أمر العقيدة !! يوحيان لنا بأن البيت رمز العقيدة !!
يدعوان الله أن يريهم (أسلوب) العبادة الذي يرضاه
وأن يتوب عليهم قبل الاهتمام بالزمن الذي يعيشان فيه !!
بل يتجاوزانه بالدعاء أن يبعث رسولا لهؤلاء البشر !!
فتحققت هذه الدعوة الأخيرة !! وتحقق مبعث محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وسلم
بعد أن انتهى بناء البيت،، أراد سيدنا إبراهيم حجرا مميزا
يكون علامة خاصة يـبدأ منها الطواف حول الكعبة !!
فأمر إسماعيلَ أن يأتيه بحجر يختلف عن بقية حجارة الكعبة
سار إسماعيل باحثا عما أمره والده ولكن حين عاد،
كان إبراهيم قد وضع (الحجر الأسود) في مكانه،، فسأله إسماعيل:
من أحضر إليك هذا يا أبت؟ فأجاب إبراهيم: أحضره جبريل عليه السلام
مع انتهاء بناء الكعبة،، بدأ طواف الموحدين والمسلمين حولها !!
ووقف إبراهيم يدعو ربه نفس دعائه من قبل:
(رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)
رغبة تصور قوة حب لا تقاومه أي قوة
قوة في حب الله وحب أن تكون الكعبة في نفوس المسلمين،،
وقوة حب في الترغيب في زيارة البيت الحرام !!
صار كل من يزور المسجد الحرام ويعود إلى بلده
يحس أنه يزداد عطشا كلما ارتوى من هذا الحب الإلهي !!
حنين يتأصل كلما ابتعد من البيت قبيل مناسك الحج وكل عام
هوى غامض تتشبث أظافره في القلب نزوعا إلى رؤية البيت
وعطشا إلى بئر زمزم
حين جادل البعض في إبراهيم وإسماعيل قال تعالى:
(مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران
مواقع النشر