دمشق (شينخوا) : أكد مأمون عبد الكريم مدير عام المتاحف والاثار في سوريا اليوم (الاثنين) ان التقرير الصادر عن هيئة الإذاعة البريطانية الـ"بي بي سي"، حول قيمة الاثار المهربة الى خارج سوريا يقدر بحوالي 0 2 مليار دولار، هو " خبر صحفي ليس دقيقا " لافتا إلى انه يندرج في اطار التنبه لحجم المأساة التي تتعرض لها الاثار السورية على يد المجموعات الارهابية المسلحة .



وقال عبد الكريم في تصريح لوكالة (شينخوا) بدمشق ان "هذا الرقم افتراضي، وليس علميا ولم يظهر على اساس احصاء علمي لعدد القطع المهربة والمسروقة من سوريا إلى الخارج "، مؤكدا ان عدد القطع المهربة إلي الان غير معروف، ونوعية القطع غير معروفة، وبالتالي لا يمكن ان يكون هذا الرقم دقيق".

واكد عبد الكريم ان عدد الأثار المسروقة من داخل سوريا بلغت 4000 قطعة وتم استردادها عام 2012 ، مشيرا الى ان هناك قطعتين فقط مازالتا مسروقتين ونعمل على اعادتها .

واشار المسئول السوري الى ان المتاحف السورية "بخير"، مؤكدا ان المواقع الاثرية تعرضت للخراب من قبل المجموعات الارهابية المسلحة .

وكانت اذاعة الـ ( بي بي سي) قد نقلت عن احصائية في الحفاظ على الارث الحضاري العالمي وباحثة في جامعة دورهام الانجليزية ومؤلفة كتاب حول تأثير الحرب على الآثار في سوريا ايما كونليف ، إن "جميع المواقع الأثرية في البلاد دون استثناء قد تضررت مضيفة ان اجزاء من حلب اصابها دمار لا يمكن اصلاحه"، معتبرة أن "هذا لوحده يعتبر كارثة، ولكن الدمار الذي لحق بحلب لا يمثل الا جزءا من الصورة الكبيرة القاتمة".



وأضافت "تعرضت قلعة الحصن، وهي واحدة من أجمل القلاع في العالم، الى قصف بالمدفعية عندما كان الجيش السوري يحاول تطهيرها من القناصة الذين كانوا يمكثون فيها ، بينما احتل اللاجئون العديد من المباني والقرى الأثرية يعيثون بها ويسرقون آثارها".

وكان المبعوث الأممي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي قد قال في تقرير نشره في سبتمبر الماضي إن "المساجد وكنائس وأسواق قديمة ومهمة " في حمص "قد أحيلت الى أطلال" بما فيها كتدرائية أم الزنار التي يعود تاريخها الى فجر المسيحية في سنة 59 ميلادية.

وهذه الكنيسة، التي ظلت مستخدمة بشكل متواصل لألفي سنة تقريبا، اصيبت بدمار كبير وهي مغلقة الآن. ويقع بالقرب من كتدرائية أم الزنار مسجد خالد بن الوليد الذي يعود تاريخه الى فجر الإسلام ويحوي قبر القائد الاسلامي الشهير وقد أصاب هذا المسجد هو الآخر دمار كبير جراء القصف المدفعي.

وكانت وزيرة الثقافة، لبانة مشوح، قالت مؤخرا إن مقتنيات المتاحف السورية موضوعة في مكان آمن، معربة عن تخوفها من بعض التنقيبات "السرية" والاعتداءات على بعض المواقع الأثرية في البلاد، مقللة مما يتم تداوله عن سرقة الآثار السورية، مشيرة إلى أن "القصد منه التأثير سلبا على موقع سورية في التصنيف العالمي".

في حين لفت تقرير لما سمي فريق "جمعية حماية الاثار السورية" مؤخرا، إلى تعرض 12 متحفا سوريا لأضرار مختلفة شملت في أغلب الأحيان حالات القصف والتكسير والسرقة، متهما السلطات الأثرية السورية والمنظمات الدولية المعنية بالتقاعس لحماية الآثار في سورية.

وكانت المديرية العامة للآثار والمتاحف ، أكدت العام الماضي أن مجمل سرقات المتاحف السورية اقتصرت على قطعتين أثريتين فقط منذ بداية الأزمة، هما تمثال ذهبي يعود للفترة الآرامية من متحف حماة ، وقطعة حجرية رخامية من متحف أفاميا ، في حين تعرض متحف حلب الوطني ومتحف دير الزور لخسائر مادية نتيجة التفجيرات ، وأكدت المديرية حينها أن المواقع الأثرية في المناطق الساخنة والبعيدة ما زالت تتعرض للنهب والتنقيب غير المشروع.

وتتمتع سوريا بتراث اثري وتاريخي بالغ الاهمية، حيث يوجد فيها ثمانية وثلاثين متحفاً (متاحف أثرية، ومتاحف للتقاليد الشعبية، ومتاحف تخصصية)، تتوزع هذه المتاحف على غالبية المدن والمحافظات، وتضم في خزائنها مئات الآلاف من اللقى والتحف الأثرية والتراثية التي تعود لأزمنة مختلفة، كما تضم أيضا أعمالاً نحتية ولوحات لفنانين سوريين معاصرين.