الجنادرية - واس : مهارات حرفية - من المعروف أن صناعة الفخار تعد من المهن الفنية الراقية والجملية لأنها تعتمد على العمل اليدوي والمهارات الحرفية العالية تبدأ من مرحلة التحضير للمادة الخام وتنتهي بتشكيلها .



وكما يقال قديما إذا أردت أن تتعرف على حضارة شعب ما أو تغوص في تاريخه فما عليك سوى البحث عن فخاريات هذا الشعب أو تلك الأمة، فالفخار وبقايا الجرار الفخارية هي التي تروي لنا قصص الشعوب وحضاراتها التي بدأت بالاندثار في الزمن الحاضر.

"يوسف أبو لبن" هو أحد العاملين بهذه الحرفة يقول إنه بدأ بتعلمها منذ مايقارب الـ 41 عاما عن والده - رحمه الله - وكانت البداية لتعلم الصنعة من منزل والده الذي تحول بعد ذلك إلى مصنع للفخاريات بالمدينة المنورة وأصبح موردا لجميع مناطق المملكة ، التي بدأت بالاندثار بشكل واضح واستحواذ العمالة الأجنبية على صناعة الفخار لعدم الاهتمام بها .



ويكمل حديثه :" إن الفخار يصنع من أنواع مختلفة للطين وهي طينة المدينة المنورة وتكون بطبيعتها تربة باردة ومستخرجة من سيول أودية المدينة المنورة وتتميز بامتصاص الشوائب من الماء وتستخدم للشرب فيها ، يأتي بعد ذلك طين المنطقة الشرقية ومنطقة جيزان وهي تربة قاسية وتستخدم عادة في الأفران ".

ويوضح أن الفخار يصنع من زير الماء والصحون والمباخر وقدور الطبخ والفواحات ، حيث يمكن تشكيلها بعدة طرق منها النحت أو النقش عليها بأقلام الحبر التي تجد إقبالا كبيرا من الناس لسهولة تجهيزها للزبائن .

ويبين أن طريقة عمل الفخار يكون من خلال عجلة يتم تثبيتها داخل حفرة في الأرض، ويستخدم الحرفي اليد ليتمكن من تشكيل الفخار كما يريد ويصب عليها الماء ثم يترك لمدة ساعة إلى ساعتين ، وبعد ذلك يتم إدخالها في أفران حرارية مصنوعة من الحجر الناري التي تتحمل درجات حرارة عالية جدا .