نكسة الاقتصاد الأمريكي (1)
خفوت بريق بورصة (وول ستريت)
مانهاتن قلب نيويورك النابض بدأت ترتدي وشاح الاثنين الأسود
عاصمة صناعة المال العالمي تهتز إثر أزمة بورصة (وول ستريت) التي أزالت بريق حياة نيويورك المترفة. ولهذا، بدأ تذمر (خبراء) و(مستثمرين) تجاه تدهور أوضاع البورصة المتزايد والذي ألحق أضرارا بالجميع؛ متاجر، ومجمعات تجارية، وسلع فاخرة، ومؤسسات خيرية، وفنادق، ومطاعم، وأفراد.
بغض النظر عما يحدث لأمريكا في الشرق الأوسط - وبغض النظر عن أزمات الرهن العقاري
تأثر نيويورك هذا، يظهر (محفظة) ضعف الاقتصاد الأميركي منذ: (أحداث 11 سبتمبر)، و(أعاصير الجنوب الأمريكي مثل كاترينا)، و(فيضانات الميسيسيبي)، إلى (الركود الاقتصادي). وجاءت الطامة الكبرى بانهيار (بنك ليمان براذرز)، وبيع منافسه (ميريل لينش)، وتدهور (مجموعة شركات أمريكان العالمية للتأمين) في مانهاتن. زاد هذا من المخاوف حيث تقوم بورصة (وول ستريت) بتسريح موظفيها من أصحاب الأجور العالية فيما أخذ الأثرياء يرَشدون إنفاقهم.
ومن أقوال شخصيات بارزة في مانهاتن، أكد محرر قائمة أثرى أثرياء أمريكا في (مجلة فوربز) بأن هؤلاء الناس سيضطرون إلى خفض نفقاتهم. ويقول أصحاب مطاعم وتجار تجزئة في المدينة بأنها اكبر هزة تشهدها صناعة المال منذ فترة الركود الاقتصادي للحرب العالمية الثانية، والتي ستضاعف من أزمة هذا الوضع الصعب. ويمثل إجمالي مصروف رواتب موظفي بورصة (وول ستريت) قرابة 35% من إجمالي مرتبات وأجور أهالي نيويورك. ويقول خبراء اقتصاد إن كل وظيفة في القطاع المالي تخلق من وظيفة إلى أربع وظائف خدمية في شركات تتراوح من المتاجر إلى المكاتب القانونية.
وأكد نائب رئيس رابطة مطاعم ولاية نيويورك عن تراجع الاقتصاد حيث بدأ أكثر الناس في تجهيز وجباتهم الغذائية عوضا عن ارتياد المطاعم. وقال بأن الشيء الوحيد الذي كان ناجحا في ما يتعلق بالزبائن هو الأوروبيون الذين كانوا يدفعون باليورو الأعلى قيمة من الدولار.
وأكدت رئيسة متاجر (لكس كوتور) للتجزئة عبر الانترنت التي تصل أسعارها إلى خمسة آلاف دولار للقطعة، تقول بان الذين كانوا يتابعون أحدث موضات الأزياء تغيرت نظرتهم وأحجموا عن الشراء، بات الجميع، حتى الأثرياء، باتوا يقارنون بين عوامل العرض المتزايد والطلب المتناقص، وقد يضطر أثريا نيويورك إلى اختيار وسائل أكثر تواضعا.
رئيس شركة (بلو ستار جيتس) لتنظم رحلات طيران فاخرة، يقول بإن زبائنه غيّروا من أساليب إنفاقهم، فالأثرياء أكثر حرصا في التصرف بأموالهم وقراراتهم أكثر حكمة، وبالأخص مواجهة ما تُخبِئه الأقدار إثر تدهور (وول ستريت) الحالي والبحث عن البدائل للسفر في طائرات خاصة.
رئيس معهد الرفاهية (منظمة) تجري أبحاثا على المستهلكين من ذوي (صافي) الدخول المرتفعة، أن الأثرياء يبحثون عن بدائل للحفاظ على أنماط حياتهم، مثل (استئجار) الأصول بدلا من امتلاكها، فالناس في (وول ستريت) قلقون للغاية، وخائفون كونهم لم يشهدوا هذه التجربة من قبل. وأكد كون المسألة ليست بأن الناس سيتوقفون عن الاستهلاك، بل أنهم لم يعودوا بحاجة امتلاك الأصول، لا تملكها.
مايكل بلومبرج، رئيس البلدية، صرح بأن عودة المدينة إلى حياتها الطبيعية سيستغرق وقتا. فالمشكلة ليست عن مخاوف أفراد، بل هناك شركات كثيرة أبدت مخاوفها بشأن المستقبل، وعن الشكوك في الأسواق، وتساؤلات تطرق أسواء الاحتمالات، وهذا كله رغم أن الاقتصاد لم يتدهور إلى الحضيض بعد !!
مشكلة (وول ستريت)، أثارت حقائب كثيرة، أغربها دهشة: المؤسسات الخيرية، ومن أهمها (الصليب الأحمر الأمريكي) يقول أحد مسئوليه بأن هذا أسوأ مناخ لجمع التبرعات خلال الثلاثة عقود الماضية، وبالأخص مع منظمات غير ربحية. وقال عن حاجة الإعصارين الأخيرين (جوستاف) و(ايك) وحدهما، والتي ستصل مصروفاتهم في إلى مئات ملايين الدولار، ومع هذا، وحتى الآن لم تجمع المنظمة إلا عشرة ملايين دولار فقط لا غير. وقال آخر من رابطة خبراء مساهمات الشركات في العمل الاجتماعي انه في عام 2004 تبرعت شركات أمريكية لمؤسسات خيرية قرابة 1.5 % من متوسط أرباحها قبل اقتطاع الضرائب، ولكن هذه النسبة تراجعت إلى 0.7%. وتبين المؤشرات أن من المتوقع أن تظل مساهمات الشركات (في مجملها) في تنازل وانخفاض مستمر في الدورة المالية القادمة، ولكن، في ظل الأخبار الأخيرة المتعلقة بسقوط (ميريل لينش) و(ليمان) فالإحتمالات عكسية وسلبية ولا تبشر بل تنذر.
[line]-[/line]
هذا وللموضوع بقية !!
[line]-[/line]
لا ننسى حرص الرئيس الأمريكي (إصراره على رفض) الإعلان عن الركود الإقتصادي الذي تعيشه الولايات المتحدة الأمريكية، ولا ننسى كونه (هو) ووزير الدفاع، وشخصيتين إداريتين أخريين، بأنهم من كبار ملاك شركات بترولية !!
[line]-[/line]
أيضا ،، ما جاء صباح اليوم بأنباء رُفِض في الدوحة بشأن طلب الدول الصناعية من أثرياء العرب في ضخ سيولة إلى البورصات والبنوك والعقار في أمريكا.
مواقع النشر