أخطاء بن همام .. وخطايا بلاتر!! .. تهديد حريري علي "المدونة" .. هل يكفي للرد على نيران الديناصور؟!



"بالطبع سوف استأنف قرار وقفي الذي اعتبره مجحفاً ،لأنني واثق من براءتي .. وحسب الإجراءات المعمول بها، يتعين استئناف القرارلدي الفيفا في البداية ، ثم التوجه إلى محكمة التحكيم الرياضي وربما محاكم أخري "!!.. بهذا التصريح المقتضب القصير لوكالة الانباء الفرنسية، كان الرد الوحيد لمحمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي وعضو اللجنة التنفيذية للفيفا على قرار لجنة الاخلاق بالفيفا بوقفه مدى الحياة عن أي نشاط كروي وتجريده من جميع مناصبه الكروية في الفيفا والاتحاد الآسيوي بل وأي نشاط محلي ، عقابا له على محاولة تقديم رشاوى وشراء أصوات أعضاء في الاتحاد الكاريبي قبيل انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي .!

وما يتصل بذلك كانت ردود مسبقة أو أراء متوقعة لقرار الفيفا قبل يومين من القرار، اختار بن همام أن ينشرها على مدونته او موقعه الخاص او صفحته علي موقعي التواصل الاجتماعي سواء "الفيس بوك" او "تويتر"، وهي الآليات التي اختار بن همام أن يجعلها أسلحته او أصواته الاعلامية، متصورا برومانسية او قلة ثقة في الميديا العربية والعالمية أن هذا يكفي لإبراز وجهة نظره وتوصيل دفاعه عن نفسه او رده علي الحملات الاعلامية لرجالات الفيفا وصبيان بلاترالتي بطشت به ولوثت سمعته وشوهت صورته كرجل عربي كان في الطريق بالفعل لمنافسة قوية ومشروعة علي كرسي الحكم في جمهورية الفيفا !

** وكما أخطأ بن همام – وهو لم يعترف نهائيا بالخطأ ولو مرة واحدة – في اختيار توقيت نزوله لانتخابات رئاسة الفيفا في وقت متأخر جدا قبل 75 يوماً فقط من موعد الانتخابات ، فهل تصور أنه قادر على إزاحة ديناصور الفيفا جوزيف بلاتر الذي دخل الفيفا وتغلغل في مقره ومقار كافة الاتحادات الاعضاء به لمدة تقترب من أربعة عقود ؟!
وأخطأ بن همام وهو الذي فشل في القيام بدورة روتينية حتى للمصافحة التقليدية على اتحادات 206 دولة ، وحسب أن مقابلة هذه الاتحادات في اجتماعات جمعياتها العمومية سيوفر له التربيط والتأييد ، وأخطأ أيضا في الامور اللوجستية والاستراتيجية لحملته الانتخابية وهو يتعرض لاستخفاف واستعداء من الاتحادات القارية الكبري في أوروبا وافريقيا وأمريكا الجنوبية والكونكا كاف ، وحتى داخل بيته الآسيوي والعربي الذي كان يعاني من تصدعات خطيرة .. وهذه الامور كانت تحتاج سنوات من المناقشات والتوضيحات والاقناع والاستمالة ، ولكن يبدو أن فريقه الانتخابي ومستشاريه ، كانوا بالكثير يصلحون لمهمة داخل القارة الآسيوية ، وليس علي مستوي العالم .

**أما عن تعامله الغريب والقاصر ولا أقول المتعالي مع وسائل الاعلام العالمية وبالذات العربية ، فكان القشة التي قصمت ظهر البعير ، فلم يعرالرجل اهتماما لوسائل مخاطبة الجماهير والرأي العام لا العالمي ولا الآسيوي ولا العربي ولا حتى داخل الخليج العربي ، وحدث عن هذا ولا حرج ! .. وبالتالي لم يوضح الرجل صورته الحقيقية امام العالم ، عندما تعرض للاتهامات والتشويه المتعمد من بلاتر وعصابته في الفيفا وبعض الاتحادات القارية ، ولم ينجح بن همام أن يغير أسلوبه في التواصل مع الاعلام ليقنعنا لماذا ذبح نفسه وقدم سمعته قربانا لرضا بلاتر عندما انسحب قبل يومين من الانتخابات الرئاسية للفيفا ، ليعطي بذلك الفرصة للجنة الاخلاق أن تصمه وتتهمه بالرشوة وتوقفه لمدة شهر بكل استهتار ، والفارق كان كبيرا بين أن تحقق هذه اللجنة مع مرشح رئاسي او منسحب من الترشيح يعطي شعورا بالضعف وعدم الثقة ويعطي فرصة للمتنمرين للفتك به دون رحمة !.

** وعن تصرفات أخري واهية لمحمد بن همام لايمكن غض البصر عن ثقته وتعامله الدافيء مع شخصية مشبوهة مثل جاك وارنر نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد الكونكاف الذي لاحقته عشرات الاتهامات بالرشوة والتكسب ، ولم ينقذه منها سوى صداقته الطويلة مع بلاتر وهي أعمق بكثيرمن صداقة بن همام مع بلاتر ، وأستغرب كيف صدق بن همام أن وارنر سيساعده للاطاحة ببلاتر .
** وربما كانت الثقة الزائدة لبن همام والاستشارات غير الناضجة لمساعديه ومستشاريه ، تتجاهل العديد من المواقف التي لم يصلحها الدهر مع خصوم ومنافسين سابقين لبلاتر على رئاسة الفيفا، ساهم بن همام في تحطيمهم مثل يوهانسون ومحبيه ومؤيديه ونفس الحال مع عيسى حياتو، أو في معارك أخري خاصة بتنظيم المونديال في مناسبات عديدة ، أو مواقف مع شخصيات نافذة داخل الوطن العربي او على النطاق الآسيوي ، وكلهم لم يستطع بن همام أن يسترد ثقتهم وودهم ، فلم يكونوا معه وإن لم يظهروا أنهم ضده !

** عوامل كثيرة كانت تجعل مهمة بن همام في إسقاط بلاتر مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة في هذه الفترة القصيرة وبهذه الظروف المعقدة ، وليس فقط مؤامرة "بورت أوف سبين" معقل جاك وارنر خلال الاجتماع مع ممثلي الكونكاف والمظروفات البنية المحشوة ب 40 ألف دولار حسب الرواية التي تناولها بلاغ الامريكي شاك بليزرالسكرتير العام للكونكاف الذي لم تمنح بلاده ، تأشيرة الدخول لبن همام الحضور اجتماع الجمعية العمومية للكونكاف.

أ** تعاطف كثيرا مع بن همام وهو يتعرض لعقوبة كارثية بالغة القسوة والتدمير، تشبه عقوبة الإعدام والاسوأ أنها جاءت رداً علي تهم تمس الاخلاق والذمة وتشوه السمعة .. ورد بن همام من وجهة نظري هو مجرد رد ضعيف وعادي على هذه المؤامرة لا غتياله .. وأطرف ما أعجبني ما جاء على مدونته حينما نشر – بطريقة رومانسية - خطابا موقعا من بلاتر في 16 يونيو 2008 وهو يحتفل بذكري مرور عشر سنوات علي تقلده رئاسة الفيفا وينعته في هذا الخطاب بكلمة "عزيزي محمد " ويشكره على دعمه وعمله الدؤوب الذي بدونه لم يكن سيحقق أيا من إنجازاته كلاعب واحد يفوز بمفرده في مباريات قليلة !!..
** هذه شخصية بلاتر- عزيزي محمد – التي لم تفهمها رغم الاخوة والصداقة الطويلة بينكما .. هذه خطايا بلاتر الذي يفترس كل من يقترب من عرشه حتى لو كان أخيه .. خطايا بلاتر التي تعرف كل أسرارها بالأدلة والبراهين القاطعة ، والتي آن الاوان أن تكشفها ليس فقط دفاعا عن نفسك وسمعتك ، بل دفاعا عن عروبتك وأخلاقك وقيمك التي تنتمي إليها .. لم اقتنع بتهديدك "الحريري" لبلاتر بكلمة مسطورة تحت هذا الخطاب تقول فيها ان الفوز في معركة ليس هو الانتصار في الحرب !.. العمر واحد .. ولا أظن كل المجد الذي وصلت إليه في عالم كرة القدم ، يعادل كلمة واحدة من الكلمات السيئة التي رافقت قرار عقوبتك بالحرمان مدي الحياة من العمل في كرة القدم ولا حتى دخول ملاعب كرة القدم إلا متفرجا بشرط أن تدفع تذكرة وتجلس في مقاعد المتفرجين!