[align=center]
يعاني الكثير من الأشخاص من عملية فرط ضبط التوازن الانفعالي" أي الانفعال بطريقة غير طبيعية",
وحينما ينفعل الإنسان بصورة غير طبيعية, سوف يقوم بعمل غير طبيعي, وهذا العمل غير الطبيعي ربما
يتضرر بسببه بعض أحبائه أو أصدقائه.
المشاعر الإنسانية تحتوي على الكثير من الألوان منها مشاعر السعادة والفرح, مشاعر الفوز
والانتصار, مشاعر الحزن والألم, مشاعر الغضب الشديد , مشاعر اليأس والقنوط , مشاعر الضياع ,
مشاعر الأمل والتحدي... الخ .
حينما يكون الطفل صغيرا لا يستطيع تحمل كبت مشاعره بل يفضح نفسه بلا روية وهو يعتبر مرآه
للمشاعر التي تتأجج في نفسه ودواخله , وكلما تقدم في السن ليصل لطور البلوغ وسن النضج,
يستطيع إخفاء جزءا من مشاعره وكلما تقدم في العمر يستطيع أخفاء جزءا أكبر من تلك المشاعر ,
ولكن هنالك أحداثا جساما تؤثر على الشخص بعد نضجه , فينفرط العقد وربما يحدث من ذلك الشخص
ما لا يحمد عقباه.
كيف نحارب التطرف في إظهار الانفعال ؟
حينما يكون الطفل صغيرا يظهر كل انفعالاته بصورة واضحة وجلية وخصوصا إذا منعته من أخذ مثلا
معلقة , يظل يبكي ويبكي وأحيانا يبالغ في الانفعال ويتمدد على الأرض ويتقلب مظهرا غضبه الشديد.
حينها على الأبوين أو أخوته الذين يكبرونه ألا يسرعوا في ترضيته بالصورة تجعله يكابر في العملية
ويظهر تمردا أكثر بدلا من التمدد على الأرض فقط , تجنبا لإظهار المبالغة في العملية يجب تركه وعدم
إظهار الاهتمام به مما يجعله يشعر بعدم المبالاة به ومن ثم ينقطع عن ذلك الانفعال المبالغ فيه.
كيفية تعامل الوالدين لبعضهم ؟
الزوجين يجب أن يكونا مثالا يحتذى لأطفالهم بحيث يحاولا ضبط مشاعرهم الانفعالية بصورة كبيرة وأن
يحاولا قدر استطاعتهما ألا يظهراها أمام أطفالهم.
ويحاولون مناقشة تلك القضايا العالقة بعيداً عن الأطفال بكل شفافية بحيث يقنع كل منهما الآخر
متجنبين المشاعر الانفعالية العدائية .
حينما يشعر الأبناء باحترام أبويهما لبعضهما البعض يندرج ذلك الاحترام على أطفالهم فيحترموا
والديهم وكذلك أخوتهم, وبالتالي تتشذب عملية الضبط الانفعالي السلبي لديهم , وبما أن سمة المنزل
الهدوء والسعادة فإن الأطفال ينسجمون مع هذا المناخ الطيب ومن ثم لا يحاول أي منهم الانزلاق في
هذا المنزلق.
هل للمناخ تأثير علي عملية ضبط الانفعالات؟
يؤثر المناخ على عملية ضبط الانفعال سلبا أو إيجابا , ففي البلاد التي ترتفع فيها درجة الحرارة وتصل
لنحو 45 درجة فما فوق , ترتفع لدى الفرد قوة الانفعال، ويتأثر بأقل مؤثر سلبي ليندفع في مشاعره
سواء سلباً أو إيجاباً , أما في المناطق الباردة فالمناخ يساعد علي عملية الضبط الانفعالي وخصوصا
السلبي.
كيف نستطيع التوصل لعملية التوازن الإنفعالي ؟
عملية تلقي العلم تعتبر من أهم العمليات لعملية الضبط الانفعالي حيث تتسع مدارك الطفل بحيث يكون
قد دخل رياض الأطفال ومن ثم المدرسة الابتدائية وخالط العديد من الطلاب بمختلف مشاربهم
وعاداتهم, ومن ثم قرأ بعض الكتب والمجلات التي فهم منها كيفية التعامل وضرورة الصبر على
هفوات الأصدقاء والزملاء, وكلما تقدمت به السن زادت عملية الضبط الانفعالي نضجا , وحينما يقرأ
كتبا كثيرة ويتثقف تتفتق مداركه وتتسع آفاقه ليصبح واعياً لكل ما يحدث بالعالم.
بجانب العامل الثقافي نجد الجانب الرياضي الذي يعمل على صقل شخصية الطفل إيجابياً بحيث يعلمه
الصبر على عملية الإرهاق الجسمي والعضلي ويروض مشاعره لتتقبل أكبر كمية من الجهد البدني
الشاق سواء في ميدان الرياضة أو شتي ميادين الحياة فيصبح شخصا قويا فاعلا في منزله ومجتمعه,
هذا إلى جانب تعليمه التعاون مع زملائه لبلوغ الهدف المنشود وهو بلوغ النصر, و تعليمه تناسي ذاته
ليبلغ فريقه النصر عبر تضحياته الشخصية ونكران ذاته لبلوغ ذلك الهدف .
أما أهم العوامل التي تعمل على الوصول لعملية التوازن الانفعالي هو العامل الديني حيث أن مداومة
الطفل على أداء الصلاة ومن ثم قراءة القرآن وقراءة قصص الأنبياء والرسل وكيفية معاناتهم
وصبرهم على شرور قومهم , كل تلك العوامل تتكامل لتعمل على تغذية الطفل بكل المعاني الصالحة
والجميلة ومن ثم تنعكس إيجابيا على الجانب الانفعالي مما يصل بالشخص لعملية التوازن الانفعالي .
ما الفرق بين عملية التوازن الانفعالي وعملية التبلد الانفعالي؟
مما لا شك فيه بأن الانفعال من المشاعر الراقية التي خص وكرم بها الإنسان وكلما توازنت لدى
الأفراد كلما كان لها التأثير الإيجابي على الجماعة, مثلا نجد حزبا سياسيا به شخص حاد الانفعال
وعادة ما يناكف أعضاء الأحزاب الأخرى ويجرحهم وبالتالي يجرح شعارات حزبهم, وهذه المشاعر
تؤذي الأحزاب الأخرى وبالتالي تؤثر على مسيرة حزبه سلبا , مما يجعل أعضاء حزبه المتوازنين
انفعاليا يستهجنون ذلك النهج العدائي تجاه الآخرين .
أما الشخص الذي لا ينفعل البته سواء واجه سوءا أو خيرا فإنه يصبح متبلد الإحساس.
فالحياة جميلة بالمشاعر التي يجب تفريغها تجاه أحداث الحياة, فالشخص يجب أن يظهر الفرح لدي
الأحداث المفرحة والحزن لدى الأحداث الحزينة , أما إذا لم يعبأ بأي حدث كائن ما كان فعلى الدنيا السلام.
وينعكس الانفعال الشخصي على عملية الانفعال الجمعي ونقصد به انفعال الدول تجاه الأحداث السالبة
والموجبة, يجب التفاعل مع تلك الأحداث بالروية والدراسة بحيث يظهر الانفعال الجمعي المدروس
والمقنن , بحيث يظهر نضج التوازن الأنفعالي الفردي وبالتالي الجمعي.[/align]
مواقع النشر