السلام عليكم
لن تنتظر المواطنة سميرة بعلوشة (32 عاماً) هذه المرة خمس وردات من طفلاتها الشهيدات كهدية لمناسبة عيد الأم الذي يصادف اليوم السبت، لكنها ستضع خمس وردات على قبورهن وهي تتذكر فرحتهن بهذا اليوم من كل عام.المواطنة بعلوشة فقدت خمساً من بناتها خلال الحرب على غزة، عندما قصفت قوات الاحتلال منزلها في مخيم جباليا الملاصق لمسجد الشهيد عماد عقل، فقضت طفلاتها شهيدات تحت الركام بينما نجت مع اثنتين وابنها وزوجها ورضيعتها "براء" من الموت بأعجوبة.في منزلها المؤجر صغير المساحة في المخيم واصلت تدبير شؤون منزلها والاعتناء بطفليها "براء ومحمد" لكن علامات الحزن والألم لم تغب عن وجهها.قالت وهي تذرف الدموع: كانت بناتي يقدمن لي الهدايا في يوم الأم وكن يحتفلن به معي عندما أتلقى منهن الهدايا وهن فرحات، لكن الاحتلال لم يُدم هذه الفرحة وقتلهن وهن نيام.بناتها الشهيدات هن جواهر (5 أعوام) ودينا (7 أعوام) وسمر (6 أعوام) وإكرام (14 عاماً) وتحرير (18 عاماً).علقت الأم صور بناتها الشهيدات التي استطاعت انتشالها من بين الأنقاض على أحد جدران منزلها الجديد وأطالت النظر إليهن وهي تذرف الدموع ثم استأنفت حديثها قائلة: كانت تحرير وإكرام تأتيان إلي صبيحة يوم عيد الأم وتقبلانني وتقدمان لي الهدايا ثم تتوجهان إلى مدرستيهما وبعدهما تأتي جواهر ودينا وسمر للهو ويباركن لي بعيد الأم.وأضافت: يختلف عيد الأم بالنسبة لي هذه المرة، فقبل ذلك كنت أتلقى مجموعة كبيرة من الورود والهدايا لكن هذه المرة لن يحصل ذلك وسأتذكر تلك اللحظات بكثير من اللوعة والألم.كانت الأم بعلوشة تحتفظ بورود بلاستيكية مغلفة من بناتها الشهيدات في مكان ما، لكن حتى هذه الهدايا اندثرت تحت ركام منزلها المدمر بالكامل.وقالت: قتل الاحتلال بناتي وقتل كل الذكريات الجميلة التي قضينها في منزلنا المدمر، وها نحن نسكن في منزل مؤجر ولا نعلم ما هو مصيرنا وما يحمله المستقبل لنا.وأضافت: سأتوجه إلى قبورهن لقراءة الفاتحة، وسأضع خمس وردات جميلة على قبورهن، وسأفعل ذلك في كل مناسبة.ستحاول الطفلتان إيمان (17 عاماً) وسماح (11 عاماً) تعويض ما يمكن أن تفتقده والدتهما بعد استشهاد شقيقاتهما الخمس وخصوصاً في هذا اليوم، واستعدتا للاحتفال بيوم الأم بإحضار الورود والهدايا القليلة لكن الحزن لم يفارقهما.قالت سماح التي عادت للتو من مدرستها إنها أحضرت هدية وستقدمها لوالدتها، مشيرة إلى أنها كانت تود إحضار خمس هدايا أخرى لتقديمها في يوم الأم بالنيابة عن شقيقاتها الشهيدات.ورغم مرور أكثر من شهرين ونصف على المصاب الجلل الذي تعرضت لها أسرة بعلوشة إلا أنها لن تنسى فقيداتها، ويُمضي من تبقى من هذه الأسرة معظم الوقت في استذكار مناقب الشهيدات والحديث عن أواخر أيامهن.


رغم التحفظ الشرعي على مايسمى بعيد الأم, لكن الصورة هنا تنقلنا إلى مشهد جديد في غزة, إنه خير شاهد على ضياع هوية الحرب الأخيرة والتي دام سعيرها ثلاثة أسابيع قصفت فيها صهيون الأجساد الطاهرة بدون وجه حق, وأمام صمت عربي مخزٍ , ولكن إن لهذا قصاصا ولو بعد حين!!