متى نرى "عزيمة سعوديين" دون تكاليف؟

قلة «العزايم»..«الكرم يبي فلوس»!


العزايم دون تكاليف تزيد الإلفة والتقارب بين الجميع
أبها، تحقيق - مريم الجابر
في ظل غلاء المعيشة وقلة الدخل لدى بعض الأشخاص، إضافة إلى متطلبات الحياة المتزايدة التي أصبحت حملاً ثقيلاً على أرباب الأسر.. بدأ التواصل بين الناس يقل، بل وأصبحت العزائم - التي كانت تميز الزمن الماضي - في الإندثار، سواء كان ذلك بين الأقارب أو الجيران أو حتى الأصدقاء.
ويُعد الخوف من تكلف صاحب المنزل في استقبال ضيفه، إلى جانب الإنشغال بالأعمال سواء الصباحية أو المسائية، وكذلك توفر أجهزة التقنية من "جوالات" و"انترنت" و"ساتالايت"، أسباباً حقيقية في كسر التآلف بين الناس، واعتبار كل شخص غريبا عن الآخر.

ردّ العزيمة
في البداية تحدثنا "أم محمد" بقولها: الكرم عادة متأصلة في الجزيرة العربية ومن أبرزها إكرام الضيف، وكانت هذه العادة لا يقف أمامها فقر الشخص أو عجزه، حيث إنه يُكرم ضيفه على الوجه المطلوب، مضيفةً أن الشريعة الإسلامية حثت على صلة الأرحام وذوي القربى، ولكن للأسف في هذا الوقت نجد كثيرا من الناس أصبح بينهم فرقة وعدم صلة، مشيرةً إلى أنه ليس هناك عداوة أو بغضاء، لكن السبب يعود إلى الخوف من تكلف الشخص، من خلال إعداده وليمة لهم، ذاكرة أن هذه العزيمة سوف تخل بميزانيته الشهرية أو تجبره على السلف، لذلك بدأت "الحساسيات" تدخل في الموضوع، وكذلك الماديات، فإذا عزمت فلان، لابد أن يردها لي، مع أن المسألة تقدير وحب أكثر منها سلف ودين.




«المفطح» الخيار الوحيد لتقدير الضيوف



أعمال وارتباطات
وقال "حسين السروري": قلة العزائم بين الناس يرجع السبب الأول والأهم فيه إلى انشغال الناس بأعمالهم وارتباطاتهم، التي طرأت على الحياة المادية التي نعيشها، فأصبح الناس مشغولين ولا وقت لديهم للعزائم والتواصل مع الآخرين إلاّ في الشيء الذي أصبح واجباً، مثل الأعياد أو بعض المناسبات العائلية.




يعني لازم «مفطح» عشان أقدر الرجاجيل والنهاية «أكرمك الله».. وحاسب الطباخ بمبلغ وقدره



رفض "المدام"!
وفي رأي لا يخلو من الطرافة للجد "مسفر آل صالح" قال: إن سبب عدم التواصل في العزائم هو "رخامة" الرجال، وكسل النساء، فالشباب الحالي لا يحتاج إلى "مجلس" و"مقلط" في منزله؛ لأنه لا يقدر يعزم بل ولا يستقبل أحد؛ لأن "المدام" ترفض وما عندها استعداد لاستقبال ضيوفه، مضيفاً: "أحياناً النساء يردن أن يعشن حياتهن، ولا يردن إرهاق أنفسهن بالعزايم، ولا حتى فتح بيوتهن للأقارب والجارات؛ بحجة أنهن يردن أن يكون لديهن خصوصية في بيوتهن".

زمان ومكان
وأوضح "عبدالله الخديدي" أن هذه الظاهرة بدأت تنتشر بين أفراد المجتمع، بل ولم يعد هناك تواصل مستمر، فالأقارب أصبحوا بعيدين عن أهلهم إما بسبب العمل أو تباعد المكان، مضيفاً أن الأسرة الواحدة ينتشر أفرادها في مناطق مختلفة ولا تجمعهم إلاّ الإجازات أو المناسبات الرسمية، مشيراً إلى أن هناك من يشفق على الآخرين من "الرسميات"، حيث بدأ الناس يستقبلون بعضهم بشيء من التكلف والرسمية، لذا يفضل البعض التقليل من الزيارات وقلة العزائم لتلافي الخسائر المثقلة على الأسر، مؤكدة أن مشكلتنا هي في التكاليف.. يعني لازم "مفطح" عشان أقدر الرجاجيل والنهاية "أكرمك الله".. وأحاسب الطباخ بمبلغ وقدره!.




مسن يفجرها في وجه الشباب: «حريمكم تعيي»! .. ويردون عليه: «الحياة تغيرت وأول تحول»


فجوة موجودة
وقالت "سلمى الناصر": الوقت الحاضر اختلف كل شيء فيه، فقبل خمس سنوات كنا نتواصل ونتعازم حتى على القهوة، والآن أصبحت كل واحدة تعيش في عزلة وبعيدة عن الأخريات لاعتبارات ليس لها أي قيمة، فأصبحت الجارة لا تعرف جارتها، ولا الأهل يعرفون عن أهاليهم وأسرهم أي شيء، بل ولا يلتقون إلاّ كل عام مرة، لافتةً إلى أن موسم الصيفية يمثل لدى كثير التواصل بعد الانقطاع، ذاكرة أنه قد يغيب بعض بسبب أشغاله وعدم تفرغه من عمله، أو وقته لا يسمح، فيوجد فجوة بينه وبين الآخرين، وهذا للأسف ما نعيشه اليوم.
التقنية السبب
وأكد "فهد الزاملي" أن السبب الذي يقف وراء قلة الزيارات والعزائم بين الأسر والأفراد حالياً هو التقنية، بمعنى آخر وجود "الجوالات"، فكل قريب يتحدث مع قريبه بالدقيقة، ولا يحس بالبعد عنه، مضيفاً أن بعضهم يرى الزيارة فيها تكلفة عليه، وكذلك على الذين يزورهم، مشيراً إلى أن الأنفس ليست مثل ما كانت في السابق، فأمور كثيرة تغيرت، ونحن مشغلون بالأمور الدنيوية من العمل إلى المنزل، مشدداً على أن الإنسان مهما انشغل بعمله وبأمور منزله، فهذا لا يكون عذراً، بل يجب تنظيم الوقت وتخصيص وقت لصلة الأرحام وإكرامهم والتواصل معهم ولو لمرة واحدة في الأسبوع.
سرعة الأيام
وقالت "رحمة العبدالهادي": إن قلة الزيارات والعزائم أسبابها كثيرة ومنها وجود البديل المتمثل في "الستالايت" و"الانترنت"، مضيفةً أن أغلب الناس ليس لديهم وقت فراغ لتجهيز العزائم أو حضورها، أو حتى لتلبيتها، حتى لو كانت في مكان عام أو استراحة، فالأيام أصبحت سريعة، واليوم ينقضي بين العمل والدراسة والإجازة، مشيرة إلى أن غالبية الناس تفضل السفر للتخلص من عناء العام، وهناك من يتحجج بالقول إن الزمن تغير ولا داعي لكثرة المواجيب والعزائم من دون سبب.
النساء متكلفات
وأوضحت "هدى مفرح" أن السبب في عدم التواصل بين الناس حالياً راجع إلى أن النساء يتكلفن في العزائم كثيراً من حيث الملبس والأكل، هذا غير بعض الجلسات وخاصة العائلية التي قد تكون مملة ورسمية ويكون الحضور متحفظا، كذلك قلة تحمل الأطفال؛ لأن بعض النساء ترفض الزيارات وقبول العزائم من دون اصطحاب أطفالها، إلى جانب طبيعة المجتمع وحبه للتغيير والخروج كذلك من محيط المنزل إلى أماكن أخرى، يجعلان بعضهم يتثاقل عن الزيارات.

الرياض

((( التعليق )))

قال
سمعت أذناي ، وأبصرت عيناي ، حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته ) . قال : وما جائزته يا رسول الله ؟ قال : ( يوم وليلة ، والضيافة ثلاثة أيام ، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) .
الراوي: أبو شريح العدوي الخزاعي الكعبي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6019
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

-------------------
ماعدى البذخ
أن يقريء أحدنا ضيفه ويكرمه فذلك من الإيمان بالله امتثالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوالله حتى إن ضيافة الرجل لأهل بيته أو قرابته وجيرانه وأصدقائه فيها طاعة لأمر رسول وفيها فضل كبير وصلة لما أمر الله به أن يوصل