الرياض - واس : برزت الشفافية والموضوعية على النقاشات والمداولات التي شهدتها أمس، طاولة الاجتماع التنسيقي الدولي لمسؤولي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو UNESCO)، وصناع القرار المعنيين بالتخطيط والتطوير في وزارات التربية والتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي واليمن، حول (مستقبل التعليم في مرحلة ما بعد عام 2015م في دول مجلس التعاون الخليجي واليمن)، الذي ينظمه مكتب التربية العربي لدول الخليج العربي بالتعاون مع مكتب اليونسكو في الدوحة، ومعهد اليونسكو للإحصاء، وشعبة الأمم المتحدة للسكان، وتستضيفه قاعة الاجتماعات الكبرى بالمقر الرئيس للمكتب العربي للتربية في العاصمة الرياض.



وقدمت مؤسسات التعليم الرسمية في دول المجلس واليمن أعضاء المكتب العربي للتربية، روزنامتها واستراتيجياتها المنفذة بدولهم في الوقت الراهن، أو تهم ببدء تنفيذها مطلع العام الدراسي الحالي، المعنية بمستقبل العمل التعليمي والتربوي في بلدانهم للفترة الزمنية القادمة حتى عام 2030م، متضمنة هدف أو أهدافاً رئيسة تأمل الوصول إليها بمثالية ودقة، وأهداف أخرى فرعية تتحقق خلال مدة الخطة.

واستعرض مسؤولي التعليم في الدول الأعضاء، المنهجية المعتمدة فيما يتعلق بالإحصاء السكاني ومؤشراته، ضمن عديد المؤشرات والمعايير التي تراعى لحظة إعداد الاستراتيجية العامة، التي تحدد أسلوب وطريقة العمل في المستقبل، مؤكدين أن خططهم الماضية كانت قادرة على تحقيق الأهداف المرسومة كافة، الأمر الذي ساعدهم لرسم أهداف جديدة تواكب متغيرات العصر، لافتين النظر إلى رؤية منظمة (اليونسكوUNESCO) للعمل التعليمي الخليجي وفي اليمن، وفق تقاريرها السنوية، الذي لا يجسد الواقع الفعلي، واصفين تقارير المنظمة بالمجحفة، لأنها اعتمدت على مؤشرات مختلفة، وهو الأمر الذي ينتظرون أن يعالجه هذا الاجتماع الذي يضعهم ومسؤولي المنظمة العالمية الكبرى على بداية الطريق التي يسيرون فيها معاً لفهم المؤشرات المعتمدة لدى اليونسكو، وكيف يمكن تعامل مؤسسات التعليم في دول الخليج واليمن معها لتكون أساساً لبناء خطة واستراتيجية قوية، تستطيع عبرها طمر الهوة الحاصلة، والوصول لمستويات وتقييم يواكب حجم العمل المؤسسي الخليجي في المجال التعليمي.



وأكدت مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي بدولة الإمارات العربية المتحدة رئيسة أحد جلسات الاجتماع مهرة هلال المطيويعي أن المؤسسات المعنية بالتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي وفي اليمن الشقيق، يتطلعون للخروج من اللاجتماع بنتائج إيجابية، من شأنها فهم المؤشرات الإحصائية السكانية لدى منظمة (اليونسكوUNESCO)، التي تتعامل مع العامل السكاني في كل دولة كعنصر متكامل دون تفصيل، ولا يعنيه تقسيم المواطن والمقيم، الذي يشكل بالنسبة للمؤسسات التعليمية هاجساً، تتمنى أن تتفهمه المنظمة العالمية.

واستعرضت خلال حديثٍ لوكالة الأنباء السعودية نماذج من حالات التباين في الإحصاء السكاني، الذي يأتي في البلدان الخليجية على فترات زمنية متباعدة، تؤثر بشكلٍ مباشر على الدقة في تحديد مؤشر للإحصاء السكاني، كما أن العمالة الوافدة من جانبها تشكل أزمة على مستوى حساب الأمية في كل دولة، مؤكدةً أن هذه التفاصيل لا تمثل أهمية في عرف مؤشرات الإحصاءات السكانية التي تعتمد عليها (اليونسكوUNESCO)، لذا يبدو التباين في المفاهيم واضحاً وجلياً في مثل هذه الحالات.

وأبدت المطيويعي تفاؤلاً كبيراً في الوصول لنقاط إلتقاء بين الدول أعضاء المكتب العربي للتربية مع منظمة (اليونسكو UNESCO)، استناداً للرغبة الكبيرة والصادقة التي أظهرها الطرفان خلال الجلسات الأولى، لافتةً النظر إلى المكتب العربي للتربية لدول الخليج الذي يبذل الكثير من الجهد في هذا الاجتماع، مؤكدةً أنه وزارات التربية والتعليم في الخليج العربي ومثلها المنظمات المعنية بالتعليم وعلى رأسها (اليونسكوUNESCO) اعتادت مبادرات المكتب التي تضيف للعمل التربوي والتعليمي على المستوى الإقليمي.

واستدلت على التأثير الإيجابي للمكتب بوصفه بيت خبرة لجميع المؤسسات التربوية والتعليمية بالدول الأعضاء، سواءً كانت حكومية أو أهلية، بحجم العمل المؤسسي الذي ينتهجه منذ تأسيسه لدعم تلك المؤسسات وصياغة رؤية استراتيجية تضمن للعمل التربوي والتعليمي الخليجي نجاح متواصل ومتصاعد، مشيرةً إلى الشراكات الفاعلة مع المنظمات العالمية، من خلال البرامج والمبادرات والأنشطة التربوية والتعليمية التطويرية التي تعود بالفائدة على التعليم بدول مجلس التعاون الخليجي أعضاء المكتب.