اسطنبول (تركيا بوست) -- تتميز بلدة “فتحية” التابعة لمدينة “موغلا” التركية المطلة على البحر المتوسط بطبيعتها الخلابة ومواقعها الأثرية التاريخية العتيقة، فهي إحدى أهم وأبرز المعالم السياحية في تركيا وعلى مستوى العالم أيضا.



تتميّز بلدة فتحية التاريخية بنقاء مياه شواطئها الزرقاء، وخلجانها البكر، وجمال طبيعتها الخلابة، فضلا عن معالمها الأثرية العتيقة الممتد تاريخها إلى آلاف السنين. وفي البلدة عشرات من الأماكن التي تستحق الزيارة، نذكر في هذه النافذة بعض منها:

البحر الميت
تمتد شواطئ البحر الميت في تركيا، والذي يوصف بأنه “الجنة التي منَّ الله بها على الأرض” بطول 3 كيلومترات. تم اختيار شواطئه أكثر من مرة كأفضل شواطئ العالم، إذ يتميز بتجانس انسيابي في الألوان بين درجات اللون الأزرق وخضرة الطبيعة الخلابة من حوله، مما يضفي متعة لا توصف للسباحة في شواطئه. يتمتع بطقس معتدل على مدار عشرة أشهر على مدار العام. ويعتبر من أهم الأماكن السياحية التي تحظى باهتمام كبير من قِبَل الزوار المحليين والأجانب.



شاطئ بيلجيكيز
تفصل بين البحر الميت الذي يبعد نحو 14 كيلومترا عن بلدة فتحية، وشاطئ بيلجيكيز، شبه جزيرة رملية. ويضم شاطئ بيلجيكيز عددا كبيرا من النُزل، والفنادق والمخيمات التي تعمل على مدار العام، وطوال فصول السنة. وعلى بعد حوالي 3 كيلومترات من شاطئ بيلجيكيز شاطئ “كيدراك” الذي يتميز بأشجاره العالية، ورماله النظيفة، ومائه اللامع.



شاطئ كيدراك
يعتبر شاطئ كيدراك الذي يبعد عن شاطئ بيلجيكيز بنحو 3 كيلومترات فقط، أحد أهم أماكن الاسترخاء المثالية، لما يتميز به من أشجار عالية، وشواطئ نظيفة، ومياه لامعة.



وادي الفراشات
يبعد وادي الفراشات عن البحر الميت بحوالي 5-7 كيلومترات، ويحاط بجبال عالية يصل ارتفاعها إلى 350 مترا تقريبا. أخذ وادي الفراشات هذا الاسم من الفراشات المسماة بـ”JarseyTiger” التي تظهر في الوادي بين شهري يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول من كل عام.

يمكن الوصول إلى الوادي، الذي يستحق الوصف بأنه جنة على الأرض لما يضمه من شلالات صغيرة وشواطئ رملية واسعة، ومياه نقية لامعة، وزهور الدفلى وردية اللون، من خلال قوارب صغيرة من البحر الميت. كما تضم تلك القطعة البديعة من الأرض منطقة للتخييم، ومطعما، ومكانا للاستحمام، وأماكن لتغيير الملابس.



“المدينة المختبئة”
تقع “المدينة المختبئة” على بعد 50 كيلومترا من بلدة فتحية، داخل واد ضيق يصل ارتفاعه إلى 600 متر، ويمتد بطول 18 كيلومترا، على ضفاف نهير “كارا تشاي” الذي يرسم الحدود بين مدينتي موغلا وأنطاليا.

تعتبر “المدينة المختبئة” من أهم المراكز السياحية الفريدة من نوعها، إذ يتمكّن هواة الرياضة ممارسة أنواع عديدة من الرياضة فيها مثل تسلق الجبال، والمشي، والسباحة، وسط الطبيعة الخلابة التي تتميز بمنحدارتها الحادة، وأشجار الدلب العملاقة، ومنابع المياه العذبة.



متنزه “ياكا بارك”
متنزه “ياكا بارك”.. يبعد عن قرية “ياكا” بحوالي كيلومترين فقط، والتي تعتبر إحدى أماكن الاستمتاع والاسترخاء الفريدة من نوعها والتي يمكن فيها قضاء لحظات لا يمكن نسيانها وسط أصوات زقزقة العصافير وخرير المياه.



قرية كوجيك
تقع قرية كوجيك على بعد 30 كيلومترا من فتحية على الطريق البري الرابط بينها وبين مركز مدينة موغلا. تحوّلت القرية خلال السنوات الأخيرة إلى أحد أهم المراكز في مجال سياحة اليخوت في المنطقة. والقرية لها مرفأ طبيعي لليخوت، ومحاطة بمجموعة من التلال المكسوة بالأشجار، وأطلال قريبة منها بالإضافة إلى عدد كبير من الجزر والخلجان الفريدة من نوعها.



الجُزر
تتكون منطقة “كارانليك إيجي” من عدة جزر وشبه جزيرة كابي داغي المزينة بكثير من الخلجان الجميلة. ويطلق الصيادون عليها هذا الاسم ويعني “داخل الظلام”. كما أنها تعتبر أحد أهم مراكز الرحلات البحرية في المنطقة. والمنطقة فيها 12 جزيرة هي: ياسّيجا، وحمام كويو، وكورشونلو، وياوانصو، وبدري رحمي، وترسانة، وجوبون، وبوينوز بوكو، وكوجيك، والخنزير، والزيتون، والحمراء.



خلجان أويوك تبه
تعتبر خلجان أويوك تبه أحد أهم المتنزهات التي يأتي إليها أهالي المنطقة كل يوم. وتتكون من عدة خلجان طبيعية أبرزها: ميم باشا، وكوتجوك سمانليك، وبونجوكلو، وكوليلي،أكسازلار، وأكواريوم، وتورونتش بيناري.



خليج كاترانجي
يقع خليج كاترانجي على بعد 17 كيلومترا من بلدة فتحية، على الطريق الواصل بين مركز مدينة موغلا وبلدة فتحية. والخليج تغطيها الأشجار حتى الشاطئ، ويتميز بدرجة عالية من الإنسيابية والتوافق بين درجات اللون الأرزق واللون الأخضر. وتضم المنطقة الخضراء في الخليج مكانا للاسترخاء، وأماكن مخصصة لتغيير الملابس والاستحمام ودورات المياه، بالإضافة إلى عدد من الخدمات مثل مياه الشرب، كافيتريا، ومرآب للسيارات. وتعتبر من أهم مناطق التخييم المثالية.



خليج “كوتجوك كارجي” أو كونلوك
يقع الخليج على بعد 18 كيلومترا من بلدة فتحية، على الطريق البري الرابط بين البلدة ومركز مدينة موغلا. ويتميز بطبيعة فريدة الجمال، إذ يندر مصادفة مثيل لها في أي مكان آخر في العالم. تغطي شواطئه أشجار الصمغ. والصمغ يدخل في صناعة عدد كبير من الأدوية التي تستخدم في علاج أمراض من بينها: الحكة، والربو، وقرحة المعدة ومشكلاتها، بالإضافة إلى استخدامها في تركيب بعض مستحضرات التجميل والمعطرات.



شاطئ تشالي
يقع الشاطئ على بعد 5 كيلومترات من مركز بلدة فتحية، في الجهة المقابلة من جزيرة شوفاليه. ويمتد بطول 4 كيلومترات ويضم عددا كبيرا من الفنادق والنُزل، والمخيمات، والمطاعم.

ويعرف الشاطئ بأنه أفضل الأماكن حول العالم لمراقبة غروب الشمس. ويستضيف الشاطئ مهرجانات الألعاب المائية المختلفة، فضلا عن كونه موطنا للسلاحف المائية كبيرة الرأس، مما أهّله ليكون محط أنظار زوار البلدة، سواء من الزوار الأجانب أو المحليين.



قريتا حصار أونو وأوفاجيك
تحوّلت هاتان القريتان الواقعتان في منطقة البحر الميت، إلى مغناطيس جديد لجذب الاستثمارات السياحية خلال السنوات الأخيرة، بفضل المشاريع السياحية، والمراكز التجارية ومراكز الترفيه. وأصبحت القريتان القريبتان من مناطق الجذب السياحي مثل البحر الميت وباباداغ وقرية كايا، أحد أهم المناطق التي يفضّلها الزوار المحليون والأجانب.



المدن التاريخية العتيقة
يعود تاريخ بلدة فتحية إلى آلاف السنين. وتضم البلدة عددا من المعالم الأثرية والمدن التاريخية القديمة التي تعود لحضارات وقبائل كانت تعيش في عصور مختلفة:

مدينة ليتون التاريخية
يروى أن المدينة شيّدت في القرن السابع قبل الميلاد، وحملت لقب “ليتو” المرأة التي أنجبت من “زيوس” الذي كان يعده الإغريق إله الآلهة في اعتقادهم. وتشير الروايات القديمة أن ليتو قرّرت الهرب من غضب “هيرا” زوجة زيوس السابقة، بعد أن أنجبت منه توأمها أرتميس وأبوللون. واستقرت في هذا المكان.

وتشير أعمال التنقيب التي أجريت في المنطقة أن القطع الأثرية التي عثر عليها تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد.

وتتميز المنطقة بالهدوء والسكون بين المياه والرمال والشمس، بعيدا عن زحام الحياة وعوامل الحداثة.



مدينة باتارا التاريخية
عثرت بعثات التنقيب الأخيرة التي أجريت في مدينة باتارا التاريخية على مجموعة من العملات المعدنية القديمة وبعض قطع الفخار والسراميك يعتقد أنها تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد.

تشير الأساطير إلى أن مدينة باتارا التاريخية، هي مسقط رأس أبوللو الذي يعتقد الإغريق أنه إله الشمس عندهم. تضم المدينة عددا كبيرا من المعالم الأثرية التي تتيح للزوار الاستمتاع بجولة إلى الماضي ومعايشة الحكايات والروايات التي تثار حول المدينة.



مدينة تالمسوس التاريخية
تقول بعض الروايات أن اسم المدينة مقتبس من اسم “تيلميسوس” بن “أبوللون”.

لم تتمكّن المدينة من المحافظة على معالمها الأثرية العتيقة والتي تعود إلى ما قبل عام 3000 قبل الميلاد، بسبب سلسلة الزلازل التي تعرّضت لها على مر العصور.

وتعتبر شواهد القبور القديمة أحد أكثر المعالم الأثرية زيارة من قبل الزوار. يمكن للزوار أن يستمتعوا بجولتهم ورحلتهم تحت الشمس وعلى ضفاف المياه، لكن ينبغي ألا ينسوا زيارة مدينة تيلميسوس التاريخية.



مدينة طلوس التاريخية
تعود مدينة طلوس التاريخية إلى حقبة قبائل الليكيا القديمة. وتشير الأساطير أن “باللفرونتي” الذي كان يمتلك حصانا مجنحا كان يعيش في المدينة.

تعتبر المدينة أقدم مكان وطأت فيه أقدام البشر في منطقة ليكيا. ويعود تاريخها إلى ما قبل عام 2000 قبل الميلاد.

تضم المدينة بعض المعالم الأثرية القديمة مثل: المقاعد القديمة، ومسرح، وأسوار روما القديمة، وشواهد المقابر القديمة المدون عليها بعض الكتابات، وبعض المعالم الأثرية للكنائس القديمة. تجذب المدينة انتباه الزوار المحليين والأجانب من خلال معالمها الأثرية القديمة، وكذلك بسبب اشتهارها في تاريخ الدولة الرومانية.



قرية “كايا كوي”
تشتهر قرية “كايا كوي” بمنازلها العتيقة المبنية بالصخور. تشير بعض الروايات إلى أن القرية كانت تابعة لمدينة “كاريملاسوس” الخاصة بقبائل ليكيا القديمة، والتي يعود تاريخها إلى ما قبل عام 3000 قبل الميلاد.

وقد عثرت بعثات التنقيب على شواهد قبور مدون عليها كتابات تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد. بينما عاشت بعض قبائل الرومان في مدينة ليويسي الموجودة على جانب الجبل والتي تعود أطلالها الأثرية إلى الرومان الذين كانوا يعيشون في المنطقة منذ القرن السابع عشر الميلادي، إلى عام 1923 ميلادي تاريخ إعلان الجمهورية التركية.

مقابر الصخور
مقابر قبائل الليكيا الصخرية: تضم المدينة العتيقة عددا من المعالم الأثرية التي تعود لقبائل الليكيا القديمة، والتي عاشت في القرن الرابع قبل الميلاد. تضم تلك المنطقة الأثرية مجموعة من المقابر وشواهدها التي تم حفرها في الصخور، والتي تعد شعار المدينة. ويمكن رؤية المقابر بكل وضوح من السهل المنبسط أسفل المرتفع الواقعة عليه. ومع الاقتراب منها أكثر فأكثر يصاب المرء بإعجاب بسبب حجمها الكبير.

وقد دوّن في الجزء الأوسط من الصخور الواقعة على الجانب الأيسر “أمينتاس بن هربامياس” بالأبجدية القديمة الخاصة بالقرن الرابع قبل الميلاد. ولم يتم التعرف على هوية هذا الشخص بالتحديد، إلا أنه من المعالم الأثرية القيمة الجديرة بالزيارة.

وتعتبر أهم الشواهد هي التي تعود إلى قبائل الليكيا القديمة. كما يتميز القبر بمنظره المثير وسط البحر، ويصاب الزوار بدهشة وانبهار إذ تضم الواجهة الأمامية للقبر غطاءً مستطيل الشكل ومنحوتا مثل الأخشاب، ومنقوشا عليه بعض الرسوم الخاصة بالحروب، بالإضافة إلى رسوم أخرى، يُعتقد أنها تتحدث عن حياة الشخص المدفون.

مدينة بينارا
تبعد المدينة عن بلدة فتحية حوالي 55 كيلومترا، وتقع على “الجبل الأبيض”. تعتبر المدينة من أكبر مدن قبائل الليكيا. استضافت المدينة أول مسابقة للجمال في العالم. وتحظى المدينة بأهمية تاريخية كبيرة من خلال المعبد التاريخي القديم الذي يتميز بمجموعة من الخصائص المعمارية المثيرة، ويعود إلى أفروديت.

مدينة جادآندا
تقع المدينة العتيقة في منطقة أوزوملو، على بعد 25 كيلومترا من بلدة فتحية. وتعرف بأنها آخر المدن المنضمة إلى اتحاد قبائل الليكيا على البحر المتوسط. لم تتبق أية معالم أثرية للمدينة القديمة التي كانت تتميز ببعض المظاهر الفيزيائية المثيرة، وذلك بسبب بعض العوامل الطبيعية. ولعبت المعالم الأثرية التي عثرت عليها بعثة التنقيب التابعة لمتحف بلدة فتحية، دورا كبيرا في جذب الأنظار إلى المدينة العتيقة، التي تضم مسرحا قديما، واستادا بالإضافة إلى حمام أثري.

جزيرة السفن
يمكن الوصول إلى جزيرة السفن من خلال القوارب الصغيرة عبر البحر الميت أو خليج السفن.

تضم الجزيرة كنيسة قديمة تعود للحقبة البيزنطية التي تمتد بين القرنين الخامس والحادي عشر بعد الميلاد. تتمتع المدينة بأهمية كبيرة بسبب كونها أحد مراكز الانتشار الأولى للدين المسيحي. كما تعتبر أحد المراكز الرئيسة في الرحلات البحرية، وتعرف باسم عزيز نيكولا “St. Nicolas”.

قلعة فتحية
ترتفع القعلة في سماء الأجزاء الجنوبية من المدينة. تشير بعض الروايات التاريخية إلى أن القلعة تعود إلى فرسان الملك عزيز جون. وتضم قبرين صغيرين يقعان في الجهة الشرقية من التلة، بالإضافة إلى بعض الكتابات القديمة المدونة على الجدران، وخزان مائي لم يستدل على تاريخ تشييده.



رياضة القفز بالمظلات من المرتفعات
يعتبر البحر الميت من المناطق الفريدة في تركيا، وعلى مستوى العالم أيضا، للقفز بالمظلات من قمم الجبال. تستخدم المنطقة كمنطقة لتدريب الطيارين الهواة، والطيارين المرشحين الذين أتموا تدريبهم، بالإضافة إلى كونها من أفضل المناطق التي تناسب الطيارين المحترفين.

تستمر رحلة القفز بالمظلات من أعلى قمة جبل “باباداغ” قرابة 30 دقيقة. كما يتمكّن بعض الطيارين المحترفين من الاستمتاع برحلات طيران مدة أطول قد تصل إلى ساعات، اعتمادا على التيارات الهوائية الصاعدة.

ويمكن الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلاب للبحر الميت، من خلال القفز بالمظلات من ارتفاع 2000 متر والهبوط بهدوء وسط الطبيعة ورؤية ما تزخر به الطبيعة التي حول المنطقة الشبيهة بالجنة في الأرض. من هذا الارتفاع يمكن مشاهدة شواطئ باتارا ودالامان، بالإضافة إلى جزيرة “رودوس”، بشرط أن تكون السماء صافية.

يضم جبل “باباداغ” ثلاث منصات للقفز بالمظلات، تسمح بقفز 20 مظلة مرة واحدة.

رياضة الغطس
يوجد عدد كبير من المدارس والأندية للغطس في بلدة فتحية وتنظم رحلات غطس للسياح.

رياضة التجديف
تنظم الشركات السياحية جولات باستخدام قوارب التجديف الصغيرة، داخل نهر “أشين” و”دالامان” الصغيرتين.

المصدر: صحيفة زمان