عدن (اليمن) محمد مخشف (رويترز) - عاد رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح إلى مدينة عدن في جنوب اليمن يوم الأربعاء فيما يمثل خطوة باتجاه عودة الحكومة إلى البلاد بعد عملها لشهور من الخارج.



وقال راجح بادي المتحدث باسم الحكومة إن بحاح الذي يتولى أيضا منصب نائب الرئيس كان يرافقه سبعة وزراء عندما وصل إلى عدن التي تمكن مقاتلون محليون بدعم من قوات تقودها السعودية من طرد الحوثيين منها في يوليو تموز.

وقال بادي لرويترز إن بحاح والوزراء الذين وصلوا معه إلى عدن يعتزمون الإقامة بها بشكل دائم.

تأتي عودة بحاح من السعودية عقب عودة عدد من الوزراء من المملكة في الأسابيع التي اعقبت استعادة السيطرة على المدينة. وكان بحاح قد قام بزيارة خاطفة إلى عدن في أول أغسطس آب.

وانتقل الرئيس عبد ربه منصور هادي من عدن إلى العاصمة السعودية الرياض في مارس آذار بعدما سيطر الحوثيون على المدينة. ومنذ استعادة السيطرة على المدينة من قبضة الحوثيين انطلقت القوات الموالية لهادي -بدعم من الضربات الجوية التي يشنها تحالف بقيادة السعودية- صوب الشمال وصدت الحوثيين المتحالفين مع إيران.

وتشن الآن قوات برية عربية ومقاتلون موالون لهادي هجوما في محافظة مأرب إلى الشرق من العاصمة صنعاء سعيا إلى طرد الحوثيين من العاصمة التي استولت عليها الجماعة الشيعية في سبتمبر أيلول 2014.

وانسحبت الحكومة اليمنية من محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في مطلع الأسبوع لكن بادي قال يوم الثلاثاء إن الحكومة مستعدة للعودة إلى المحادثات إذا قبل الحوثيون قرار الأمم المتحدة الذي يدعوهم إلى الاعتراف بهادي كرئيس والانسحاب من المدن الرئيسية في البلاد.


رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح يتحدث في مؤتمر صحفي في صنعاء - رويترز

وذكر موقع عدن الغد الإلكتروني أن بادي قال في مؤتمر صحفي بفندق القصر في عدن يوم الأربعاء "الحكومة ستباشر مناقشة عدد من الملفات أبرزها الملف الأمني وملف إعادة الإعمار ودمج المقاومة بالجيش."

وسادت الفوضى وغياب القانون المدينة التي يقطنها مليون نسمة منذ طرد الحوثيين على أيدي المقاتلين المحليين (المقاومة الشعبية) ومن بينهم أنصار هادي.

ويقول مسؤولون إن حوالي 300 ضابط شرطة عادوا للعمل منذ يوليو تموز وإن بعض مراكز الشرطة استأنفت عملها بمساعدة مستشارين من دولة الإمارات.

لكن السكان يشكون من بطء السلطات المحلية في السعي لاستئناف الخدمات الأساسية وإزالة الحطام والقمامة التي تراكمت في الشوارع بعد القتال العنيف الذي بدأ في مارس آذار.

ويقولون أيضا إن مقاتلين من خارج المدينة بينهم منتمون لتنظيم القاعدة شوهدوا في الشوارع مما أثار مخاوف من سقوط المدينة في أيدي المتشددين.

وفي الشهر الماضي تعرضت المدينة لسلسلة تفجيرات منها تفجير قرب مكتب المحافظ. وخرب مهاجمون مقبرة مسيحية تعود للحكم البريطاني لعدن قبل حوالي 50 عاما.

وفي هجوم آخر قال مسؤول محلي إن مهاجمين أضرموا النار في كنيسة القديس يوسف. واحترقت محتويات الكنيسة تماما.

وقال لطفي شطارة القيادي بالحراك الجنوبي وهو تحالف سياسي محلي يسعى لاستعادة اليمن الجنوبي الذي اندمج مع الشمال في 1990 إن قرار الحكومة العودة إلى عدن كان يجب أن يتخذ على الفور قبل انهيار الوضع الأمني والخدمات.

وقتل الصراع في اليمن ما يربو على 4500 شخص خلال حوالي ستة أشهر.