الفن للتخلص من النفايات الالكترونية
لا يحب الكثير من الأشخاص رؤية الحشرات، لكن حشرات جولي أليس شابل تختلف عن غيرها، إذ تستخدم الفنانة البريطانية الأجهزة الالكترونية المعطلة والمتروكة في صنع أعمالها الصغيرة الزاهية بالألوان والأسلاك.
تصف الفنانة البريطانية شابل نفسها بالمحبة للحشرات، وبدأت بتصميم هذه الأعمال الفنية قبل أربعة أعوام خلال دراستها للفن بجامعة بورتسمث، فقد تجمعت لديها الكثير من الأجهزة الالكترونية المستخدمة، فرأت أن الأسلاك والدوائر الصغيرة تذكرها بالحشرات الملونة. وهكذا كانت البداية.
الأسلاك، الألوان، وجميع القطع والمكونات الصغيرة تذكر الفنانة بالأجسام الملونة للحشرات وسيقانها وأجسامها الهزيلة والرقيقة، كما يبدو في هذه الخنفساء الفضية ذات الأرقام.
وتقول شابل إن إلهام التصاميم يأتيها من التكنولوجيا القديمة والحديثة، وإنها تستنبط الأشكال من الكتب المختصة بعلوم الحشرات، كما يبدو في هذه الفراشة الماسية-النحاسية. وتعتمد الفنانة أيضاً في تصاميمها على نماذج من الطبيعة والرياضيات.
وتوضح شابيل أن تقليد هذه الأجسام بالأسلاك والأزرار ليس بالعمل الهين، إذ يتطلب منها إنجاز كل قطعة الكثير من الوقت والجهد. هذه الفراشة البنفسجية اللون مصنوعة من بقايا نظام لتكبير الصوت من شركة ألتك لانسنغ الأمريكية.
لكن هدف شابل الرئيس من أعمالها الفنية لم يكن لغايات فنية بحتة فقط، إذ تحاول من خلال أعمالها نشر الوعي بخطورة النفايات الالكترونية على الطبيعة وتسليط الضوء على النزعة الاستهلاكية في مجتمعات العالم.
وتوضح شابل أن البقايا المعاد تدويرها من القمامة الالكترونية هي العامل المشترك الذي يجمع هذه الأعمال، التي تعد بدورها مواجهة مع مخلفات الحياة العصرية وتكشف مخاطر أن تصبح هذه الأجهزة قمامة الكترونية.
في العام الماضي وصل ما خلفته دول العالم من القمامة الالكترونية إلى 41.8 مليون طن، وهو رقم قياسي أثار رعب منظمات حماية البيئة. واستناداً إلى تقرير للأمم المتحدة صدر حديثاً عن هذه المشكلة، سيرتفع هذا الرقم مستقبلاً. لكن هل تحل هذه الخنفساء الالكترونية الملونة تلك المشكلة؟
والجزء الأكبر من هذه النفايات هي من أجهزة المطبخ والغسالات والميكروويف، وكذلك أجهزة الموبايل والحاسوب. أجزاء هذه الفراشة قد كانت ربما في جهاز هاتف أحدهم، تحدث فيه يوماً عن فراشات ملونة.
في بعض الأحيان يتم تدوير جزء من النفايات الالكترونية، ولكن في أحيان كثيرة يتم دفنها أو حرقها، حيث تتسرب المكونات السامة، مثل الزئبق والرصاص، إلى الأرض والهواء، ما يؤثر بشكل سلبي على الطبيعة وعلى صحة الإنسان.
تعد الدول النامية، التي لا تملك آليات للتعامل مع هذه المخلفات، ضحية للدول المنتجة لهذا النوع من النفايات مثل الصين واليابان والولايات المتحدة وألمانيا. التجارة الالكترونية العالمية وعمليات التدوير المحدودة تسببا في أضرار بيئية كبيرة في دول مثل الصين وغانا.
الكاتب: جينيفر كولينز/
مي قمرة
مواقع النشر