بسم الله الرحمن الرحيم
د.سعد العتيبي، عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء وأحد أبرز المهتمين بتفنيد حجج الليبرالية، أجرى موقع "المسلم" معه هذا الحوار الذي بدا معه الشيخ واثقاً من قدرة نفر من العلماء على لجم عصابة الليبراليين المبثوثة في وسائل الإعلام، تمارس دوراً مكثفاً في ضرب الرموز العلمية الإسلامية تحت طائلة حرية النقد.
حجج الليبراليين هي استنساخ لحججهم في مصر والمغرب من قبل والتي تصدى لها علماؤهما بسهولة، وجاء الأبناء الليبراليون في الخليج ليعاودوا تجربة الفشل الليبرالي رجاء استماع البعض إليهم في الصحف المجلات والفضائيات، لكن الشعوب فيها وعي وتلقائية يحول بعضه دون استرسال هذه الشرذمة في محاولتهم تقويض أسس العقيدة في المجتمع السعودي
إلى أين تمضي العصابة الليبرالية في حربها على العلم والعلماء في بلاد الحرمين ؟
بسم الله و الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
وقبل البدء بالجواب على مضمون هذا السؤال ، أود تسجيل تحفظٍ شديد ، على إضفاء وصف ( الليبرالية ) على من ذكرت .. وقبل أن تسأل : لماذا ؟ أجيبك بأنَّ الليبرالية مفهوم يفقهه المنظِّرون الكبار من العلمانيين الدينيين في البدايات ، ومن الملحدين أو اللاأدرية في الوقت الراهن .. وأمَّا من تشير إليهم ، فأظن كثيراً منهم ممن يسمعون بهذا المصطلح الأجنبي دون وعي لحقيقته ، وما يؤيد وجهة النظر هذه ، أنَّ ممن تعنيهم من يصفون أنفسهم بهذا الوصف حيناً ، ثم يتبرّؤون منه فيما بعد ، ولا سيما من عرف عنهم حضور الصلوات ، وهذه حسنة لهم أعني إعلانهم البراءة من هذا المصطلح إن كان الدافع إليه رفضه ، ويرجى أن يكون هذا مؤشر خيرٍ عند من يدرك خطر الانتساب إلى هذا الفكر المناقض للإسلام .. ومما يؤيد وجهة النظر هذه أيضاً أنك تجد بعض هؤلاء يصف نفسه باللبرالية ثم يفسد ثقتنا في فهمه لها بإضافة وصف آخر مناقض لها ! فتجد هناك من يصف نفسه بأنَّه ليبرالي إسلامي !!! فبربك هل سمعت ماركسياً يصف نفسه بأنَّه ماركسي مؤمن ، أو سلفياً حقيقيا يصف نفسه بأنه سلفي قبوري !
و لعلّ هذا التناقض هو سرّ الخصومات بين مدعي الليبرالية في المنتديات التي تنتسب إليها ، حتى إن بينهم نزاعا في صحة انتماء من يسمون أنفسهم بـ ( الليبراليين السعوديين ) إلى الفكر الليبرالي المستورد في أصله باتفاق الجميع ؛ إذ إن هناك من ينتمي للفكر الليبرالي في الجانب المتعلق بالنظرة إلى الدين ، وذلك في بعض المنتديات المنتسبة لليبرالية ولبلادنا ، وهنا ينبغي التنبيه إلى أنَّ ما يخرجه الإعلام بأسماء حقيقية أو مستعارة أحيانا من فكر منحرف مضلِّل ، ما هو إلا مخرج ( مفلتر ) من تلك المنتديات الآسنة التي لا تخلو من ولاء أجنبي فاضح ، ونكران وطني صارخ ، واعتداء أثيم على الثوابت ، مما أجبر الجهات المسؤولة على إغلاق بعضها ، وحجب بعضٍ آخر .
ومن المضحك أنني قرأت مقالا لأحد هؤلاء في صحيفة محليّة ، يصف فيه المجتمع السعودي بأنَّه مجتمع ليبرالي !! فهل تريد تأكيداً أكثر من هذا على أنَّ من مُصَدَّري القوم من سمعوا بالمصطلح فردَّدوه دون معرفة دلالاته ، فأرادوا أن يستجيروا به من مصطلح ( العلمانية ) المنبوذ إسلامياً ، والذي يلصقه البعض بهم ، فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنّار ..
أوضِّح مرّة أخرى : نعم هناك فكر يحمل بصمات ليبرالية في الموقف من الدين بصفة عامة وتشريعات الإسلام بصفة خاصّة ، وهو ما نجده في بعض طروحات كتاب المنتديات التي تصف نفسها باللبرالية ، عربية كانت أو متفرعة عنها .. وهذه المنتديات هي مصادر مهمّة لتغذية الفكر المضلِّل الذي ينتسب أتباعه أحيانا لليبرالية وقيادة خطواته الآثمة .
وعوداً إلى جواب السؤال ذاته ، يمكن القول : إنَّ من وصفتموهم بـ(الشرذمة) ، ستحاول – خاسرة بإذن الله – المضي إلى حيث تتحقق غايات أصحاب الأجندة الأصليين ، وأعني بهم ظلمة الإفرنج الذين يكيدون لنا { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ } ، ويحاول هؤلاء أن يصفوا هذه الحقيقة القرآنية بما يشوهها ، كقولهم : نظرية المؤامرة ! أو عقدة المؤامرة ! مع أنَّ الآية الكريمة ، لم تدع فرصة للمعتذرين عن الأعداء ولا للمخدوعين بهم { وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ }.. و هذا العلم قد انكشفت حقيقته بالوقوع في الماضي والحاضر ، فقد تبيّن للأمة أن منكري تآمر الأعداء ، هم من ضحايا هذا التآمر ، وممن من وقع في نطاق { وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }على أقل تقدير .
وهناك من يريد المضي في اتجاهٍ يوصله إلى فكرة الإفادة الوصولية من الخيانة التي أشار الله تعالى إليها في قوله : { وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ } .
وأما الغايات التي يطمح إليها أصحاب الأجندة الأصلية ، فهي التي نجدها في مثل قوله تعالى : {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ }، و {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء } ، وجاء الحل موصولا بالمشكلة : { فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء } .
وأما خسارتهم فلا ريب فيها ، وإن استمتعوا زمناً بأماني النصر المتوهمة أو احتفاءات الاستقطاب الأجنبية الآنية المفخّمة ، فالتاريخ يثبت أن هؤلاء المنتقدين للثوابت ، المحتقرين لأهل الشرع أشبه بأطباقِ وجبات سريعة ، ما إن تُستهلك حتى ترمى ، مع اهتمام الأكلة بالنظافة ، لمنع تسرب بقايا الطعام ، التي ربما تحمل سرّ الطبخة للآخرين مجانا أو بمقابل .
وأتوقع أن يأتي اليوم الذي يتبرأ منه عدد من هؤلاء من هذا الطيش ، ولا سيما ذوي الاتجاه الوطني الصادق والقومي الحرّ .. وقد بدأت بوادر ذلك بينهم بنقد بعض هؤلاء للقومية و للعروبة مثلا ، وهي مما لا يقبل المساومة عند أحرارهم !!
لا أحد فوق النقد ..شعار مرفوع ( وهو في أصله مشروع ) يسير تحته أولئك سيرا حثيثا نحو تحطيم الرموز العلمية والتأسيس لدين عصري جديد ..ما هي المحددات الشرعية لمفهوم النقد ؟
هذا موضوع يطول الحديث فيه ، ولولا أنه روِّج إعلامياً بطريقة خاطئة ، لتجاوزت الحديث عنه في مثل هذا اللقاء ، وعلى كلّ حال ، فيمكن إيجاز المحدِّدات الشرعية لمفهوم النقد في مدلول ( النصيحة ) التي وُصف بها الدين شرعاً : ( الدين النصيحة ) ؛ وهي واجب العالم بحكم ما ينقد لا المتعالم ، الصادق في نصحه لا المتربص المتنقِّص للمؤمنين ، المعروف بالديانة لا المتهم في الدين . ويمكن إيجاز صفات الشخصية الناصحة - إذا ما تحقق شرط العلم - في استبعاد وصفين أرشدنا الله تعالى إلى الحذر من أهلهما في خطاب جاء موجها لنبينا صلى الله عليه وسلم ، ليكون إرشادا لنا من باب أولى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ } .. ولو عدنا لمصطلح اللبرالية لوجدناه مناقضا لمدلول الدين ، فكيف بمدلول النصيحة التي يتفرع عنها !! ولو كنّا أمام منظِّرين ليبراليين لأمكننا نقض فكرهم من وجهة نظر شرعية ببحث الفروق بين النصيحة في الإسلام والمعارضة في غيره ..
وأمَّا مسألة تحطيم الرموز العلميّة فتلك أجندة المنافقين في غزوة تبوك ، إذ وصفوا الصحابة الكرام الذين رضي الله عنهم بأوصاف كاذبة خاطئة ، يشهد واقع الزمان والمكان والمهمّة التي كانوا فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم ، بكذب من أطلقها .
وأما التأسيس لدين عصري جديد ، فتلك حيلة أصحاب الأجندة الأصليين التي يكشفها المتآمرون من الغربيين بين الحين والحين كما في تقرير راند 2002م ، وربما وقع في تنفيذها مخدوع أو مأجور . وقد وصف التقرير من ينفِّذ مهامه بالشركاء ، كما توصف الخمرة بالمشروب الروحي والربا بالفائدة ولو كان ربا الجاهلي .
هل ترى تقصيرا من العلماء وطلبة العلم في الحضور الإعلامي المكافئ والمناوئ للحضور الليبرالي الكثيف ؟ إن كان الأمر كذلك فما السبب ؟
الحضور الذي وصفته باللبرالي ليس كثيفاً ، ولكنه ربما كان مكثفاً ، لأنّه مستبِّد في حضوره بما يشبه احتكار الوسائل الإعلامية التي لم تخصخص بعد ! يا أخي : إنهم يمارسون ذات الإقصاء الذي تمارسه الأحزاب الحاكمة في العالم العربي في المدد الانتخابية .. ولكن التاريخ سجّلها مهزلة تسمى نسبة الانتخابات العربية 99.99 وكان آخر شعار في انتخابات أكبر دولة عربية ( الإسلام هو الحلّ ) ؟! ولا يخفى ما يعنيه الشعار من دلالة في مثل ذلك البلد .. ولعلّ باحثا يعود إلى المساحة الإعلامية التي أتيحت لبعض المترشحين في الانتخابات البلدية ، من فئة : لم ينجح أحد . ليقارنها بالمساحة التي أتيحت للقوائم التي نجحت دون دعاية مجانية من بعض وسائل الإعلام تلك ..
دعني أقول بكل ثقة : الأصل في علمائنا ودعاتنا القيام بالواجب قدر طاقتهم فيما يحسبون ويحسنون ، وكلٌ على ثغر ، كما أن لبعض العلماء والدعاة في مجتمعنا رؤية قد يوافقون عليها وقد لا يوافقون ، وذلك في نظرتهم للوسائل التي يقوم العالم أو الداعية بواجبه من خلالها ، كما أنَّ منهم العاملون الأخفياء ورعاً وزهداً ، وهم كثر بحمد الله ، ورجاء النفع منهم حين عملوا فأخفوا طلبا للإخلاص أكبر ..
والذي لا شك فيه أن العلماء الربانيين والدعاة الصادقين رافضون لهذه الفئة المضلِّلة التي وصفتموها بالشرذمة .. كما أن جملة العلماء والدعاة المتابعين متضامنون مع كلّ من يتصدّى لهذه الفئة المضلِّلة .. وهذا أمر لا يمكن تجاهل أثره ، ويمكن وصفه في الصورة الأدنى بالمفاجأة التي تظهر عند آخر مشهد من كل مسرحية يظنها أصحابها ناجحة ، فيعلن الجمهور فشلها من خلال صيحات الأسف على دفع قيمة بطاقات الحضور ..
نعم هناك من يحتاج إلى برهان ملموس على صحة رؤية الناقدين للفئة المضلِّلة ، ليتنبه إلى خطورة الأمر .. ولعلكم لاحظتم كيف كان أثر الكتابة السيئة ذات الأسلوب المنحدر التي انتقد فيها أحد المضلِّلين الشيخَ العلامةَ الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ، لقد كان لها وقع قوي في تنبيه بعض المتساهلين بالأمر من بعض طلبة العلم وعامة الناس ، ولذلك ربّ ضارّة نافعة ..
لذا يكفي أن نوصي بأن ينفر بعض الفضلاء من العلماء والدعاة لصدّ هذه الفئة وكشف ضلالها وتضليلها ، {وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }.. وكلٌ على ثغر ، فلا يصح أن نطالب الجميع بالانخراط في جهدٍ يرى بعضنا أهميته ذاهلاً عن بقية الجهود الدعوية والتربوية والعلمية ..
وقد اضطررت إلى هذا التفصيل الذي قد لا يخفى ، لكنه ربما غاب عن بعضنا -منعاً للإغراق في جلد الذات على نحو مسيء ، فكم من العلماء والدعاة يكون محلّ تمثيل من بعض الناس عند إطلاق الجواب على مثل هذا السؤال .. وهذا نهج ينبغي الابتعاد عنه ، فقد يصرفنا عن السعي في التصحيح ، إلى الانزلاق في منحدر التنفيس بالتجنيح . مع ما فيه من محاذير شرعية .
والخلاصة أنّ الجهود الإعلامية التي تخدم الصحوة الإسلامية العارمة ، قد كثرت ، فلا عذر لقادر ، وها نحن بحمد الله نشهد نقلة نوعية في المجال الإعلامي الإسلامي المحافظ ، كما نشهد حضوراً واضحاً ومتزايداً للعلماء الربانيين والدعاة الواعين في عدد من الوسائل الإعلامية ، مجلاتٍ وصحفٍ وقنواتٍ ( كقنوات المجد الناهضة بقوة نسأل الله لها المزيد ) وأما الشبكة العنكبوتية ، فهي مثال مشهود لبعض معاني قول الله عز وجل : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ }.. فكم هي المواقع والمنتديات الإسلامية المتينة التي تتصدر القوائم المفضلة لدى عامة المسلمين وخاصتهم ، داخل العالم الإسلامي وخارجه ، وأنتم في موقع المسلم تدركون حجم الرسائل التي تصلكم ، والأسئلة التي تتوجه إليكم من جميع المعمورة ، التي تصل في ثوانٍ من كتابتها ودفعها إلكترونيا ، فاللهم لك الحمد على هذه النعمة العظيمة .. نسأل الله عز وجل أن ينفع بها ، وأن يحمي مسيرتها ويضاعف مثوبة كل من ساهم فيها ..
قد يرى البعض أن أفضل وسيلة هي تجاهل الحرب الصحفية والمضي قدما في الخطاب العلمي والدعوي مباشرة نحو الجمهور دون الانشغال بمعارك جانبية قد تستنفد الجهود والأوقات والطاقات . ما رأيك ؟
أشرت إلى هذه الفكرة في جواب السؤال السابق . ولا يخفى أن بيان الحق يكون بنشر الحق وردّ الباطل ، ولا شك أن لرد الباطل ضوابط : منها أن لا يصل حدّ الانشغال بالتنقيب عن الباطل والترويج له دون وعي . وهنا ينبغي مراعاة شروط إنكار المنكر وقد ذكرتها في موضوع نشر في هذا الموقع بعنوان : جهود العلماء والمحتسبين بين النفع والنقد .. ولابن بطّة رحمه الله كلام بديع عن طريقة الحوار مع أهل الباطل في كتاب الإبانة يُنصح بالرجوع إليه ، وقد ذكرتها في كتابة حول فقه الحوار المعاصر أسأل الله عز وجل أن ييسر نشرها .
والخلاصة أننا نشهد اهتماما بجميع هذه الجوانب ، وهذا نهج صحيح ، وعلى كلٍ أن يسعى جهده في نشر الخير ، وهو الأصل ، وردّ الباطل وهو من دفع الشرّ المتضمن نشر الخير ، فلا ينبغي أن يزعم أحد أن ما اختاره من أبواب الخير هو الذي يجب على الآخرين اختياره ، كما لا يجوز أن يحقر أحد جهد أحد ، ولا أن يمن أحد جهده ، وليرجع باغي الحق في جواب هذا السؤال ، لمعاني قول الله سبحانه : { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ{1} قُمْ فَأَنذِرْ{2} وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ{3} وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ{4} وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ{5} وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ{6} وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } ، وقوله عز وجل : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } ..
هل ترى أن محاولة التغريب الآن التي تجري في بلاد الحرمين من خلال نقد المرجعيات العلمية وغيرها من الأساليب تتلمس خطى التغريب التي جرت في البلدان العربية والإسلامية الأخرى وتكرر تجربتها ؟
يا أخي الكريم .. إنها لا تتلمس خطاها فحسب ، وأحيانا تشك في أنها تنتقي أخطاءها لتكررها ! وهذا إن صح له دلالات خطيرة ، في أهداف من يدفع هؤلاء ونواياه ، لأن تكرار الأخطاء يعني تكرار المآسي ، وتكرار المآسي يعيد التاريخ "الاستعماري" القذر . دعني أشير إلى مسألة ظهور مجموعات كفرية وتكفيرية في بعض مجتمعات المسلمين ، مع أنها لم تكن معهودة في التاريخ الذي سبق ظهورها ..
وأنا أزعم أن كثيرا من هؤلاء يجهل التاريخ المعاصر فضلاً عن الجهود التي بذلتها الأمة في التخلص من "الاستعمار" وأذنابه ؛ وقد حاورت بعضهم ، فظهر لي أنه لا يعرف شيئا عن تاريخ الشبهات التي يوردها ، وكان يوردها فرحاً جذِلاً كما لو كان هو الذي بدعها ، بينما كانت من مخلفات تاريخ مصر والمغرب ، وما قبل ذلك ، وكلها قد ناقشها علماء المسلمين في مصر والشام والعراق ، في حينه . وكنت أحيله إلى بعض هذه الردود فيعجب أنه وجد الشبهة بصياغة علمية ، ووجد تحته مباشرة جوابا لا يدع لمتشكك مجالاً للتعالم ، في طلعة قديمة من كتاب لعالم من علماء المسلمين ، فتأكّد له أنه من يقدم له هذه الشبهات إنَّما يجترّ من الماضي المحسوم ، وأنه لا جديد لديه ! اللهم إلا نوعية القلم أو الراقم ، والورق أو الشاشة .
وهنا أود التنبيه إلى أمر مهم بالنسبة لهؤلاء ، وهو أنهم عوام في الجوانب الشرعية ، وتحتاج معهم إلى عدة مقدمات لتوصله إلى العمق الإسلامي الذي يكشف شبهته إن كان ذا شبهة ، لا باغي شهوة .
ومن آخر ما وقفت عليه في تأكيد ما ذكرتم في السؤال كتاب لطيف يحسن بطالب العلم الواعي الاطلاع إليه – مع التحفظ على بعض ما فيه من الآراء – ألا وهو كتاب : المسلمون من التبعية والفتنة إلى القيادة والتمكين ، للدكتور عبد الحليم عويس ، من مطبوعات مكتبة العبيكان . وهناك كتب أوسع فيما يتعلق ببعض الأقاليم ، ككتاب ( واقعنا المعاصر ) للأستاذ محمد قطب . وقد سجلت بعض الملحوظات في هذا الجانب في مقال بعنوان : محاولات التسلل إلى نقد الشرعية الإسلامية العليا .
هل ترى أن المناظرات العلمية والنقاش الموضوعي كفيلان برد المخالفين إلى الحق ؟ أم أن البعض ربما احتاج إلى أساليب أخرى كالكتابة الساخرة و نبش الماضي الشخصي الذي لا يسر أصحابه في كثير من الأحيان ؟
لا شك أن الحوار مع صاحب الشبهة ، إن كان طالب حق ، أمر مفيد جداً ، ولذلك أرشدنا الله تعالى إلى هذا الأسلوب ، وقد كان للشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله حوارات رائدة مع فلول الحزب الاشتراكي اليمني وكبار أتباعه ، وأنتم تعرفون موقف الشيوعيين من الدين ، ومع ذلك وجدنا عددا منهم لا بأس به ، قد عاد إلى الحق ، واشتغل بالتعلم وشارك في الجهود الدعوية بماله وجاهه وغير ذلك من الوسائل .. نعم الحوار مفيد عندما يكون أمامك شخص حرّ ، منظِّر لا مسوِّق ..
وحبّذا لو أتحفنا موقع المسلم بحوار من فضيلة الشيخ الزنداني حفظه الله حول هذه القضية وجهوده العملية في ذلك ..
ولكن عندما يكون الشخص الذي أمامك آلة في يد غيره ، أو شخصا لا يفهم أبعاد ما يروج من فكر ، أو أنه منسجم مع ما يحمل كانسجام المخمور مع خمرته ، فهنا قد تحتاج إلى أساليب أخرى ، يمكن ضبطها لعموم الناس بوصف المشروعية الذي يؤكّد فيه على جانب السلمية .. فالكتابة الساخرة أو التهكم بالمسيء مفيدٌ في إسقاط فكرة شاذّة أو شخصية متعالمة ، وهو مطلب وقائي يعود أثره على الجماعة .. وقد يكون علاجياً ، وإذا أردنا أن نعبِّر بتعبير يفيد المتفقه في أحكام هذا النوع من الوسائل ، فلنقل : ما حكم الهجاء ؟ وما مدى مشروعيته ؟ وأظن وصف هذه الوسيلة بـ ( الهجاء ) أدعى لتقبل ما يعرف بالأسلوب الساخر الذي ربما ينكر بعض الإخوة استعماله مطلقا .. ومع أن السخرية والتهكم أحد المجالات الأدبية المشهورة عالمياً ، والمرغوبة شعبيا ، ولا سيما في صيغة نكتة أو رسم معبّر ( كاريكاتير ) ، إلا أنّ لنا نحن المسلمين ضوابطنا الشرعية ، ففرق بين السخرية بخلقة الشخص ، وبين التهكم بتعالمه وجرأته على العلماء ، هذا على سبيل المثال . ومن يقرأ المؤلفات في هذا المجال يجده أحد أنواع الحرب النفسية التي لا يخلو جيش من خبراء فيها ، لما له من أثر فعال في هزيمة الجنود والجيوش وانهزامية الشعوب ، وهناك بعض المدارس الأدبية تعبر عن ذلك بـ ( أخلاق التهكم ) ، وله شخصياته ورموزه ، على كل حال : ينبغي التنبّه إلى ضوابط الهجاء أو ما يعبّر عنه تعبيرا أخص بـ ( السخرية ) .. وأظن الاتكاء على ( الكاريكاتير ) من أقدم وسائل المستغربين في العالم العربي والإسلامي ، وللشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله مدرسة خاصّة في نقد التهكم الجائر ، وله أسلوبه التهكمي من أهل الباطل إلى درجة لا ينكر أثرها الفعّال في إسقاط المغالطات ، وفي حذر رموز تياري التغريب والتشريق الأجنبين منه في حينه ، حتى إن بعضهم ربما هنّأ بعضاً عندما يسلم من نقد الشيخ له في خطبة تالية لموقفٍ خزي لأحدهم ، فتعليق قصير من الشيخ في لقاء أو خطبة يفعل في القوم الأفاعيل ، ولكنه علم يدرس كما أشرت ، وفن يحتاج إلى تدرب ..
وأنصح بالاستمتاع أو إعادة الاستماع لبعض خطب الشيخ رحمه الله في الموضوعات المتعلقة بالتفرنج وأذنابه في مصر وغيرها فقد كان خطيب أمّة لا إقليم رحمه الله وغفر لنا وله .. وله رحمه الله خطبة إيمانية علمية ظريفة كان عنوانها : الخواجه عبد الله ! يحكي فيها قصة مبتعث عاد ملحدا ، ويجيب فيها عن شبهاته بأسلوب جميل ..
أما نبش الماضي الشخصي ، فينبغي تحديد مفوم كلمة ( الشخصي ) فإن كان فكراً منحرفا ذا صلة بالفكر الذي يطرحه ككتابات سابقة ، أو مؤلفات لم يتبرأ منها صاحبها ، فهو فكر يُردّ بتفنيده ، كغيره ، ويكشف من خلاله اضطراب صاحبه وتناقضاته ، وأما إن كان ذا علاقة بالحرمات الشخصية ، فهذا داخل في الحقوق الخاصة التي تترتب على طرحها آثار حقوقية تحتاج إلى بينة وإثبات ، ولا فائدة من طرحها في نقد الفكر المنحرف ، بل قد تسيء إلى من لا وزر له من عائلته مثلا ، فيكون في ذلك نوع من التعدي على الآخرين . كما أنها قد تُضعف حجّة صاحب الحق ، ثم هو في غنى عنها ..
الانتقائية العجيبة في الأخذ بالنصوص الشرعية و ( تبضيع الدين ) تكاد تكون سمة عامة لطرح الليبراليين . . أرجو تعليقك على هذا .
مسالك أهل الباطل متشابهة ( تشابهت قلوبهم ) ، وقد بيّن الله عز وجل هذا الأسلوب الانتقائي ، في مثل قوله سبحانه وتعالى عن يهود قتلةِ الأنبياء : { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } ؟! وما الفرق بين قتلة الأنبياء ومحاولي إسقاط ورثة الأنبياء بكبير ، بل هي علاقة التلميذ بالأستاذ ، سواء كان تعليما عن قرب أو عن بعد ، بمقابل أو مجانا ..
وهؤلاء القوم منهم من هو مريد للباطل ، يحاول ترويجه بالنصوص الشرعية أو الفتاوى الإسلامية تلبساً ومغالطة ؛ ومنهم من هو صاحب شبهة جاهل بأصول الأحكام الشرعية العامة ، فضلا عن علم القواعد الأصولية والفقهية و علم الفروق ونحوها .
ولبيان الفرق بين الفريقين ، تجد صاحب الشبهة يتطلع إلى جواب يشفي نفسه مما لا يحتمله فكره ، ويعترف بالحق أو بعضه ، كما أنه لا يتناقض في سلوكه ؛ بينما صاحب الباطل المشكك في أحكام الشريعة ، تجده بعيداً عن مراعاة الأحكام الشرعية في سلوكه ، يحدث عن الخلاف في حكم صلاة الجماعة ، في الوقت الذي ربما لا يشهد فيه صلاة الجمعة فضلا عن غيرها ، ويحدث عن كشف الوجه وما فيه من خلاف سمع به ، في حين أنه لا يرى بأساً في كشف ثلاثة أرباع جسم المرأة على أقل تقدير ، كما تجد منهم من يحاول تطبيع الفاحشة باسم الرواية أو المسلسل أو اللقاء مع مشبوهة أو مشبوه ، وهكذا ، كما تجده مسفهاً لآراء العلماء الاجتهادية ، محاولاً تنصيب نفسه في مقام أهل العلم ، مدعياً أن هذا رأيه ، وأنه ليس ملزما برأي أحد ، ومن هو حتى يكون ذا رأي في شريعة الله ! وقد بلغت الحماقة ببعضهم حدّ المجادلة في حجية السنة والإجماع ، وربما القرآن الكريم .
لقد أشار ابن القيم رحمه الله إلى هذا الأسلوب في الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة ، الذي اختصره الموصلي ، فيما عرف بمختصر الصواعق المرسلة ، وقد أشرت إليه في الرد على الكاتب داود الشريان حين نسب إلى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وصف قتلى الإفرنج النصارى فيما يعرف بحرب الخليج الثانية بـ ( الشهداء ) !! ، ويمكن الاطلاع عليه في ملحق الرسالة بموقع جريدة المدينة على الشبكة العنكبوتية ، وذكرت فيه بعض الأمثلة من خلال قراءة بعض ردود الشيخ رحمه الله على بعض المفترين عليه .
سمة أخرى لأولئك هي التملص والتبرؤ من بعض الأفكار حينا واعتناقها والدفاع عنها أحيانا أخرى تبعا لمناسبة الزمان والمكان في سلوك منافق لا يمكن معه النقاش بموضوعية علمية ...كيف يمكن التصدي لذلك ؟
هذا التخبط منه ما يوحي بانحراف فكري ، يشهد له قول الله عز وجل : {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ } أي مضطرب مختلط ! ومنه ما هو نتيجة حتمية لتنفيذ أجندة متناقضة في الرؤية الإسلامية ، يشهد له قول الله عز وجل ( فيه شركاء متشاكسون ) ، وهذا من أكثر المواضع إحراجا للقوم ، وهو أمر ملحوظ في تناديات المنتديات المنتسبة للبرالية . حيث تجدهم يتساءلون : كيف ندفع تناقض المطالبة الفلانية مع مطالبتنا السابقة بكذا وكذا ..
ومن أسباب تخبطهم : سوء تقديرهم لنتائج طروحاتهم وتعارضها مع أمانيهم ، لتناقض تحقيق الأهداف مع ادعاء عمومية الأفكار ، ففي حين يطالبون بالانتخابات و نشر الحريات ، تجدهم من أكثر الناس استبدادا بالناس ، وأشدهم إقصاء لخصومهم .. فتجدهم ينشرون لبعضهم في وسائل الإعلام التي يستبدّون بها ، ويصرِّحون لكتب أصحابهم في الفكر ، ويحجبون المقالات المخالفة لأجندتهم ، ويمتنعون عن التصريح بطباعة الكتب التي تخالف أفكارهم أو التي يخالف أصحابها فكر القوم ، وتجدهم يثبِّتون مقالات بعضهم بعضا في منتدياتهم ، في حين يرحلون مقالات خصومهم في صفحات سابقة !
أعطني اسم جريدة إسلامية محافظة تم التصريح لها من وزارة الإعلام الحالية ؟ بل حتى مجلاتنا الإسلامية المحافظة تم التصريح لها في بيروت أو دبي أو لندن أو واشنطن ..
أما المناقشة العلمية الموضوعية ، فأظنها لا تصلح إلا مع ذي ثقافة جيدة ، ممن يملك عقلا محترما ، وشخصية حرّة لا تدور في فلك الآخرين . وهذا في القوم كبريت أحمر إن وجد .
ولذلك فالتصدي لهم يكون من خلال التعرف على الشخصيات الحرّة منهم ، فمنهم قوميون وعروبيون أحرار ، لا يمكن مساواتهم بمن هم ريش في مهب ريح الإفرنج ولاء بعمالة أو بدونها ، فالتفريق بين الشخصية المستقلة والشخصية الموجّهة في التعامل معهم والتصدي لانحرافهم أمر في غاية الأهمية ، ولنا في السيرة النبوية الثابتة قدوة حسنة أرشدنا إليها الله عز وجل ، وهكذا معرفة أصنافهم ، ليتم التعامل معهم في ضوء ذلك من خلال الخطوات التي منها ما أشرت إليه في أجوبة الأسئلة السابقة .
كيف ترى موقف القارئ والمتابع للمعارك الصحفية مما يجرى ؟ وهل ترى الأغلبية على قدر من التميز والمعرفة تمكنه من تمييز الحق من الباطل ومعرفة المصيب من المخطئ؟
طالعت حواراً في إحدى القنوات الفضائية ، بين أحد هؤلاء وبين أحد المشايخ الكرام ، وكان طرح الطرف المحافظ فيه علمياً ، كشف جهالة الطرف المضلِّل مما حدا به أن يجيب بحركات يده وتكرار كلمة : لا ، لا لا ، اسمح لي .. ومدير الحوار يكرِّر : يا أخي هو أعطاك فرصة رجاء لا تقاطع .. بينما المتلبرل يكرِّر : لا ، لالا .. حتى تذكرت دروس علم العروض .. أثناء ذلك : اتصل شخص بالقناة وخاطب المضلِّل المتلبرل قائلا له : فلان .. كيف حالك ؟ أجابه فرحاً : بخير ! فردّ المتصل : والله ما أدري وش تقول ، بس أنا مع أبو [ هكذا ] لحية !
وهذه الواقعة نموذج بسيط يحكي ثقة عامّة الناس في العلماء والدعاة مع كثرة التنقّص لهم من هؤلاء المُضلِّلين .. وهذه الحقيقة - أعني ثقة الناس في العلماء والدعاة – محلّ قلق في منتديات المُضَلِّلين التي تسمى منتديات اللبراليين .. وقد اطلعت على عدد من مقالاتهم التي تحاول البحث عن حلّ لهذا التحدي كما يصفون .. وهذا في الحقيقة ينم عن جهلٍ مطبقٍ بطبيعةِ هذا الدين وتمكنه من نفوس الأمّة .. كما يوحي بأنّ صاحب الفكرة أجنبي عن المجتمع الإسلامي ..
ولذلك أيضاً تجد هؤلاء يتهربون من الحوارات التي تكون على الهواء مباشرة ، لأنها تكشفهم كشفاً لا يمكنهم ترقيعه .. بل ويقطعون المداخلات التي يعرفون توجه أصحابها من مخالفيهم ، ويمنعون بعضها إن استطاعوا ، ويقلصون البرامج الدينية والتربوية ، ثم تجد بعضهم يتبجح متسائلا في مغالطة بحجم جهله : لماذا يخاف الإسلاميون من النقد ، هل الإسلام ضعيف إلى هذه الدرجة !!! إنها مهزلة لن تدوم طويلا بإذن الله تعالى ( والعاقبة للمتقين ) .
ونحن نتحداهم أن يقدِّموا لنا حلقة حوارية مباشرة في وسيلة من وسائل الإعلام التي يديرونها ، وليأتوا بمن شاءوا ، وأقترح شخصيات من مثل د. محمد عمارة ، ود.عوض القرني ، ود.سعيد بن ناصر ، ود. سعد البريك ، مثلاً .. فهل هم فاعلون ... أستطيع أن أستبق الحدث وأقول لك بكل ثقة : كلا . اللهم إلا أن يتغير حالهم ويخرجوا من إقصائيتهم المؤدلجة بفكر إفرنجي ، إلى رحابة الحوار الذي يزعمون ..
ختاما أشكركم على فتح هذا الملف ، وعلى هذه الفرصة التي وددت لو كانت مع أحدٍ من مشايخنا وأساتذتنا لنفيد منهم علماً وتجربةً وخبرةً .. أسأل الله تعالى أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها ويجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ، وأن يرد كيد الكائدين وتربص المتربصين بديننا ووطننا جميع أمتنا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله .
من صيد الفوائد
http://www.saaid.net/Doat/otibi/76.htm
مواقع النشر