القاهرة - تيموثي راكس / ريم ضوا (دويتشه ﭭيله) : من أجمل وأكبر حدائق العالم ويطلق عليها "جنة في قلب القاهرة". بنيت هذه الحديقة، التي أضفت على العاصمة المصرية روعة وجمالا، على أنقاض مقلب للنفايات، ليتحول المكان إلى أحد أهم المقاصد الترفيهية في البلاد.



تعد القاهرة من أكبر المدن الافريقية وتحتضن ما يقارب الـ23 مليون نسمة، أي ما يعادل ربع سكان مصر. ومن المتوقع أن يزيد العدد بمقدار 500 ألف نسمة في هذا العام. المدينة بأمس الحاجة إلى بقعة خضراء حيث تحيط بها الصحراء والمياه المالحة.



في عام 1984، عبّر آغا خان الرابع (الزعيم الروحي للطائفة الاسماعيلية) عن رغبته بإنشاء حديقة في قلب القاهرة. غير أن العثور على موقع مناسب لم يكن بالأمر السهل. وأخيراً وقع الاختيارعلى موقع مهمل بالقرب من الدرب الأحمر يمتد لـ 33 هكتارا، استخدم كمقلب نفايات لمدة قاربت الـ500 عاماً، في حين أنه يطل على أغنى مناطق العالم الإسلامي بالفنون والعمارة.



وبعد سنوات من التخطيط التفصيلي، بدأ العمل في الموقع بالقرب من المدينة القديمة التاريخية في عام 1996. وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، أزيلت حمولة نحو 80 ألف شاحنة من النفايات الملوثة والمشتعلة، وزودت ثلاثة خزانات مياه عذبة داخل الحديقة لتلبية احتياجات المياه المحلية.



بعد عشرين عاما من إنشائها، انتهت الأعمال فيها في عام 2004، وافتتحت رسميا في عام 2005. وقدم الآغا خان نحو 30 مليون دولار (25.5 مليون يورو) لإنشاء الحديقة. كانت بمثابة هدية لشعب القاهرة إحياءً لذكرى تأسيس المدينة من قبل أسلافه الفاطميين.



إلى جانب النوافير والمطعم والبحيرة الاصطناعية، زُرع في الحديقة حوالي 650 ألف نبتة جديدة. وعلى الرغم من أن الحكومة المحلية تملك الأرض، إلا أن مؤسسة الآغا خان للثقافة قد تولت إدارة الحديقة لمدة 25 عاما لتضمن لها بداية حياة جيدة.



وسميت بحديقة الأزهر نسبة لجامع الأزهر في الحي المجاور، والذي يبلغ عمره الألف عام، حيث يبعد بضعة أمتار غرب الحديقة. ومن المعتقد أن اسم الجامع مشتق من اسم "الزهراء"، فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد. وما يزال من أهم المراكز في مصر للمسلمين السنة حتى يومنا هذا.



أثناء التنقيب في الحديقة، كُشف عن العديد من المباني والعناصر المعمارية الأثرية التي رممت وأدمجت في تصميم الحديقة بشق الأنفس. في هذه الصورة يتم العمل على جزء من الجدار الأيوبي، على الرغم من أنه يقسم جزءا من الحديقة عن المدينة المحيطة بها، غير أنه يعتبر جاذباً وليس حاجزاً.



جزء من مشروع الحديقة العامة كان ترميم عدد من المباني والمدارس المجاورة. هنا يتم وضع اللمسات الأخيرة على سقف في مسجد الأمير سليم. وأضحت حديقة الأزهر نموذجا لمشاريع الحدائق الأخرى المماثلة في مالي وزنجبار وأفغانستان. على أمل المزيد من الحدائق المماثلة. تيموثي راكس/ ريم ضوا