رانيا عبدالله - الأحساء : كشف عضو مجلس هئية الري والصرف مهدي الرمضان، أن الهيئة بصدد تدشين مشروع بالتعاون مع وزارة الزراعة ووزارة المياه والكهرباء بهدف جلب المياه المعالجة ثلاثيا من مدينة الخبر وتحويلها للأحساء لاستخدامها للأغراض الزراعية، وبذلك يتم توفير 200 ألف متر مكعب من المياه يوميا، حيث تشكل هذه الكمية 30 بالمائة من احتياجات الزراعة بالاحساء. مضيفا: "إن اكتمال المشروع يعني الاستغناء عن استخدام او الاحتياج للمياه الجوفية في الزراعة في الاحساء خلال الخمس السنوات المقبلة". اليوم



وقال الرمضان : "إن هيئة الري والصرف تحاول كل عام تخفيض استخدام المياه الجوفية في الري بإنشاء محطات المعالجة لمياه الصرف الصحي ثلاثيا، وخلال الوقت الراهن فإن كل محطة معالجة للمياه يتم إنشاؤها تكون بديلا لاستخدام مياه الآبار، حيث إن استهلاك المزارعين للمياه الجوفية الآن يشكّل فقط 30 بالمائة ، بينما تكون النسبة الأكبر وهي 70 بالمائة من المياه المعالجة ثلاثيا". وأكد الرمضان، على توجّه الهيئة لتحويل قنوات الري الزراعية إلى أنابيب مغلقة وتوصيل المياه للمزراعين عن طريق نظام الري بالتنقيط والذي يعد من الأساليب الحديثة في الري والذي بدوره يحِدُّ من هدر مياه الآبار والتي من أسبابها الحَفر العشوائي للآبار وغيرها، نافيا أن تكون زراعة الأعلاف أحد الأسباب كونها قليلة في الاحساء

مؤكدا أن المحافظة في طريقها لتكون نموذجاً لإعادة استخدام المياه المعالجة ثلاثيا في الأغراض الزراعية وبالتالي نموذجا لرفع كفاءة استخدام المياه في الري

حدث تدهْوُرٌ كبير للعيون الرئيسة بحيث إن الماء يوجد على بعد أكثر من 20 مترا وعوضاً عن التدفق الطبيعي آلت الحاجة إلى استخدام المضخات من أجل استخراج الماء، ولكن الانخفاض في منسوب المياه لم يتوقّف بل واصَلَ في التدنّي بحيث إنه وصل في بعض المناطق إلى 4 أمتار سنويا ممّا أدى إلى زيادة في تكلفة ضخ الماء بالإضافة إلى ارتفاعٍ في درجة الملوحة لمياه هذه العيون

في حين تتركز الأسباب التي أدت إلى انخفاض في مستوى المياه في عيون الأحساء إلى زيادة مضطردة في استهلاك المياه وذلك للأغراض الزراعية، المنزلية، الترفيهية، البلدية و الصناعية مما أدى إلى استنزاف كميات كبيرة من المخزون المائي، بحيث إن ما تمّ إهدارُه من المياه الجوفية يقدَّر بـ 3 مليارات مترٍ مكعب خلال 25 عاماً.

وحول دور هذه القطاعات في الاستخدام الجائر للمياه فهو في استهلاك الماء الخاص بالزراعة ، عن طريق زيادة الطلب على مياه الري نتيجة للتوسع الزراعي ، واستخدام طرق غير تقليدية (الري بالغمر) و التي تؤدي إلى فقد كميات كبيرة من المياه (تصل في بعض الأحيان إلى 90% من استهلاك المياه .. إضافة إلى استخدام قنوات ري مكشوفة مما يؤدي إلى فقد كميات كبيرة من الماء نتيجة للتبخر خاصة و أن المناخ في الأحساء حارٌ جدا خلال فصل الصييف ... إضافة لجوء العديد من المزارعين لحفر آبار(الأبارالعشوائية) وذلك لتغطية الاحتياج المتزايد للمياه ، يقدّر الخبراء بأن عدد الآبار في المنطقة لم تتجاوز الخمسة خلال العام 1950م ،وارتفع هذا العدد إلى حوالي 800 بئر خلال منتصف السبعينيات ، ومع زيادة الحفر العشوائي للآبار ارتفع العدد إلى عشرة آلاف بئر خلال العام 1990م ،ولم يتم التخلي عن حفر المزيد من الآبار بحيث يقدّر عددها الآن أكثر من عشرين ألف وكلّها بالطبع محفورة على تكوين النيوجين الحيوي بالنسبة لبقاء الواحة.