جيزان - واس : شكلت الصناعات اليدوية التقليدية جزءًا من ثقافة منطقة جازان ورمزاً لخصوصية المنطقة ، حيث عمد أهالي المنطقة منذ القدم للتعامل مع موارد البيئة الطبيعية من حولهم تبعاً لاحتياجاتهم المعيشية ووفق نسق خاص ، فتشكلت من تلك الصناعات صناعة أواني الطهي والشرب.



وتصنع الأواني من عجينة الطين بعد مزجه بالماء للحصول على عجينة الطين ثم تعامل بطريقة خاصة وتجفف ثم تحرق في مواقع خاصة شبيهة بالأفران حيث يمنح ذلك الأواني الطينية الصلابة الملائمة لاستخدامها.

وتعتبر الجَمَنَة أو الجَبَنَة واحدة من أشهر الأواني الفخارية التي يستخدمها أهالي منطقة جازان وبخاصة في المناسبات كشهر رمضان المبارك وهي تستخدم لصنع القهوة حيث تضفي نكهة خاصة عليها وتحتفظ بحرارتها مدة مناسبة فشكلت بذلك عنوانا لمحبي القهوة ومتذوقي نكهتها فيما يعمد الكثيرون على صب القهوة في الفناجين الطينية.

وباحتساء القهوة في الفناجين الطينية المصبوبة من الجبنة لا يستمتع أهالي جازان بالقهوة فحسب , بل يحافظون على إرث ثقافي توارثوه عن الآباء والأجداد.



«الجبنة» .. جزء من بروتوكول القهوة في جازان

عبد العزيز معافا (ضمد) : يتمسك كبار السن في منطقة جازان بالعديد من العادات التي يمارسونها خلال رمضان منذ القدم، منها تحضير القهوة العربية والبن والهيل في «الجبنة» وهي الدلة أو الإناء المصنوع من الفخار يحضر فيه المشروب الساخن، فيضفي عليه نكهة جميلة، ويحرصون على تواجدها خلال الشهر الكريم.



وبين أحمد بن محمد أن كبار السن في جازان يتفنون في تحضير القهوة خلال رمضان في الجبنة، لافتا إلى أنها تضفي على القهوة نكهة جميلة، لا توجد في حال حضرت في إناء آخر.

وذكر أنهم يمارسون في جازان طقوسا خاصة أثناء تناول القهوة أشبه بـ«البروتوكول»، مشيرا إلى أن القهوة تحظى بإقبال كثيف في الشهر الكريم. وأفاد أنهم يتناولون القهوة خلال تناول وجبة الإفطار وبعد السحور.

واتفق معه سالم الأحمد على أهمية استخدام الجبنة في تحضير القهوة، خصوصا أنها تضفي عليها طعما جميلا، ملمحا إلى أنهم يفضلون تناول القهوة بكثرة خلال شهر الصوم.