القدس - دان وليامز (رويترز) - لمحت إسرائيل يوم الثلاثاء إلى أنها لا تعارض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية والتي تضمنت عودة جزيرتين تقعان في البحر الأحمر إلى المملكة.



ورأى عضو بارز في البرلمان الإسرائيلي أن الاتفاقية تمثل فرصة للتقارب مع السعودية التي لا يربطها اتفاق سلام مع إسرائيل.

ووقعت مصر والسعودية الاتفاقية يوم الجمعة الماضي وقالت القاهرة في اليوم التالي إن الرسم الفني لخط الحدود أسفر عن وقوع جزيرتي صنافير وتيران داخل المياه الإقليمية للسعودية. وتقع الجزيرتان عند مدخل خليج العقبة.

وجاء في البيان الذي أصدرته الحكومة يوم السبت أن الجزيرتين كانتا تخضعان فقط للحماية المصرية منذ عام 1950 بناء على طلب من الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية.

وأغلقت مصر مضيق تيران عام 1967 وهو ما دفع إسرائيل لشن حربها على مصر ودول عربية أخرى. وعندما أبرمت مصر وإسرائيل اتفاق سلام عام 1979 تعهدت القاهرة باحترام حرية الملاحة في العقبة وإيلات وهي الميناء الإسرائيلي الوحيد المؤدي إلى البحر الأحمر.

وقالت السعودية إنها ستلتزم بهذا التعهد عندما تتسلم الجزيرتين.



وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أٌبلغ مقدما بالاتفاقية المصرية-السعودية ولم يبد أي اعتراض على الفور.

ولم يعلق متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية على تقرير الصحيفة لكن نائبا برلمانيا بارزا في حزب الليكود اليميني الذي يقوده نتنياهو قال إن الاتفاقية لن تهدد إسرائيل.

وقال تساحي هنجبي الذي يترأس لجنه الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي "إنها (الاتفاقية) تتعلق بنا ولا تزعجنا."

وأضاف "السعوديون الملتزمون بحرية الملاحة وفقا للقانون الدولي لن يلحقوا الضرر بجوهر الاتفاق المبرم بين مصر وبيننا في هذا الشأن وستبقى حرية الملاحة في العقبة وإيلات كما هي."



وأشار بعض المعلقين الإسرائيليين إلى أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية والخطة المتعلقة بها لبناء جسر يربط بين مصر والسعودية عبر الجزيرتين ربما تسهل وصول المتشددين إلى سيناء.

لكن هنجبي رفض هذا الافتراض ووصفه بأنه "قلق متهوس". ورحب باتحاد الدول العربية السنية التي تشارك إسرائيل في عدائها لإيران الشيعية وحزب الله الشيعي في لبنان وكذلك للجماعات الإسلامية المتشددة التي تزعج المنطقة.

وقال هنجبي المقرب من نتنياهو منذ زمن طويل "نحن مهتمون بتوسيع نطاق التعاون في المحور السني الذي يصارع المحور المتطرف الذي تتزعمه إيران."

وأضاف "كلما ارتبط السعوديون ودول الخليج بشكل عام بالدول التي تربطنا بها اتفاقيات سلام وشكلوا معا جبهة استراتيجية ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإيران وحزب الله وضد كل اللاعبين الذين هم أعداؤنا الفعليون ستكون النتيجة في نهاية المطاف هي الاتحاد وليس الضعف."

ومن جانبها قالت السعودية إن الاتفاقية لن تغير موقفها من إسرائيل.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مقابلة مع محطة (سي.بي.سي) الفضائية المصرية الخاصة يوم الأحد "لن يكون هناك علاقة مباشرة بين المملكة العربية وإسرائيل بسبب إعادة هذه الجزر."

وأضاف "هناك اتفاقية والتزامات وافقت عليها مصر تتعلق بهذه الجزر والمملكة العربية ملتزمة بهذه الالتزامات بدون أي علاقة أو أي تواصل مع الجانب الإسرائيلي."