نفى أستاذ الشريعة في جامعة القصيم الشيخ الدكتور خالد المصلح ما نُشر في موقع قناة العربية على لسانه قوله "رافضوا مسلسل عمر -بعد بثه- أهل فتنة وشقاق", مؤكداً بأنه لم يتحدث عن مسلسل الصحابي الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- واصفاً ما نُشر بـ"الافتراء والكذب". سبق



وفي حلقة من برنامج "في الصميم" على قناة روتانا خليجية الذي ويقدمه الإعلامي عبدالله المديفر يقول المصلح بإنه لم يتحدث عن مسلسل عمر, كون أن عدداً كاف من العلماء بينوا أرائهم حوله, وأن المسألة لا تحتاج إلى بيان منه على وجه الخصوص, وأكد إن صمته عن الحديث عن المسلسل "كوني لا أرى الدخول في مثل هذه المعتركات التي تسبب نوعاً من الإزعاج", وأن ما نشره موقع قناة العربية "غير صحيح"، قائلا أنه : "لا يمكن أن أصفهم بأنهم أهل فتنة وشقاق هل يُعقل؟! هذا نوع من الإقصاء, فلا بد أن يُنقل ما يُقال لا ما يُفهم فأنا أدين هذه العبارة, وأنا لا أتلفظ بمثل هذا الكلام مُطلقاً ومسائل الخلاف لا تُعطى بهذه الطريقة, ومن يعرف طريقتي في المسائل والنقاش فسيعرف أن كلاماً مثل هذا لا يصدر مني" .

سبق : قال الشيخ خالد المصلح : "إن ما نُشر يُعد اعتداءً على الآخرين, وأن حديثه كان حول نقطة معينة ولكن ما نُشر في العربية لم يقله مُطلقاً, فهل العلماء والمفتون بتحريم عرض المسلسل أهل فتنة وشقاق؟! أنا لا أحب المنازعات ولكن إن اقتضى الأمر وتطور قد ارفع قضية على العربية ". مضيفا : "عفا الله عمن أخطأ.. حتى من سبّ وشتم.. أقول أباحكم الله وأحلكم.. لا أريد أن يكون في صدري على أحد شيء, ولا أحب أن ادخل في مهاترات مع أحد فحديثي في برنامج "باغي الخير" على قناة "الصفوة" كان عن تمثيل الصحابة وليس عن مسلسل عمر, ثم تطرق الحديث عن المسلسل وقلت بأن القضية لا تُختزل بتجسيد الصحابة وأقول أنه مع الفتاوى الكثيرة كان الأحرى أن يتوقفوا عن عرض المسلسل هذه وجهة نظري فالإنسان يترك ما يراه صواباً إذا ترتب عليه مفسدة وفتنة وشر".

وحول موضوع تنوع الفتاوى قال المصلح: "إن التنوع أمر لا يمكن حده حتى لو تم حصره في فئة أو مجموعة معينة فستجدهم يختلفون في مسألة ما, ووصل المفتي للفتوى هي اجتهادية وليس اتفاقية من حيث النظر في الأدلة والترجيح وقد يكون أثناء من مدرسة واحدة يكون كل شخص لديه فتوى حول موضوع معين مختلف بينهما رغم أنهما في مدرسة واحدة فالتنوع لا يمكن إلغاءه ولكن الحل أن يطلب الشخص الفتاوى ممن يثق في علمه ودينه".

وأضاف قائلاً حول الفتاوى الجماعية: "إذا تيسرت الفتاوى الجماعية فهي الأقرب للصواب إذا توفرت.. كونها عقول مجتمعة للنظر في قضية معينة وهي عقول علمية متنوعة والفتاوى الجماعية تساند من يكمل لها الصور ويكمل لها الواقع ويحقق لها المعرفة في محل الحكم ويكون له العلم بالواقع والشرع ويصل للشيء السليم".

وعن توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بالبدء فوراً بحملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة أشقائنا في سوريا, قال المصلح بأن الحملة ستحقق في هذا الإطار نوع من النصرة الواجبة في تلك البلاد كون المعاناة شديد وبالتأكيد أن الأحداث المتسارعة الأخيرة وكثرة الضرر الخارج عن هذه الأحداث سواءً من اللاجئين في الجهات المتاخمة لسوريا تستدعي إغاثة عاجلة وبذل المستطاع لإغاثة الأخوان بأي وسيلة, مضيفاً: "الزكاة هم أصرف لها بكونهم لاجئين ومقاتلين.. أما مسألة الأولى بالزكاة هل هم من بالداخل أو أهل سوريا فهي مسألة تقديرية يقدرها الإنسان, ولكن هم مصرف من مصارف الزكاة".

بعد ذلك تطرق مقدم البرنامج عبدالله المديفر لبث صورة للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- ليتحول اللقاء إلى حزن واضح على وجه الشيخ المصلح, الذي طلب من المذيع إعفائه عن الحديث حول الشيخ للعلاقة الحميمة التي كانت بينهم, وقال: "لا أستطيع أن أكمل في ذكر مناقبه رحمه الله.. لا أستطيع أن اجزيه بقدر الدعاء.. عرفت فيه عِلماً وعرفت فيه رسوخاً.. باذلاً للنفع وحباً للخير.. استفدت منه حبه للخير وبذله له.. كان مجاهداً في بذل العلم ونفع الناس بطريقة فريدة حتى آخر ليلة في حياته كان يُعلم الناس".

وختم قائلاً: "الدرس المهم الذي تعلمته من الشيخ بن عثيمين هو أن تكون قريب من الناس بعلمك.. فتجد الشيخ بن عثيمين رحمه الله مع الصغير والكبير تجده على رصيف الشارع العام يكتب ورقة لامرأة ولطفل ويمازح المارة ويقف مع العمالة .. وهذا الشيء نفتقده في كثير من علماء هذا العصر قد يعود لكثر انشغالهم".