لله فرض بر الوالدين سبحانه أوجبهما على الثقلين وجعل فطام الطفل في عامين، ثم هداه النجدين والصلاة والسلام على الهادي الأمين محمد وعلى آله وصحابته أجمعين - رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي الدرداء رضي الله عنه: أن رجلاً أتاه فقال: إن لي امرأة، وإن أمي تأمرني بطلاقها، قال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه. فتبين من هذه الرواية أن الرجل لم يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما سأل أبا الدرداء رضي الله عنه، فاستدل له بحديث:

ط§ظˆط³ط· ط§ط¨ظˆط§ط¨ ط§ظ„ط¬ظ†&#1.jpg

الوالد أوسط أبواب الجنة... والدليل عليه : ما أخرجه الترمذي في سننه عن أبي الدرداء قال : أنَّ رجلاً أتاه ، فقال : إنَّ لي امرأة ، وإنَّ أمي تأمرني بطلاقها . فقال أبو الدرداء : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : " الوالد أوسط أبواب الجنة ، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه " وربما قال سفيان : إنَّ أمي ، وربما قال : أبي . وهذا حديث حسن صحيح . اهـ . وصححه الألباني في الصحيحة ( 914 ) وعزاه إلى أبي داود الطيالسي ، وأحمد ، وابن ماجه ، والحاكم وصححه ، ( ووافقه الذهبي ) . ا هـ .

وقد رمز له السيوطي في الجامع الصغير بالصحة ؛ كما في الفيض ( 6 / 371 ). قال المناوي في فيض القدير ( 6 / 371 ) : " الوالد أوسط أبواب الجنة " أي : طاعته ، وعدم عقوقه مؤدٍ إلى دخول الجنة من أوسط أبوابها ، ذكره العراقي وقال البيضاوي : أي خير الأبواب وأعلاها ، والمعنى : أنَّ أحسن ما يتوصل به إلى دخول الجنة ، ويتوصل به إلى الوصول إليها مطاوعة الوالد ، ورعاية جنابه . وقال بعضهم : خيرها ، وأفضلها ، وأعلاها ، يقال : هو من أوسط قومه ، أي من خيارهم ؛ وعليه فالمراد بكونه من أوسط أبوابها : من التوسط بين شيئين ، فالباب الأيمن أولها ، وهو الذي يدخل منه من لا حساب عليه، ثم ثلاثة أبواب : باب الصلاة ، وباب الصيام ، وباب الجهاد ،

هذا إن كان المراد أوسط أبواب الجنة، ويحتمل أن المراد : أنَّ برَّ الوالدين أوسط الأعمال المؤدية إلى الجنة ، لأن من الأعمال ما هو أفضل منه ، ومنها ما هو دون البر ، والبر متوسطٌ بين تلك الأعمال . اهـ .وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي ( 6 / 25 ) : ... وقال غيره : إنَّ للجنة أبواباً ، وأحسنها دخولاً أوسطها ، وإنَّ سبب دخول ذلك الباب الأوسط هو محافظةً على حقوق الوالدين ؛ فالمراد بالوالد : الجنس ، أو إذا كان حكم الوالد هذا فحكم الوالدة أقوى