الرياض - واس : دشن معالي وزير الصحة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب اليوم، فعاليات اليوم العالمي للتوعية بأمراض الكلى، والحملة الوطنية للتوعية بأمراض الكلى والوقاية منها بعنوان "كليتي.. حياتي".



وقال معاليه في كلمة له خلال تدشينه الحملة: "إن وزارة الصحة حريصة على تطوير البرامج الوقائية والعلاجية، للوصول إلى أفضل التدابير الاحترازية لمواجهة مرض الفشل الكلوي، مؤكداً أهمية التوعية بأمراض الكلى، وأسباب الإصابة بها، والأعراض المصاحبة لها، وضرورة إجراء فحص دوري على الكليتين، وأثر ذلك في الحفاظ عليهما، فضلاً عن دور التوعية في رفع الروح المعنوية والنفسية لدى مرضى الكلى، وتثقيف ذويهم والمحيطين بهم بأفضل الطرق للتعامل معهم، واستقصاء المفاهيم الخاطئة عن المرض، وتصحيحها بمعلومات طبية مبنية على البراهين.

وأفاد معاليه أن مرض الكلى من الأمراض الصامتة التي تتسلل إلى جسم الإنسان ولا تظهر أعراضها إلا بعد فترة من الإصابة بها، وشهد انتشاراً واسعاً بين دول العالم، ولم تكن المملكة بمنأى عن هذا النوع من الأمراض الذي قد يسبب على المدى الطويل قصوراً أو فشلاً في وظائف الكلى، ووفقاً للأرقام الموثقة من واقع سجلات مراكز ووحدات الغسيل الكلوي بالمملكة فقد بلغ عدد مرضى الغسيل الدموي 9768 مريضاً، وبلغ عدد مرضى الغسيل البريتوني 535 مريضاً.

وأكد أن وزارة الصحة حريصة على تطوير البرامج الوقائية والعلاجية للوصول إلى أفضل التدابير الاحترازية لمواجهة مرض الفشل الكلوي، فبتوازي مع التوسع في إنشاء مراكز ووحدات الغسيل الكلوي البالغة 149 مركزاً تم استحداث برنامج شراء خدمات الغسيل الكلوي من القطاع الخاص لخدمة جميع مرضى الغسيل الكلوي من القطاع الخاص لخدمة جميع مرضى الغسيل الكلوي بنوعيه البريتوني والدموي، وفق معايير الجودة الفائقة والممارسات الطبية والعلاجية المتميزة، بالاستعانة بشركتين عاملتيين رائدتين في هذا المجال، ويجري تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل لمدة خمس سنوات، فضلاً عن حرص الوزارة من خلال خططها وبرامجها المختلفة على تعزيز برامج الاكتشاف المبكر والرعاية الصحية المتكاملة وفق الأسس والطرق العلمية المبنية على البراهين بمشاركة المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني ضمن مفهوم الشراكة في صحة المجتمع.

ورفع معاليه شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - على ما تحظى به الرعاية الصحية بالمملكة من دعم لا محدود واهتمام بالغ.



من جانبه أوضح وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون المستشفيات الدكتور عقيل بن جمعان الغامدي أن الوزارة تسعى إلى نشر الوعي بأهمية الكلى وتسلط الضوء على الأمراض الشائعة التي تصيبها من خلال الحملات التي تنظمها، مبيناً أن اليوم العالمي للكلى يهدف إلى زيادة الوعي لدى الأفراد والمجتمع وتشجيع الفحص الدوري المنتظم، وتثقيف الممارسين الصحيين والتعريف بدورهم في اكتشاف أمراض الكلى، والتذكير بأن مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم من أهم عوامل الخطورة، والتأكيد على دور الجهات الصحية المحلية والوطنية في مكافحة أمراض الكلى.

وأفاد الدكتور الغامدي أن أعداد مرضى الفشل الكلوي في المملكة تجاوز 15 ألف مريض، بنسبة زيادة سنوية تقارب 7.2%، ونسبة الإصابة بأمراض الكلى المزمنة من 6 إلى 8% من عدد السكان، أما على المستوى العالمي فأن معدل الإصابة بأمراض الكلى المزمنة تقارب 14.2% من عدد السكان أي ما يتجاوز 600 مليون نسمة.

وبين أن من أهم العوامل التي تؤدي إلى زيادة أعداد المرضى أو المصابين بهذا المرض تغير نمط الحياة، ونمو التعداد السكاني، وارتفاع معدل العمر المتوقع للأفراد، وارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري، حيث من المتوقع أن يصل العدد إلى ما يزيد عن مليوني مصاب بالمملكة عام 2030م، حيث يعاني تقريباً حوالي 45% من مرضى الفشل الكلوي النهائي من مضاعفات السكر، وارتفاع معدل الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، ويعاني حوالي 28% من مرضى الفشل الكلوي النهائي من مضاعفات مرض ضغط الدم والسمنة والتدخين.



وأبان الدكتور الغامدي أن وزارة الصحة سعت لخدمة مرضى الكلى في النواحي العلاجية والوقائية فتبنت مشروع شراء الخدمات لهم، حيث استفاد منه نحو 730 مريضاً في 10 مراكز بطاقة استيعابية بلغت 1,500 مريض، ويستهدف 10 آلاف مريض على مستوى المملكة، مشيراً إلى أن الوزارة تبنت مشروعي المسوحات الصحية والتوعية الصحية بأمراض الكلى، وكان للتعاون الوثيق بين البرنامج الوطني لأمراض الكلى والوزارة نتائج تمثلت في وضع معايير قياسية وطنية لإنشاء وتجهيز تشغيل مراكز الكلى، ومشروع البرنامج السعودي الوقائي والمسوحات لأمراض الكلى المزمنة، ومشروع الحملة الوطنية للتوعية الصحية بأمراض الكلى والوقاية منها، ودليل المعايير الاكلنيكية للغسيل الدموي بالمملكة، ودليل المعايير الاكلنيكية للغسيل البريتوني بالمملكة، بالإضافة إلى أوجه عديدة للرفع من مستوى الخدامات المقدمة لمرضى الكلى بالمملكة.

وعدّ الغامدي التثقيف الصحي من أهم مجالات الصحة بمفهومها الحديث وذلك لما له من أثر واضح في تغيير قناعات الأفراد وسلوكياتهم، وممارساتهم الخاطئة، وتنمية وعيهم بالأمراض والأساليب الوقائية الواجب اتخاذها لمنع الإصابة بها مستقبلاً وإشعارهم بالمسؤولية نحو صحتهم وصحة غيرهم، فبالنظر للزيادة الكبيرة والمتوقعة خلال الفترة القادمة لإصابة أعداد متزايدة من أفراد المجتمع بهذا المرض، وما ينتج كمضاعفات عن أمراض السكر والضغط، وما يتكبده الفرد والمجتمع من ويلاته الصحية والاجتماعية والاقتصادية المتسبب فيها، فقد تبنت الوزارة إطلاق مشروع الحملة الوطنية للتوعية الصحية بأمراض الكلى والوقاية منها.



وأفاد وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون المستشفيات أن مشروع الحملة يحتوي على ورش عمل للعاملين الصحيين والإعلاميين، ودورات تدريبية للأفراد والمجتمع، والكتب والمطبوعات، والمعارض المتنقلة، ويستخدم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والإعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، كما اطلق موقع الكتروني خاص بالحملة، وكذلك من ضمن الفعاليات المصاحبة للحملة الفعاليات العلمية الموجهة للمراسلين الصحيين بالتعاون مع الجمعية السعودية لأمراض الكلى، وتشمل على مجموعة محاضرات علمية وباعتماد 9 ساعات تعليم طبي مستمر من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.

وأكد معالي وزير الصحة في تصريح صحفي عقب الحفل أن الإعلام شريك استراتيجي لوزارة الصحة وذلك للإسهام في التوعية ونشر المعرفة الصحية لشرائح المجتمع، والإسهام في الوقاية من الأمراض، مشيرًا إلى الدور الكبير لمختلف وسائل الإعلام في إيصال الرسائل التوعوية إلى فئات المجتمع، مبينًا أن دول العالم تدفع المليارات سنويا على الحملات التوعوية .
وبين معاليه أهمية الحملة الوطنية للتوعية بأمراض الكلى والوقاية منها، خاصة وأن المملكة تعد من أكثر النسب في إصابة أمراض الكلى والضغط والسكر والسمنة، مبيناً أن نحو 15 ألف مريض لديهم فشل كلوي ويقومون بعملية الغسل، وهو معدل قليل على مستوى العالم الذي يسجل نحو 600 مليون مريض بالكلى، ونسبة النمو لدينا أكثر وهذا ما يتطلب منا الحذر في المستقبل من المشاكل التي تسبب أمراض الكلى.

وأفاد معاليه أن عدد الذين يقومون بالغسيل الكلوي في برامج وزارة الصحة بلغ نحو 10,200 مريض، بما يمثل أكثر من ثلثي العدد الكلي لمرضى الفشل الكلوي، وهذا يجعلنا نعمل وبشكل أكبر وبتركيز أوسع على محورين هامين هما الجانب الوقائي بالتوعية وتعزيز الصحة والثاني الجانب العلاجي والعناية بالمريض، ولدينا حالياً نحو 143 مركز غسيل كلوي، وأكثر من 3,400 جهاز غسيل كلوي، وسيتم زيادتها إلى 167 مركزًا كلى تتبع للوزارة منتشرة في مدن المملكة وقراها، وتعمل هذه المراكز بمعايير عالمية دقيقة، وقال: هناك شركتان تديران 15 مركزًا حاليا ويتم مراقبتها آلياً من خلال الملف الطبي الموحد لهذه المراكز، إضافة إلى اللجان الوطنية.

وأوضح أن هناك تعاونًا كبيرًا وتكاملًا ما بين وزارة الصحة والقطاعات الصحية الأخرى في وزارة الدفاع والداخلية ووزارة الحرس الوطني والقطاع الخاص التي تعمل في علاج مرضى الفشل الكلوي، وقال : نحن نتعاون مع تلك القطاعات من خلال المجلس الصحي السعودي، كما نتعاون أيضا مع دول الخليج من خلال الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، وموضوع الكلى موضوع مهم يطرح في كل اجتماعات دول المجلس، بالإضافة إلى العالم العربي من خلال وزراء الصحة العرب في اجتماعاتهم المستمرة وآخرها اجتماع القاهرة قبل شهر، كما نشارك جميع دول العالم للوقاية من أمراض الكلى، وطرق العلاج.

وأردف معاليه قائلا: لدينا حوالي 2,400 مركز للرعاية الصحية الأولية تقوم بالكشف المبكر على المريض ومعرفة درجة إصابته، كما تعمل على اكتشاف الأمراض الأخرى المسببة لأمراض الكلى".