الطائف - واس : أكد المشرف لتنفيذي سوق عكاظ في دورته الثامنة الدكتور راشد الغامدي جاهزية موقع سوق عكاظ بالعرفاء لاحتضان المناسبة الثقافية الكبرى التي يطلقها صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا للسوق في الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول الجاري.



وأشار الدكتور الغامدي إلى أن اللجان كافة والجهات المشاركة والمساندة أكملت جاهزيتها لإعادة أمجاد سوق عكاظ وإيصال إرثه الثقافي الذي يمتد لنحو قرن ونصف إلى الأجيال التي تتوق للتواصل مع جيل الرواد من الشعراء أصحاب المعلقات الذين أثروا المكتبات العربية بأدبهم وقصائدهم.

وأبان أن الثقافة التاريخية للسوق نبعت من المكانة والدور التاريخي الذي اضطلع به، إذ لم يكن مجرد سوق تجاري فحسب بل كان مؤتمرا ضخماً يجمع العرب ويلفهم حول الأدب والفروسية، مضيفا أن عكاظ أيضا كان له دور بارز في كل نواحي النشاط الإنساني في الجزيرة العربية اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و حضاريا.

وقال الغامدي: "عكاظ كان مهدا لسيادة اللغة العربية كلغة نزل بها القران القرآن الكريم، وعليه حرص القائمون عليه أن يستمر في أداء رسالته التاريخية المتمثلة في الحفاظ على الأدب العربي والثقافة المتجذرة في عمق التاريخ العربي".

وأوضح أن القائمين على سوق عكاظ أخذوا في الاعتبار المحافظة على الثقافة العربية بشتى أذرعها، فجاءت فعالياته مستمدة من أصالته المتمثلة في إلقاء الشعر ونظمه وعقد الندوات و المحاضرات والأمسيات الشعرية والفروسية وعرضها وسير قوافل الهجن، واستذكار المشاهد التاريخية، وتصوير الحياة الاجتماعية للعرب القدامى في سوقهم لنقلها للعرب في عصرهم الحالي و ربط الماضي بالحاضر والمستقبل".

وتطرق المشرف التنفيذي لـ"عكاظ" إلى جادة السوق بالقول: "تشكل الجادة حلقة وصل تربط الماضي الثقافي بالحاضر الزاهر، إذ يقدم عليها المخزون الثقافي الزاخر، مايسهم في تعزيز مكانة المملكة كوجهة رئيسية للثقافة العربية، في إطار سهل وممتع تمتزج فيه الأصالة بعبق الحاضر".

وزاد: "صممت جادة عكاظ التي تشرف عليها الهيئة العامة للسياحة و الاثآر بقيادة لتعبر عن سوق عكاظ قديما و تحقق أهدافه الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية و الحضارية، وأعدت من عناصر شهرة السوق التاريخية وأكثرها تأثيرا و جاذبية تشتمل على عروض مسرحية، وأخرى للخيل العربية، كذلك قوافل الهجن، والمشاهد التعبيرية الثقافية لشعراء المعلقات، إلى جانب محال الحرف اليدوية والصناعات التقليدية، والمقتنيات التراثية، ومنتجات الورد الطائفي و المبارزة بالسيوف".

وذكر الدكتور الغامدي أن جادة عكاظ ترمي لنشر ثقافة التراث بين الأجيال من خلال قاعات لعرض المقتنيات الأثرية المستمدة لمكوناته من الطبيعة المحيطة والإمكانات البسيطة والمتاحة، ويهدف هذا التنوع إلى التعريف بأعمال المتفوقين من الحرفيين وخلق فرصة للتبادل المعرفي والثقافي بين الحرفيين، كذلك لتسخير المناسبة لإيجاد أرض خصبة لتلاقح الخبرات وإيجاد فرص عمل للمشاركين".

وفي جانب الثقافة العصرية، أوضح المشرف التنفيذي لسوق عكاظ أن محوره الأساس يرتكز على استحضار عكاظ المستقبل من خلال إقامة معارض عدة تشمل عكاظ المستقبل وتشترك فيه أكثر من 24 جامعة تحاكى فيه الإبداعات والابتكارات والاختراعات والأبحاث العلمية التي تنطلق من الحاضر وتنفتح على متطلبات المستقبل.

وأبان أن وزارة الثقافة والإعلام تشارك بمعرض الكتاب الإلكتروني، الذي يعتبر أول معرض عن الكتاب الإلكتروني على مستوى المملكة ويضم جناحين الأول مخصص للناشرين ويرمي لتسهيل مهمة إدخال بياناتهم والنسخ الالكترونية لإصدارتهم، وخدمة المستخدم والقراء ليمكنهم من البحث عن الأسماء والكتب والمطبوعات.

وأشار الدكتور الغامدي إلى أن جناح الهيئة العامة للسياحة و الآثار يسهم في تسليط الضوء على مكانة الطائف السياحية و ما تحتويه من مقومات تراثية و ترفيهية و مشاريع يجرى تنفيذها و أخرى مستقبلية، كذلك يهدف معرض دارة الملك عبد العزيز للوصول لأكبر فئة من المجتمع لإيصال رسالتها الوطنية في حفظ التاريخ و توثيقه و تعزيز ثقافة المجتمع حول المصادر التاريخية و أهميتها الكبيرة مع مرور الزمن.

وأفاد أن معرض مكتبة الملك عبد العزيز يرمي إلى إبراز الدور الثقافي و الاجتماعي للمكتبة و إيصال رسالتها الثقافية لأكبر شريحة من المجتمع و عرض أندر الصور لخادم الحرمين الشريفين ومهرجان مكتبة الطفل، كذلك تشارك مدينة الملك عبد العزيز للعلوم و التقنية وتسخر إمكاناتها للتواصل مع المجتمع و دعم التوجهات الوطنية و الإسهام في المعرفة الإنسانية و التعريف بدور المدينة في (الخطة الوطنية للعلوم و التقنية و الابتكار) و كذلك ركن الطفل و الأجهزة العلمية و الإصدارات.

ولفت إلى أن معرض وزارة التربية و التعليم يتولى التعريف بأهمية الخط العربي وتطور أساليبه على مر العصور وتقدم التربية جائزة قدرها 100 ألف ريال للفائزين الذين تتاح لهم المشاركة من داخل المملكة وخارجها، كذلك يهدف معرض التصوير الضوئي إلى تأكيد أهمية الصورة في نقل وتوثيق المنجزات الحضارية العربية وتأكيد أصالتها وتقدم المسابقة على المستوى المحلى العربي، وسيحقق الفائزون فيها جوائز نقدية قيمتها 100 ألف ريال.