جنيف - رويترز : قالت منظمة مساعدات طبية يوم الاربعاء ان القوات الحكومية السورية تستولي على المساعدات الاجنبية وتعيد بيعها أو توزيعها على المؤيدين للحكومة مما يضع حياة ملايين الاشخاص في خطر. وقال توفيق شمة الطبيب في جنيف والمتحدث باسم اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية "عندما يهاجم النظام واحدة من منشآتنا الطبية سواء كان مستشفى او غيره يحملون كل ما يمكنهم حمله ويحرقون ما تبقى."



واضاف في مؤتمر صحفي في جنيف "انهم يأخذون ما يمكنهم ان يأخذوه ويعتمد ذلك على عدد الجنود معهم لكنهم في معظم الحالات يعيدون بيعه في السوق السوداء."

وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر وبرنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة وهما من منظمات الاغاثة الانسانية العاملة في سوريا ان زعمين محددين قالهما شمة عن تحويل مساعدات خارجية اخرى لا اساس لهما. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها رغم ذلك تتعامل معهما "بجدية كبيرة" وتتابعهما مع السلطات السورية ومع اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية.

وقال شمة ان اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية اقام 30 مستشفى ميدانيا ويعتزم اقامة 30 اخرى إلى جانب عمله مع مستشفيات محلية واطباء لكنه دائما ما يضطر للعمل سرا تفاديا لاستهدافه.

وقال ان المساعدات المسروقة إلى جانب مواد اخرى كأجهزة كهربائية مسروقة من المنازل المهجورة تباع في السوق السوداء في البلدات الاهدأ نسبيا في سوريا.



واضاف ان المستشفيات العامة لا تعالج سوى انصار الرئيس السوري بشار الاسد مما يدع الاخرين ممن لا يؤيدونه في مواجهة الانتفاضة على حكمه لمصيرهم.

وقال ان الحكومة تعترض كميات كبيرة من المساعدات لأن العديد من المانحين يصرون على التعامل من خلال منظمات "معروفة" بدلا من منظمات سرية مثل اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية الذي تتلقى تمويلا من حكومات اوروبية من بينها سويسرا.

وكمثال على المساعدات المفقودة قال شمة ان ما بين 90 و95 مجموعة مساعدات ارسلت إلى مركز الهلال الاحمر العربي السوري في دمشق لكنها استخدمت لصالح السلطات والجنود السوريين.

وقالت اناستاسيا اسيوك المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنيف عن تصريحات شمة "متى تأكدت اي حقائق كهذه وهذا ليس الحال هذه المرة فاننا نعاملها بمنتهى الجدية ونتصدى لها مباشرة مع ادارة الهلال الاحمر العربي السوري والسلطات السورية."

وقال شمة ايضا ان 11 شاحنة مواد غذائية تابعة لبرنامج الاغذية العالمي اختفت بعد عبورها إلى شمال سوريا من تركيا وانها شوهدت اخر مرة في مخازن الهلال الاحمر السوري.

لكن اليزابيث بيرس المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي نفت ان يكون الغذاء قد نقل. وقالت ان مراقبي البرنامج - وبعضهم في عربات مدرعة - يراجعون التوزيع في معظم المناطق.

وقالت "برنامج الاغذية العالمي لم يكن ابدا ولن يكون اداة في ايدي اي حكومة. برنامج الاغذية العالمي يواصل تقديم المساعدات الغذائية لكل السوريين المحتاجين ونحن على يقين انها تذهب إلى الايدي الصحيحة."

واضافت ان الهلال الاحمر - المنظمة المتطوعة بتوزيع المساعدات التي يقدمها برنامج الاغذية العالمي - تعمل بشكل محايد للوصول إلى المحتاجين بغض النظر عن اي جزء من المجتمع يمثلونه.