{ ليلة القـدر }





- فضلها :

{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) } سورة القدر .

و قـد انتظمت هذه السورة الكريمة جُملة فضائل لهذه الليلة [التسهيل لتأويل التنزيل لشيخنا مصطفى العدوى] :-

1- أنَّ اللهَ عَزَّ و جَلَّ أنزل القـرآنَ فى هـذه الليلة ، كما قال تعالى : (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ )) [الدخان:3] .


2- أنَّ الله عزَّ و جَلَّ عظَّم شأنها بذِكـرها و بقوله : (( وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ )) .


3- أنَّ العبادةَ فيها خيرٌ من العبادة فى ألف شهر ليس فيها ليلة القدر .


4- أنَّ الملائكة تتنزل فى هذه الليلة .. قيل : تتنزل بالرحمات و البركات و السكينة ،، و قيل : تتنزل بكل أمرٍ قضاه الله و قدَّره لهذه السنة ، كما قال سبحانه : (( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ )) [الدخان:4-5] .


5- أنَّ الأمن و السلام يحل فى هذه الليلة على أهل الإيمان ، و تسليم الملائكة يتوالى عليهم فيها .


6- و عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : (( مَن صام رمضان إيمانًا و احتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه ، و مَن قام ليلةَ القدر إيمانًا و احتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه )) [أخرجه البخارى و مسلم] .


~~~~


- أىّ ليلةٍ هى ؟

لا شك أنَّ ليلة القدر فى رمضان لقوله تعالى : (( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )) [القدر:1] ، مع قوله تعالى : (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ )) [البقرة:185] .. قلتُ : الذى يظهر لى أنَّ ليلة القدر فى العشر الأواخر و أوتار العشر آكَـد ، و أنها تنتقل فيها ، و أنها لا تختص بليلة السابع و العشرين ...... .


~~~~

- إخفاء ليلة القـدر :

و إنما أخفيت ليلة القدر ليجتهد العباد فى الطاعة فى جميع الليالى ، رجاءَ أنه ربما كانت هذه الليلة هى ليلة القدر ...... و لعله يُشيرُ إلى هذا قول النبى صلى الله عليه و سلم : (( خرجتُ لأُخبركم بليلة القدر ، فتلاحَى فلانٌ و فُلان ، فرُفِعَت {يعنى : رُفِع عِلمها} ، و عسى أن يكون خيرًا لكم ، فالتمسوها ... )) [أخرجه البخارى] .



~~~~

- كيف يتحرَّى المسلم ليلة القـدر ؟

ينبغى للمسلم الحريص على طاعة الله أن يُحييها ( هذه الليلة ) إيمانًا و طمعًا فى أجرها العظيم ، و أن يجتهد فى العشر الأواخر أسوةً بالنبى صلى الله عليه و سلم ، فعن عائشة قالت : (( كان رسولُ الله صلى الله عليه و سلم يجتهد ما لا يجتهد فى غيرها )) [أخرجه مسلم] .

و عليه أن يُكثِر من القيام فى هذه الليالى ، و أن يعتزل النساء و يحث أهله على الطاعة فيها .


~~~~

- الدعاء فيها :

يُستحب الدعاء فيها و الإكثار منه ، لا سيما بالدعاء الوارد فى حديث عائشة قالت : يا رسولَ الله ، أرأيت إن علمت أىّ ليلةٍ ليلة القـدر ، ما أقـولُ فيها ؟ قال : (( قولى : اللهم إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفو فاعفُ عنى )) [صحيح : أخرجه الترمذى و ابن ماجه] .


~~~~

- علامات ليلة القـدر :

منها ما يكون فى الليلة نفسها ،، مِثل :

1- أن يكون الجو مناسبًا و الريح ساكنة .

2- الطمأنينة و السكينة التى تنزل بها الملائكة ، فيحس الإنسان بطمأنينة القلب ، و يجد من انشراح الصدر و لذة العبادة فى هذه الليلة ما لا يجده فى غيره .

3- قـد يراها الإنسان فى منامه ، كما حصل لبعض الصحابة .

4- أن تطلع الشمسُ فى صبيحتها صافيةً لا شعاع لها .




أسأل الله ان يوفقنا لقيام ليلة القدر ايمانا واحتسابا


..