جنيف، فلوريان ماير (دويتشه فيله) قالت الأمم المتحدة إن موجة الحرارة التي يشهدها نصف الكرة الأرضية الشمالي ستتصاعد هذا الأسبوع ويتوقع أن تزداد موجات القيظ حدة الثلاثاء في بعض مناطق نصف الكرة الأرضية الشمالي مع حرارة تتجاوز الأربعين درجة مئوية.
يقول الخبراء أن أجزاء من العالم ستشهد المزيد من الارتفاع في درجات الحرارة.
يتوقع أن تزداد موجات القيظ حدة في بعض مناطق نصف الكرة الأرضية الشمالي مع حرارة تتجاوز الأربعين درجة مئوية في إيطاليا، بل وتقارب 48 في سردينيا ومناطق في أسبانيا تفوق الحرارة فيها المستويات الموسمية الطبيعية بـ15 درجة ومستويات قياسية في الولايات المتحدة وحرائق في اليونان.
واليوم الثلاثاء (18 تموز/ يوليو 2023)، أعلنت الأمم المتّحدة أنّه ينبغي على العالم أن "يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة". وفي تصريح للصحافيين في جنيف قال جون نيرن، المستشار الرفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إنّ "شدّة هذه الأحداث ستستمرّ في الازدياد، وعلى العالم أن يستعدّ لمزيد من موجات الحرّالأكثر شدّة".
- تاريخ 18 يوليو 2023
اندلاع حرائق
في اليونان، يحاول عناصر الإطفاء الثلاثاء لليوم الثاني إخماد حرائق غابات قرب أثينا، حيث اجلي الكثير من السكان من منتجعات ساحلية طالها القيظ. اندلع الحريق الأعنف في غابة ديرفينوريا على بعد خمسين كيلومترا شمال أثينا حيث يجهد 140 عنصرا من فرق الاطفاء تؤازرهم ست قاذفات مياه ومروحية للسيطرة على الحريق.
واضطر ألف ومئتا طفل الاثنين إلى مغادرة مخيمات عطلة صيفية هددتها حرائق أججتها رياح عاتية قرب لوتراكي على بعد حوالى 80 كيلومترا غرب أثينا.
وستعاني جزيرة سردينيا الواقعة غرب إيطاليا من حرارة مرتفعة جدا مع توقع أن تصل إلى 48 درجة مئوية الثلاثاء. أما في جنوب إيطاليا في صقلية فيتوقع أن تصل الحرارة إلى 43 درجة مئوية خلال النهار.
وقالت وزارة الصحة إن "الانذار الأحمر يشير إلى وضع طوارئ مع انعكاسات سلبية محتملة حتى على صحة الأفراد السليمين والنشطين"، وخصت بالذكر "المجموعات الضعيفة مثل المسنين والأطفال الصغار والأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة".
- موجة حر شديد تضرب أوروبا (و) تحذيرات في إسبانيا
وسيعاني جنوب إسبانيا مندرجات حرارة قصوى، قد تصل إلى 44 في منطقة مورثيا. وكانت البلاد شهدت الأسبوع الماضي موجة حر قاسية وسيبقى الانذار الأحمر قائما في مناطق اراغون شمالا وباليار شرقا وكاتالونيا في الشمال الشرقي.
وقالت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية إن هذه الحرارة أعلى ب10 إلى 15 درجة مئوية من المعدلات الموسمية. ويتوقع أن تستمر موجة الحر حتى الأربعاء على أن تتراجع حدتها اعتبارا من الخميس.
ويفيد خبراء أن الاحترار في أوروبا أسرع بمرتين من المعدل العالمي فيما الدول المتوسطية هي الأكثر معاناة.
وسجلت فينيكس عاصمة ولاية أريزونا الاثنين حرارة زادت عن 43 درجة مئوية لليوم الثامن عشر على التوالي. وقد عادلت مستواها القياسي مع تسجيلها 45 درجة مئوية في فترة بعد الظهر."
أما في كندا، اجتاحت الحرائق أكثر من عشرة ملايين هكتار هذه السنة مع تواصل 882 حريقا حتى الاثنين من بينها 579 خارج السيطرة على ما أوضح مركز مكافحة حرائق الغابات في كندا.
وقضى عنصرا إطفاء وهما يكافحان الحرائق الهائلة هذه على ما ذكرت السلطات. وانتقلت سحب الدخان مجددا إلى الولايات المتحدة ما أدى إلى إصدار تنبيهات حول جودة الهواء في جزء كبير من شمال شرق البلاد.
حر في اليابان والصين
من جهتها أصدرت اليابان الاثنين تحذيرات من ضربات شمس محتملة في 32 من مناطقها ال47 التي تشهد حرارة تقترب من مستواها القياسي المطلق البالغ 41,1 درجة مئوية والمسجل في 2018.
وقالت توموا أبي البالغة 50 عاما "تغير المناخ بشكل واضح. في الماضي لم تكن الحرارة في منطقة ياماناشي القريبة من طوكيو تصل إلى 30 درجة مئوية أبدا. لكن الآن يسجل هذا المستوى بسهولة".
وتواجه اليابان أيضا تساقط أمطار غزيرة قضى فيها ثمانية أشخاص على الأقل.
وحطمت الصين الأحد المستوى القياسي لأعلى حرارة في منتصف تموز/يوليو مع 52,2 درجة مئوية في منطقة شينجيانغ القاحلة في غرب البلاد.
تغير المناخ يضرب "فينيسيا الشرق".. أهوار العراق تحتضر!
أسماك نافقة: بعيون يعتصرها الآسى، ينظر صيادون إلى أكوام من أسماك نافقة جرفتها الأمواج إلى ضفاف نهر أمشان في منطقة المجر الكبير بمحافظة ميسان جنوب البلاد. يعود نفوق الأسماك بشكل كبير إلى سوء نوعية المياه في دلتا دجلة والفرات. ورغم ذلك، فإن السبب الدقيق لنفوق الأسماك لم يتحدد بعد ما دفع وزارة الزراعة العراقية إلى تشكيل لجنة لبحث أسباب هذه الكارثة.
الأسماك تحتضر: في محافظة ذي قار المجاورة، يُمكن مشاهدة الأسماك وهي تحتضر جراء تراجع مناسيب المياه في هور الجبايش بفعل قلة الأمطار. وقد أشارت الأمم المتحدة إلى أن العراق من بين البلدان الخمسة الأكثر تضررا من تغير المناخ. ووصلت درجات الحرارة خلال السنوات إلى 55 درجة مئوية.
ارتفاع الملوحة: يؤدي انخفاض منسوب المياه وارتفاع درجات الحرارة بشكل عام إلى قلة مستويات الأكسجين وارتفاع نسبة الملوحة في الأنهار مما يؤثر سلبا على الثروة السمكية. وقد أعلنت وزارة الزراعة العراقية وهيئة الموارد المائية عن إجراء تحقيقات منفصلة لمعرفة أسباب هذه الكارثة المائية في ميسان.
تسمم البيئة: فشلت جهود هذه السلحفاة في العيش وسط بيئة مائية سامة واستسلمت للموت. ويتدفق 5 ملايين متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة يوميا إلى نهر دجلة الذي يوفر المياه لنهر أمشان. وتؤدي الأسماك المتعفنة إلى تفاقم أزمة رداءة المياه في أمشان.
لائحة التراث العالمي: تعد هذه المنطقة جزءا من الأهوار العراقية الذي جرى إدراجها على لائحة اليونسكو للتراث العالمي عام 2016 حيث وصفتها اليونسكو بأنها "ملاذ تنوع بيولوجي وموقع تاريخي لمدن حضارة ما بين النهرين". ومنذ آلاف السنين، تعيش مجتمعات سكانية كبيرة تعتمد أما على صيد الأسماك أو تربية الجاموس في وئام مع الطبيعة. ودأب سكان المنطقة على استخدام طرق تتأقلم مع الحياة مثل العيش في أكواخ القصب (الصرايف).
الأكثر جفافا خلال 40 عاما: تعاني منطقة الأهوار منذ سنوات من قلة هطول الأمطار، لكنها منذ عام 2020 تشهد موجة جفاف هي الأشد خلال 40 عاما. وقد أدت مشاريع تركيا وإيران في بناء السدود والقنوات إلى انخفاض كبير في تدفق المياه إلى نهري دجلة والفرات. ويعد سكان الأهوار من أقدم السلالات البشرية على وجه الأرض ويطلق عليهم محليا "المعدان".
اليأس يضرب الصيادين: كان من المفترض أن يبحر هذا الزورق في أهوار الجبايش الجنوبية بمحافظة ذي قار، لكنه بات يقف حائرا في تربة جافة. وأدى الجفاف إلى القضاء على مهنة صيد الأسماك ما أثقل كاهل الصيادين المثقل جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وإزاء ذلك، يتخذ الكثير من الصيادين قرار الهروب إلى المدن لكسب لقمة العيش.
الحياة فوق جبش القصب!: يعيش صيادو الأهوار في "صرايف" من حصران القصب، فوق أكداس قصب عائمة على سطح الماء تعرف بـ " الجبايش". قد تبدو الحياة بهذه الطريقة صعبة، لكنها ممكنة لمن ولدوا في هذا المكان.
القصب كعلف وكمادة للبناء: بعد أن شح الصيد، لا يجد سكان الأهوار والصيادون ما يسدون به رمقهم اليوم سوى بيع القصب الذي يستخدم كعلف للجواميس والأبقار، وحين يجف يستخدم لبناء الصرايف والأطواف (الجبايش). الصياد الشيخ عبد الأسدي، يقول إنّ القصب ونقل السائحين وتربية الجاموس وبيع منتجاته، هي مصادر الدخل الحالية لسكان الأهوار.
المضيف عامر بزواره: مضائف القصب تقام عادة على بقعة أرض يابسة، لكن يمكن إقامتها فوق جبايش القصب أيضا. هذه المضايف تستعمل اليوم كمحطات ضيافة للزوار والسائحين، ويجري صيد أسماك الهور لعمل ولائم مكلفة لهم. صيد السمك وبسبب شحه، يجري قبل طلوع الفجر بالشباك، وأحيانا بالتيار الكهربائي الذي يصعق كل المخلوقات في بقعة كبيرة من الماء.
تقلص المساحة: كانت منطقة الأهوار تغطي 9 آلاف كيلومتر مربع في سبعينات لكنها تقلصت إلى 760 كلم مربعا بحلول عام 2002 ثم استعادت نحو 40 في المائة من المنطقة الأصلية بحلول عام 2005. ويقول العراق إنه يهدف إلى استعادة ستة آلاف كيلومتر مربع في المجمل، لكن الجفاف يضرب هذه الخطط في الصميم.
تغير المناخ يهدد "فينيسيا الشرق": أُطلق على المنطقة لقب "فينيسيا الشرق" حيث كانت مقصدا للسياح، لكن تغير المناخ يهددها ويهدد بقاء ثقافة تعود إلى آلاف السنين. بدأت المأساة في عهد نظام صدام حسين، حين جفف الأهوار للقضاء على معارضي نظامه بعد "الانتفاضة الشعبانية" في 1991 بجنوب العراق. وبعد سقوط النظام عام 2003 هدم السكان الكثير من السدود حتى تعود المياه للتدفق مجددا في محاولة لبث الحياة في منطقة الأهوار.
فلوريان ماير/ م.ع
مواقع النشر