نيروبي (رويترز) - قال خبراء يوم الثلاثاء إن الأفارقة يتناولون وجبات سريعة أكثر ويفضلون أنماط الحياة قليلة الحركة مع زيادة دخولهم مما أدى إلى ارتفاع نسب الإصابة بالسمنة والأمراض المرتبطة بها ومنها السكري والسرطان.



وقال تقرير جلوبال نيوتريشن ريبوت إن نسب السمنة وزيادة الوزن ترتفع في كل دول العالم تقريبا واصفا سوء التغذية بأنه "الوضع الطبيعي الجديد."

وقال التقرير إن واحدا من بين كل ثلاثة بمختلف أنحاء الأرض يعانون سوء التغذية وإن 44 في المئة من دول العالم تشهد مستويات خطيرة من نقص التغذية المزمن والسمنة.

السمنة شكل من أشكال سوء التغذية وفيه لا يستقبل الجسم العناصر الغذائية الكافية بينما يستوعب كميات أكثر من اللازم من الملح والسكر والكولسترول.

وقال شين نوريس خبير التغذية في جامعة فيتفاترسراند في جنوب أفريقيا لمؤسسة تومسون رويترز عبر الهاتف "تواجه العديد من دول القارة الآن عبء سوء تغذية مزدوجا. يوجد نقص تغذية في المراحل المبكرة من الحياة وزيادة في الوزن وسمنة في المراحل التالية."



ورغم تراجع نقص التغذية على مستوى العالم نجح عدد قليل من الدول في مكافحة السمنة والأمراض الأربعة المرتبطة بها وهي السكري والسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.

ويقول البنك الدولي إنه يتوقع أن تصبح الأمراض الأربعة السبب الرئيسي للوفاة في دول أفريقيا جنوب الصحراء بحلول 2030.

مؤشرات ثقافية
وقال نوريس إن جنوب أفريقيا تسجل أكبر نسبة إصابة بالسمنة في أفريقيا جنوب الصحراء إذ يعاني 40 في المئة من البالغين فيها من زيادة الوزن أو السمنة.

وتقتفي الدول الأخرى التي تشهد توسعا حضريا اثر جنوب أفريقيا حيث يصطف أبناء الطبقات المتوسطة أمام مطاعم الوجبات السريعة الشهيرة مثل دجاج كنتاكي المقلي.

وفي كينيا أظهرت بيانات حكومية أن 84 في المئة من الناس يضيفون دائما أو في كثير من الأحيان السكر إلى وجباتهم ومشروباتهم بينما يأكل 94 في المئة عددا أقل من قطع الفواكه والخضراوات الخمسة الموصى بتناولها كل يوم.

وقال خبراء إن الثقافة تلعب دورا خاصة بالنسبة للنساء اللائي ينظر إليهن على أنهن يكن ناجحات ويحظين بالسعادة الأسرية والصحية إذا كانت أوزانهن كبيرة.

وقال نوريس "ينظر إلى زيادة الوزن على أنه أمر إيجابي" مضيفا أن أبناء جنوب أفريقيا يرونه علامة على عدم الإصابة بفيروس إتش.آي.في المسبب للإيدز الذي يتسبب في أغلب الأحيان في نقصان الوزن.



ودعا التقرير الجهات المانحة لإنفاق المزيد على الأمراض الأربعة التي لم تحز سوى على أقل من 2 في المئة من الانفاق على الصحة في 2014.

وتقول الحكومة إن الأمراض الأربعة تشكل نصف حالات دخول المستشفيات في كينيا.

وقال زكاري موريوكي خبير التغذية المتخصص في السكري بوزارة الصحة الكينية "إن الإدارة طويلة الأجل لهذه الأمراض مكلفة للغاية. نحن نكافح كبلد ونحاول السيطرة على السرطان ولدينا حالات وحالات في قوائم الانتظار بالمستشفيات للخضوع للعلاج الكيماوي."