بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع وصول أربعة فرق إنجليزية إلى دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم والذي تجرى قرعته غدا الجمعة يتوقع الجميع أن يشهد الدور قبل النهائي هيمنة إنجليزية أيضا بوصول أكثر من فريق إنجليزي إلى المربع الذهبي.
وعلى مدار تاريخ البطولة نجح أكثر من فريق أو أمة في احتكار لقب البطولة لعدة سنوات متتالية ففاز ريال مدريد الأسباني باللقب خمسة مواسم متتالية مع بداية إقامة البطولة كما نجح كلا من أياكس الهولندي وبايرن ميونيخ الألماني في الفوز باللقب ثلاثة مواسم متتالية.
ونجحت الأندية الانجليزية في الفوز باللقب ستة مواسم متتالية من عام 1977 حتى 1982 .
ولكن ما يحدث الآن يختلف كثيرا نظرا لأن لوائح البطولة تسمح حاليا بمشاركة أكثر من فريق من بلد واحد في البطولة.
ويشهد الموسم الحالي المرة العاشرة التي تصل فيها ثلاثة فرق على الأقل من بلد واحد إلى دور الثمانية منذ بدء تطبيق هذه اللائحة وقد ارتفع العدد في هذا الموسم على أربعة فرق إنجليزية في دور الثمانية.
وحظيت الفرق الأسبانية بسيادة مبكرة في البطولة بعد تطبيق هذه اللائحة حيث فازت الفرق الأسبانية بلقب البطولة مرتين وحجزت ثمانية مقاعد في الدور قبل النهائي في غضون خمس سنوات فقط ولكن ذلك كله يتوارى خلف ما حدث من الفرق الإنجليزية في آخر أربعة مواسم.
وأحرز ليفربول لقب البطولة في عام 2005 بالفوز على ميلان الإيطالي في المباراة النهائية التي أقيمت في اسطنبول بتركيا كما توج مانشستر يونايتد بلقب البطولة في الموسم الماضي اثر فوزه على تشيلسي في المباراة النهائية التي أقيمت في العاصمة الروسية موسكو.
وإلى جانب الفوز بلقب البطولة مرتين في آخر أربعة مواسم فازت فرق إنجلترا بالمركز الثانى ثلاث مرات في نفس الفترة علما بأنها حجزت تسعة مقاعد لنفسها في المربع الذهبي للبطولة على مدار السنوات الأربع.
ومنذ سقوط ليفربول أمام ميلان في نهائي البطولة عام 2007 لم يخرج أي فريق إنجليزي من البطولة أمام أي فريق آخر غير إنجليزي.
ولا يخفى على أحد أن السبب الرئيسي وراء هذا التفوق الإنجليزي هو المال.
وأظهر آخر تقرير عن الأحوال المالية لأندية كرة القدم أن الأندية الإنجليزية "الأربعة الكبيرة" مانشستر يونايتد وتشيلسي وليفربول وأرسنال من بين أفضل سبعة أندية على العالم من حيث العائدات المالية.
أما الأندية الثلاثة الأخرى التي تدخل ضمن هذه الاندية السبعة فهي ريال مدريد وبرشلونة من أسبانيا وبايرن ميونيخ الألماني.
وعلى نفس الوتيرة كانت الأندية الإنجليزية الأربعة نفسها هي أكبر الأندية التي أنفقت ببذخ في سوق انتقالات اللاعبين على مدار المواسم الخمسة الماضية.
ولكن الأمر لا يقتصر على العائدات المالية فحسب بل إن هذه الأندية الإنجليزية الأربعة هي نفسها التي شاركت في دوري الأبطال في كل من المواسم الخمسة الماضية.
وتملك هذه الأندية الاستقرار ويمكنها توفير الميزانيات اللازمة من اجل التأهل لدوري الأبطال والتعاقد مع لاعبين بارزين يمكنهم قيادة الفريق إلى هذه البطولة كما يمتلك لاعبو هذه الفرق الخبرة الكافية باللعب بشكل منتظم على أعلى المستويات.
ورغم المجهود الكبير الذي بذله فريقا أستون فيلا وإيفرتون ينتظر أن تحجز نفس الأندية الأربعة الكبيرة مكانها في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
ووصل الفارق بين متوسط النقاط التي يحصل عليها ليفربول صاحب المركز الرابع وفولهام صاحب المركز الرابع من مؤخرة جدول الدوري الإنجليزي وذلك في الموسم الماضي 05ر1 نقطة ليكون أعلى فارق تشهده أي من بطولات الدوري المحلية الأربع الكبرى في أوروبا.
ويمثل هذا الفارق معيارا لقوة المنافسة في أي بطولة دوري وقد كان أكبر في الدوري الإنجليزي عنه في أسبانيا وإيطاليا وألمانيا على مدار ثمانية من آخر عشرة مواسم.
وينمو هذا الفارق باستمرار في الدوري الإنجليزي مما يؤكد سيطرة الفرق الأربعة الكبيرة على مجريات الأمور في هذه المسابقة ومن ثم تزداد هيمنتها تدريجيا في دوري الأبطال.
ويعتلي مانشستر يونايتد قمة الشجرة حيث يبدو أن الفريق وصل إلى المستوى الذي وعد وهدد به سير أليكس فيرجسون المدير الفني للفريق على مدار العقد الماضي.
ويتمتع مانشستر يونايتد بالخبرة ووجود عناصر الشباب بالإضافة لتوافر البدائل في كل مركز بالفريق.
وتغلب مانشستر يونايتد في دور الستة عشر لدوري الأبطال هذا الموسم على انتر ميلان الإيطالي الذي يقوده المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو ويتصدر جدول مسابقة الدوري الإيطالي في طريقه لإحراز لقب الدوري المحلي للموسم الرابع على التوالي.
وشهد الشوط الأول من مباراة الذهاب بين مانشستر يونايتد وانتر ميلان سيطرة تامة لمانشستر.
وربما تكون العقبة الرئيسية في طريق مانشستر يونايتد لاستكمال نجاحه في دوري الأبطال هي انشغال الفريق بالمنافسة من أجل الجمع بين ألقاب خمس بطولات في نفس التوقيت.
وأحرز الفريق بالفعل لقب بطولة كأس العالم للاندية في نهاية عام 2008 كما توج هذا الموسم بلقب بطولة كأس الأندية المحترفة في إنجلترا (كأس كارلينج).
ويتصدر مانشستر يونايتد حاليا جدول مسابقة الدوري الإنجليزي بفارق أربع نقاط أمام ليفربول صاحب المركز الثاني وتبقى لمانشستر يونايتد مباراة مؤجلة مع بورتسموث. كما تأهل مانشستر للدور قبل النهائي في كأس إنجلترا.
ورغم ذلك كان فيرجسون حريصا على عدم الحديث عن إمكانية الجمع بين الألقاب الخمسة في آن واحد.
وصرح فيرجسون بأن الفوز بالألقاب في كرة القدم يتطلب أن يكون الفريق فى أفضل حالاته لكنه يتطلب أيضا أن يتمتع الفريق بالحظ وأن تسير الأمور على ما يرام بالنسبة للفريق في كل مبارياته.
وقال فيرجسون "الشيء الوحيد الذي سأقوله أن الفريق الحالي هو أفضل فريق أشرفت على تدريبه. وفي كل مباراة نخوضها أشعر بالثقة.. وفي الوقت الحالي "كل هجوم يخشى مواجهة دفاعنا وكل دفاع يخشى مواجهة خطي وسط وهجوم فريقنا. وهذا يمنحك الثقة".
أما فريق تشيلسي فقد جدد شبابه بقيادة المدرب الهولندي جوس هيدينك الذي تولى مسئولية تدريب الفريق قبل أسابيع قليلة بينما بدا ليفربول بشكل رائع عندما سحق ريال مدريد 5/صفر في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بدور الستة عشر لدوري الأبطال قبل أن يحقق فوزا كبيرا 4/1 على مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي.
ويبقى أرسنال هو الوحيد من بين الفرق الإنجليزية الأربعة التي وصلت لدور الثمانية في دوري الأبطال هذا الموسم الذي لا يتمتع حاليا بالمستوى العالي.
ولكن مستواه قد يرتفع مجددا مع عودة مهاجميه إدواردو دا سيلفا وثيو والكوت إلى صفوف الفريق بعد التعافي من الإصابة واقتراب عودة الأسباني سيسك فابريجاس الذي يعاني أيضا من الإصابة.
ورغم نجاح بايرن ميونيخ في هز شباك سبورتنج لشبونة 12 مرة خلال مباراتي الذهاب والإياب بينهما بدور الستة عشر للبطولة فإن أداء ونتائج الفريق في الدوري الألماني (بوندسليجا) يدلان على تذبذب مستواه.
ومن ثم يظل برشلونة الأسباني هو الخطر الأكبر الذي يهدد أندية إنجلترا في المراحل الباقية من دوري الأبطال رغم المشاكل التي يعاني منها دفاع الفريق الأسباني.
ويقول فيرجسون إنه من الصعب التنبؤ بنهاية البطولة لكن من الصعب أيضا أن تشهد البطولة نهاية للهيمنة الإنجليزية.
مواقع النشر