المنامة (أ. ف. ب) : احرق مبنى احدى البلديات في البحرين عمدا ليل الاحد الاثنين، كما اعلنت وزارة الداخلية في المملكة التي تشهد تظاهرات واعمال عنف منذ اعدام ثلاثة رجال شيعة الاحد.



ويتزايد التوتر في البحرين بعد تنفيذ حكم الاعدام بثلاثة من الشيعة كانوا دينوا بقتل رجال امن عام 2014، في خطوة اثارت تنديد منظمات دولية.

وقالت وزارة الداخلية على حسابها على موقع تويتر "تمكن الدفاع المدني من السيطرة على حريق بمبنى بلدية الشمالية في عالي" الواقعة في جنوب المنامة. واضافت ان "المعلومات الأولية تشير إلى أن الحريق متعمد والجهات المختصة تتخذ اللازم".

واعتبرت وزارة البلديات ان حريق البلدية عبارة "عن عمل ارهابي".

من جهة ثانية اصدرت وزارة الاعلام البحرينية قرارا قضى "بوقف تداول واستخدام جريدة الوسط للوسائل الاعلامية الالكترونية فوراً وحتى اشعار اخر".

وعزت الوقف الى "تكرر قيام الجريدة بنشر وبث ما يثير الفرقة في المجتمع، وروح الشقاق والمساس بالوحدة الوطنية وتكدير السلم العام".

ولم تربط الوزارة بشكل واضح بين حريق مقر البلدية والتظاهرات التي تلت اعدام ثلاثة بحرينيين شيعة دينوا بقتل ثلاثة رجال امن بينهم ضابط اماراتي في اذار/مارس 2014، ما ادى الى اندلاع تظاهرات احتجاج في قرى شيعية استمرت ليلا.

وكانت السلطات البحرينية نفذت الاحد احكام الاعدام رميا بالرصاص في سامي مشيمع (42 عاما) وعباس السميع (27 عاما) وعلي السنكيس (21 عاما).



وذكر شهود عيان ان التظاهرات تخللتها صدامات مع قوات الامن ليل الاحد الاثنين.

وفي قرية السنابس الشيعية القريبة من المنامة ومسقط رأس الرجال الثلاثة، قال شهود ان "العشرات من الرجال والنساء ارتدوا اللباس الأسود ونزلوا في الشوارع مرددين شعارات +هيهات منا الذلة+ و+يسقط حمد+" في إشارة الى ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة.

واضافوا ان "المتظاهرين ساروا في شوارع القرية ووقعت مصادمات بين المتظاهرين والشرطة بعد أن حاول المتظاهرون الوصول إلى الشارع الرئيسي".

والسنابس هي اقرب نقطة الى دوار اللؤلؤة الذي شكل مركز الحركة الاحتجاجية للشيعة الذين يشكلون اغلبية في المملكة، ضد الاسرة السنية الحاكمة في اطار "الربيع العربي" في 2011.



- جرحى بالخرطوش -
اكد شهود عيان آخرون ان "عدة قرى شيعية شهدت مصادمات بين الشرطة والمتظاهرين"، مشيرين الى "أنباء عن إصابة عدة متظاهرين جراء إطلاق الشرطة طلقات من سلاح الخرطوش الذي يستخدم لصيد الطيور".

والاحد وبعيد تنفيذ اولى عمليات الاعدام في المملكة الخليجية منذ سنوات، قام محتجون بحرق اطارات، بعد يوم من تظاهرات مماثلة جاءت في اعقاب انتشار اخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن قرب تنفيذ الاعدامات.

كما خرجت تظاهرات في قرى شيعية وقام المحتجون بقطع الطرقات بالاطارات المحترقة بينما رد عناصر الامن باطلاق الغاز المسيل للدموع، بحسب ما اظهرت صور وتسجيلات مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبالتزامن مع التظاهرات، ‏اعلنت وزارة الداخلية البحرينية على حسابها في تويتر مساء السبت عن عمل "إرهابي تمثل في إطلاق نار على موقع لدورية أمنية في قرية بني جمرة الشيعية القريبة من المنامة، وأسفر عن إصابة أحد رجال الأمن".

والهجوم الذي قتل فيه عناصر الامن الثلاثة كان اكثر الهجمات دموية ضد رجال الامن في البحرين منذ بدء قمع الاحتجاجات.



وشكل حكم محكمة التمييز النهائي بحق المدانين العشرة وجميعهم من الشيعة، اخر فصول قضية مقتل عناصر الامن في تفجير عبوة ناسفة في اذار/مارس 2014 في قرية الديه الشيعية غرب المنامة.

والضابط الاماراتي الذي قتل في التفجير كان اول عنصر امن اجنبي يقتل في البحرين حيث تقوم قوة خليجية بقيادة السعودية منذ اذار/مارس 2011 بدعم قوات الامن في تعاملها مع الاحتجاجات الشعبية التي اطلقتها الاغلبية الشيعية.

كثفت السلطات البحرينية محاكمة وملاحقة معارضيها منذ قمع الحركة الاحتجاجية. ورغم تراجع وتيرة العنف في الاعوام الاخيرة، لا يزال القضاء يصدر عقوبات قاسية بحق المعارضين. كما ان هذه الاحكام تكون مرفقة احيانا بقرار اسقاط الجنسية.

وتشهد البحرين اضطرابات متقطعة منذ بدء قمع حركة احتجاج فيها اندلعت في شباط/فبراير 2011 وقادتها الاغلبية الشيعية مطالبة باقامة ملكية دستورية في المملكة الصغيرة التي تحكمها عائلة سنية.