سكاي نيوز عربية - قالت الصحفية والروائية السعودية علياء الهذلول، إنها تركت الصحافة والعمل الروائي لصالح العمل في قضايا البيئة، خصوصا الطاقة المتجددة، بعد أن استرعى اهتمامها استنزاف الموارد الطبيعية، والمخاوف المتفاقمة مما سيكون عليه شكل الأرض بعد ارتفاع أسعار النفط بشكل جنوني أو نضوبه.



وأضحت الهذلول أنها انتقلت من باريس، حيث كانت تعمل صحفية في تلفزيون "فرنسا 24"، إلى العاصمة البلجيكية بروكسيل، منذ ثلاث سنوات، لتلتحق بالعمل في البرلمان الأوروبي.

وقالت إن اهتمامها بالبيئة بدأ منذ فترة طويلة، حيث قررت الالتحاق ببرنامج ماجستير في علوم وإدارة البيئة، ومن ثم قررت العمل في هذا المجال عبر شركة لتطوير مشاريع الطاقة الهوائية. وأضافت: "الطاقة المتجددة هي حياتي اليومية، واكتشفت أنني وجدت نفسي في هذا المجال".

وأشارت إلى"أن نضوب النفط ليس المشكلة الأساسية. التحدي يكمن في أسعار استخراجه مستقبلا، وإلى أي مدى يستطيع النفط السعودي مثلا سد الاحتياج الداخلي؟ وهل تستطيع تصديره في ظرف ازدياد الاستهلاك المحلي وعدم وجود بدائل لتقليل الاعتماد عليه؟".

وقالت "إن للسعودية تجربة رائدة في مجال الطاقة المتجددة، فمن خلال القرية الشمسية في العيينة بالقرب من الرياض تم إمداد العيينة والقرى المجاورة بالطاقة الكهربائية النظيفة، لمدة عقدين من الزمن، إلا أن القرية توقفت عن استقبال أشعة الشمس في منتصف التسعينيات".

وأضافت: "يبدو لي أحيانا أننا نعرف كيف نستفيد من الطاقة الشمسية، لكن هناك من يعتقد أن النفط نعمة دائمة لا تزول ويستكثر الاستثمار في مجال تطوير الطاقة الشمسية بحجة أنها مكلفة"، مشيرة في هذا الصدد إلى تجربة شركة أبو ظبي للكهرباء "مصدر" التي تحاول أن تعطي روحا جديدة لشمس الخليج.

وعن توجه دول الخليج نحو الطاقة النووية أخيرا، قالت الهذلول "إن الطاقة النووية بالفعل فعالة، إذ إن كمية اليورانيوم المطلوبة لإنتاج الطاقة الكهربائية أقل بكثير من كمية الغاز أو البترول اللازمة لتوليد نفس الكمية"، محذرة في الوقت نفسه من مخاطر النفايات النووية.

وإشارت إلى أن السعودية "ستضطر للاعتماد على دول خارجية لشراء اليورانيوم من أجل توليد الطاقة النووية"، في وقت بدأت العديد من الدول الأوروبية تعيد مراجعة سياستها في مجال الطاقة النووية، مثل ألمانيا التي قررت الاستغناء نهائيا عن الطاقة النووية بحلول عام 2022.

وفي ما يتعلق بالتجربة الأوروبية في مجال الطاقة المتجددة أشارت الهذلول إلى أن المفوضية الأوروبية وضعت سياسة 20-20-20، أي بحلول عام 2020، يجب أن تكون نسبة انبعاث الكربون قد انخفضت 20 في المائة، مقارنة بمستويات عام 1990، وأن يكون 20 في المائة من الاستهلاك الكهربائي من مصادر متجددة، وأن ينخفض استهلاك الكهرباء بنسبة 20 في المائة.

المرأة السعودية

ورفضت الهذلول صحة ما يشاع عن أن أعدادا كبيرة من السعوديات يسافرن إلى الخارج للدراسة رغم شرط المحرم، إلا أن كثيرا من المحارم لا يقومون بهذا الدور بمجرد وصولهم إلى الخارج، قائلة: "أعرف الكثير من السعوديات يسافرن للخارج للدراسة على حساب أبائهن وأسرهن لعدم وجود المحرم. وكذلك أعرف من حرمن من فرصة الابتعاث لعدم وجود المحرم، رغم أن هناك خلاف عليها".

وأعربت عن أملها في أن يتمكن الرجال والنساء في السعودية من الاعتماد على أنفسهم دون اللجوء إلى شخص يتكفل بأمورهم.

وقالت: "إن المملكة العربية السعودية بإمكاناتها المالية والبشرية، يمكن أن تقدم نموذجا جديدا لحياة أفضل تراعي تطلعات أفراد المجتمع". وأضافت: "أشعر بالضيق حين أستمع لرجل لا يشعر بالأمن النفسي قلقا على بناته من مستقبل قد يعرضهن لقوامة رجل ظالم".

وأكدت أنها لن تترد في العمل في السعودية "متى ما سنحت الفرصة وتهيأت الظروف"، وقالت "سأكون سعيدة لخوض هذه التجربة، لكن لم تأت هذه الفرصة بعد".

وعند سؤالها عما إذا كان المجتمع أم الدين أم الدولة هي التي تقيد المرأة، قالت الهذلول: "يمكن جميع ما ذكرت، وإن كنت أؤمن أن قوانين أي دولة قادرة على تغيير العقليات والمجتمعات لتوفير حياة تناسب تطلعات الأغلبية من مواطنين ومقيمين".

وأعربت الهذلول عن أملها بالجيل القادم من السعوديات، وقالت: "أنا متأكدة أن الجيل القادم واع، فحين أتحدث مع من هم في سن الرابعة عشرة ألاحظ أن لديهم وعي كبير وعقلية نقدية لا يمكن تحجيمها. هذا الجيل قد يحقق ما يسعى جيلي لتحقيقه".