بوخارست - إيمان الزويني (إينا) - ذكرت صحيفة "ديرتاجستسايتونغ" الألمانية، أن مظاهر جديدة للعداء للإسلام في رومانيا أخذت منحى تصاعديا واضحا مع تنظيم حزب اليمين الجديد "نوياداراباتا" المتطرف الاثنين الماضي مظاهرة معادية لتأسيس مركز إسلامي جامع للأقلية المسلمة في العاصمة بوخارست، وفق ما نشر موقع الجزيرة.



وأشارت الصحيفة إلى أن حزب اليمين الجديد - الذي يسعى للاقتداء بحركة "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب" المعروفة اختصارا باسم "بيغيدا" - استبق هذه المظاهرة بالدعوة لإجراء استفتاء في البلاد ضد بناء المركز الإسلامي الذي منحت الحكومة الرومانية لدار الإفتاء في البلاد قطعة أرض مساحتها 11 ألف متر مربع لبنائه، ليشمل مسجدا ومكتبة ومدرسة للقرآن الكريم.

وأكدت الصحيفة أن اتفاقا لإقامة هذا المركز الإسلامي، إضافة إلى إنشاء مقبرة إسلامية في بوخارست، قد أبرم عام 2011م بين الرئيس الروماني ترايان باسيسكو ورئيس وزراء تركيا آنذاك رجب طيب أردوغان، الذي تولت بلاده تمويل المشروع لتوفير الرعاية الدينية للأقلية المسلمة بالعاصمة الرومانية.

ووفقا للصحيفة الألمانية، فإن باسيسكو الذي وقع على مشروع بناء هذا المركز الإسلامي تراجع في الأيام الأخيرة عن هذا الموقف، معتبرا أن مخطط المشروع "يتضمن إقامة مدرسة لتأهيل وتخريج آلاف الطلاب المسلمين الذين سيمثلون خطرا أمنيا على رومانيا"، وهو ما وصفه مفتي رومانيا يوسف مراد بالتصريحات غير المسؤولة.

وأشارت الصحيفة إلى أن معارضة بناء المركز الإسلامي الجامع في بوخارست واكبها انطلاق حملة تحريضية ضد المسلمين في صحف اليمين المتطرف، حيث حذر كاتب بصحيفة "إيفيني مانتوال" مما ينتظر رومانيا من "مصير مماثل لدول غرب أوروبا التي باتت مؤهلة للخضوع لسيطرة المسلمين في الثلاثين عاما القادمة".



يشار إلى أن دائرة الإفتاء -التي تعد الجهة الرسمية المعنية بأوضاع المسلمين في رومانيا - قدرت عدد أفراد الأقلية المسلمة في هذا البلد بنحو 850 ألف نسمة، يمثلون ما يقرب من 2.5 في المئة من سكان البلاد.

ويتوزع مسلمو رومانيا على مدنها الرئيسية، خاصة المطلة علي ساحل البحر الأسود، مثل مجيدية -التي أسسها السلطان العثماني عبد المجيد وسميت باسمه- ومدينة المحمودية وإقليم دبروجيه الشمالي، بينما تعيش أعداد أخرى من المسلمين في أحياء بالعاصمة بوخارست ومدينتي تولستا وكونستانتا.