ابو ظبي - بتول عزاوي (الرؤية) : إيماناً بقوله تعالى «يُنبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقومٍ يتفكرون»، وتأكيداً للبصيرة الثاقبة لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، والذي آمن بأن الزراعة والحضارة هما وجهان لعملة واحدة في كل الأزمان والأوقات حيث قال «أعطوني زراعة .. أعطكم حضارة».



وبالرغم من الطبيعة الصحراوية القاسية والظروف المناخية الصعبة وقلة مصادر المياه وشح الأمطار، إلا أن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت وإلى حد كبير في إنتاج وزراعة وتصدير العديد من المنتجات الزراعية الضرورية كالخضار والفاكهة إلى أسواق الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وكذلك التمور بأنواعها وأشكالها المتنوعة إلى أسواق اليابان وإندونيسيا وغيرها من الدول الأخرى، بالإضافة لذلك فقد نجح مشروع زراعة الزهور والورود المتنوعة بشكل منقطع النظير، وليبدأ معه تصدير منتجه اليومي والمميز إلى سائر دول مجلس التعاون الخليجي وبريطانيا وأستراليا ولبنان واليابان.

وجاء هذا التطور في زراعة الدولة من خلال تحضير وتجهيز الأراضي الزراعية المناسبة وتوزيعها بالمجان على مواطني الدولة مع منحهم ضمانات مالية وقروضاً لشراء المعدات والأسمدة والبذور الضرورية للزراعة، مع توفير المشورة والإرشاد المطلوبين فعلياً لنجاح هذه الفكرة التي أسهمت بدورها في إيقاف أو تخفيف الهجرة الاضطرارية من الريف إلى المدن الرئيسة، وذلك برفد الأراضي بمشروعات عمرانية توفر المساكن الحديثة والخدمات الأساسية في كل المناطق الزراعية الجديدة.



وللعلم فإن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت تحتل فعلياً مكانة متقدمة وريادية على مستوى الوطن العربي ودول العالم الأخرى في زراعة أشجار النخيل، هذه الشجرة المباركة والمرتبطة حضارياً وأخلاقياً بتاريخ الأمتين العربية والإسلامية وكذلك إنتاج التمور المتميزة والأصيلة.

بالإضافة لذلك، يجب علينا أن نقدر عالياً دور وزارة الزراعة والثروة السمكية والتي بدأت فعلياً في تنمية مصادر المياه في الدولة متلازمة مع ترشيد الاستهلاك لمياه الري الزراعي، وذلك حفاظاً على المخزون الجوفي بالاعتماد على التوسع في استخدام أنظمة الري الحديثة. كما عمدت الوزارة إلى بناء بعض السدود الحيوية لحجز كميات المياه الكبيرة التي تتجمع من خلال الأمطار الموسمية والاستفادة منها لاحقاً.



كذلك فإن التاريخ يصنّف دولة الإمارات من بين الدول الأوائل التي عرفت الزراعة لإشارة قصص التاريخ الإسلامي الأول إلى تدمير حدائق التين والأعناب زمن حروب الردة بعد وفاة الرسول الكريم على الساحل الشرقي.