الرياض - واس : تمثل الخطوط الجوية العربية السعودية واحدة من أبرز الشواهد الحضارية العملاقة والتحدي التنموي التي أرسى حجر الأساس لها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - بنظرته الثاقبة واستشراقه لآفاق المستقبل وإيمانه بحاجة الوطن الناهض لوسيلة نقل سريعة وآمنة تلعب دورا أساسيا في حركة البناء والتشييد.



وكانت البداية في 27 مايو 1945م بطائرة واحده من طراز دى سى 3 DC داكوتا تلقاها الملك عبد العزيز - رحمه الله - هدية من الرئيس الأمريكي روزفلت وبهذا انطلقت مسيرة السعودية مشكلة نواة لأسطول المؤسسة الرائدة التي أصبحت اليوم تمثل أكبر أساطيل شركات طيران في الشرق الأوسط لتصبح ضمن أفضل ثلاثين شركة طيران في العالم وفقا للإحصاءات الرسمية الصادرة عن المنظمة الدولية للنقل الجوى اياتا والتي تشترك في عضويتها أكثر من /235/ شركة طيران من مختلف دول العالم.

ولم يكن لتلك الانجازات التي حققتها السعودية أن تنجح لولا فضل الله سبحانه وتعالى ثم الدعم السخي الذي تحظى به من قيادتنا الرشيدة لتحديث أسطولها ولتمكينها وتأهيلها لمواجهة التحديات التي تشهدها صناعة النقل الجوى .

ويمتاز الأسطول الجديد بخدمات وتجهيزات فائقة حيث تنفرد السعودية من ‌بين جميع شركات الطيران بتخصيص أماكن لإقامة الصلاة على متن طائراتها إضافة إلى تجهيزها بجميع سبل الراحة والرفاهية.

وتقف الخطوط السعودية اليوم مفتخرة بما لديها من أسطول يبلغ عدد طائراته 150 طائرة نفاثة هي الأحدث في العالم



بالإضافة إلى إمكانات أسطولها الجديد التي تسلمت منه حتى الآن 58 طائرة من طرازات ايرباص 320 و 321 و 330 وبوينج (777 -300 ER) مما ممكنها من تشغيل رحلات أكثر وبأحجام تتناسب مع حجم الحركة من خلال النمط التشغيلي الجديد الذي يهدف إلى خدمة كافة المحطات الداخلية انطلاقاً من المحطات الرئيسية في الرياض وجدة والدمام والمدينة المنورة.

وبرحلاتها المنتظمة إلى 107 محطة من بينها أكثر من 80 محطة دولية و 27 محطة داخلية وترتفع إلى مايزيد على 100 محطة خلال مواسم الذروة فضلاً عن زيادة المعدل اليومي لتشغيل الرحلات إلى حوالي 400 رحلة إلى ما يفوق 500 رحلة خلال مواسم الصيف والحج والعمرة إلى جانب تحقيق زيادة سنوية في معدل نقل المسافرين بما يزيد على المليون مسافر وصولاً إلى نقل أكثر من 21 مليون ونصف المليون مسافر في عام 2011م مع الزيادة المستمرة للرحلات والسعة المقعدية على القطاع الداخلي.

وحققت الخطوط الجوية العربية السعودية خلال عام 2012م معدلاً جديداً لنقل الركاب بلغ 24,328,157 راكباً على رحلاتها الداخلية والدولية يُعد الأعلى منذ تأسيس "السعودية" قبل حوالي سبعين عاماً ، كما يزيد بواقع 2 مليون و 851 ألفاً و 870 راكباً مقارنةً بما تم نقله خلال عام 2011م بزيادة بلغت 13,28%.


مطار جدة الدولي - 1963م

وفي مجال النقل الأداء التشغيلي لـ "السعودية" خلال العام الماضي من نقل 14,183,500 راكباً على القطاع الداخلي بزيادة 2,063,371 راكباً مقارنةً بما تم نقله في 2011م بنسبة بلغت 17%، ويشمل كذلك نقل 10,144,657 راكباً على القطاع الدولي بزيادة 788,499 راكباً مقارنةً بما تم نقله في 2011م بنسبة زيادة بلغت 8.43%.

وتؤكد الزيادة الكبيرة في معدل نقل الركاب على القطاع الداخلي مقارنةً بعام 2011م والتي تزيد عن مليوني راكب خلال عام واحد فقط النمو المتواصل في حركة النقل الجوي والإقبال على السفر جواً بين مختلف مناطق المملكة، حيث عملت "السعودية" من خلال خطتها الإستراتيجية على المدى القريب والمتوسط على توفير السعة المقعدية اللازمة.

وحققت السعودية في عام 2012م أعلى معدل لتشغيل الرحلات في تاريخها بتشغيل 171,341 رحلة داخلية ودولية مقارنةً بـ 158,449 رحلة في 2011م بزيادة وصلت إلى 12,892 رحلة عن ما تم تشغيله خلال عام 2011م وبنسبة 8% وتم تشغيل 112,319 رحلة داخلية مقارنةً بـ 100,963 رحلة خلال 2011م بزيادة 11,356 رحلة ونسبة 11% وبمعدل انضباطي 90,12%، فيما تم تشغيل 46,889 رحلة على القطاع الدولي مقارنةً بـ 43,759 رحلة بزيادة 3,130 رحلة ونسبة 7% وبمعدل انضباط في مواعيد الرحلات بلغ 88,21%، مشيرا إلى أن هذه المعدلات المضطردة تؤكد مدى فاعلية الخطة الجديدة لهيكلة شبكة الرحلات الداخلية.

33ae6d1bd7.jpg

ويمثل موسم الصيف ذروة الحركة التشغيلية خاصةً مع تزامنه وموسم العمرة وإجازة عيد الفطر المبارك والإقبال الكبير على السفر خلال مرحلة العودة من الإجازات وقد تم نقل 6,836,989 مسافراً مقابل 6,236,989 مسافراً في 2011م بزيادة حوالي 600 ألف مسافر وبنسبة 8,27% موضحاً أن متوسط المعدل اليومي لنقل المسافرين على الرحلات الداخلية والدولية يتجاوز 65 ألف مسافر.

وساهمت القطاعات التشغيلية والوحدات الإستراتيجية في تحقيق هذا الإنجازات ، من خلال تطوير شبكة رحلاتها لخدمة الطلب المتزايد على السفر بين مختلف مناطق المملكة وأنحاء العالم . وتمكنت السعودية من تشغيل محطات جديدة تشمل "تورنتو" في كندا ومستقبلا "لوس أنجلوس" كوجهة ثالثة في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2014م لخدمة عملاء "السعودية" ومن ضمنهم الطلاب المبتعثين مع زيادة الرحلات المباشرة إلى القارة الأوروبية وغيرها من المحطات الدولية بما يُعزز موقع "السعودية" التنافسي على القطاع الدولي.

وأكدت الخطوط السعودية مكانتها الرائدة بين شركات الطيران العالمية بالانضمام إلى تحالف "سكاي تيم" العالمي وخدمة عملائها حول العالم عبر منظومة تشمل 15.000 رحلة يومياً و 993 وجهة دولية وبالإضافة إلى 520 صالة لدرجتي الأولى والأعمال بالمطارات الدولية وغير ذلك من الخدمات المتميزة.



وأوضح التقرير الأداء التشغيلي للخطوط السعودية لـموسم صيف العام 2012م ظهور بواكير النتائج الإيجابية للخُطط والإستراتيجيات التي تبنتها الخطوط السعودية لتطوير البنية التحتية لتقنية الـمعلومات والتي تمثلت في الزيادة الـمطردة في استخدام أجهزة الخدمات الذاتية وعمليات الحجز ومبيعات التذاكر عبر الإنترنت والهواتف الجوالة وتسديد قيمة التذاكر عن طريق نظام (سداد) وبطاقات الائتمان الأمر الذي خفف الضغط على مراكز الاتصال الـموحد ومكاتب الحجز والـمبيعات.

وفى مجال التطوير حرصت السعودية خلال مسيرتها الطويلة على إدخال المزيد من التحسينات والتطوير في الخدمات المقدمة إلى المسافرين على متن طائراتها حرصا منها على تلبية رغبات العميل والتعرف على متطلباته.

وإيمانا من السعودية بأهمية تحسين الخدمات التي تقدمها للعملاء في مختلف المجالات قامت بوضع خطط وبرامج مرحلية للرقى بهذه الخدمات التي يمر بها العميل أثناء تعامله مع السعودية.

وانتهت السعودية في ظل توجهها نحو تحسين خدماتها للمرحلة الثالثة من‌تطبيق نظام التحفظ المسبق للحمولة وذلك لتشغيل جميع المحطات الداخلية والخارجية بنظام المغادرة الآلي.



ويسهم تطبيق النظام في تسهيل أعمال مراقبة الحمولة والوزن والتوازن وتحقيق أفضل النتائج فيما يتعلق بأعمال الحمولة وسلامة الطائرات واستغلال أقصى سعة ممكنة على الطائرات حيث تم تشغيل هذا النظام فعليا في أغلب محطاتها الداخلية والدولية.

وقدمت الخطوط الجوية العربية السعودية برامج ترفيهية متنوعة على متن طائراتها ضمن مشروع شامل لتطوير الخدمات على الطائرة وذلك لتحقيق عدد من الأهداف في أطار سعيها المستمر لتحسين وتطوير خدماتها ولتوفير كل سبل الرعاية للمسافرين لكونه المفتاح الرئيسي للنجاح والتميز.

ولم تغفل السعودية عن ضيوفها من ذوى الإحتياجات الخاصة حيث صممت إرشادات السلامة وكذلك الكتيب الخاص بالمبيعات الجوية مطبوع بلغة/برايل‌/.

ونظرا لهذه الخدمات المتميزة التي تقدمها السعودية لمسافريها في قطاعاتها المختلفة نالت تقديرا دوليا حيث حصلت بموجبه على جوائز وشهادات تقدير عالمية من بينها شهادة التميز لخدمات الصيانة من هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية وعضوية الهيئة الدولية لسلامة الطائرات تقديرا لمعايير ومستويات السلامة التي تطبقها السعودية.



كما حصلت السعودية في عام 2010م على جائزة منظمة الخدمات الجوية الأمريكية الياقوت للمبيعات الجوية والماسية للركاب ذوى الاحتياجات الخاصة والجائزة الأولى للاتحاد العالمي للتموين عن خدمات طاقم السعودية للركاب ذوى الاحتياجات الخاصة إضافة إلى العديد من الجوائز والدروع تقديرا لخدماتها.

وتسهيلا على عملائها عقدت السعودية اتفاقيات مع بنوك داخل المملكة وخارجها للقيام بتحصيل مستحقاتها من مبيعات الائتمان سعيا منها في تقليص‌الفترة الزمنية كما قامت في الوقت نفسه بتطبيق نظام البيع داخل المملكة وخارجها بطاقتي فيزا وماستركارد وبطاقات الشبكة السعودية سبان في جميع الخدمات التي تقدمها السعودية.

وقامت بنشر نقاط بيع في معظم مكاتب السعودية والمطارات وقامت بربطها بفيزا العالمية ونظام مبيعات السعودية سبان وأجهزة مؤسسة النقد العربي السعودي حيث يتم الحصول على التفويض اللازم لقبول هذه البطاقات ولتخفيف العبء عن الجهات الصادرة منها البطاقة.

وتمنح السعودية لمتعددي الأسفار بطاقات خاصة تدعى برنامج الفرسان التابع للخطوط الجوية السعودية وبلغ عدد حاملي هذه البطاقة أكثر من 750 ألف عضو كما وفرت نماذج مساعدة للركاب الذين يحتاجون للمساعدة بالإضافة إلى تجهيز مكاتب بالمطارات لتقديم أفضل الخدمات لهم مزودة بأحدث الأجهزة الطبية والكراسي المتحركة يعمل عليها موظفون مختصون.



وفى ظل هذا الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وفرت السعودية رافعات مجهزة لتصعيد وإنزال الركاب المرضى وكبار السن من والى الطائرة كما قامت بتجهيز طائرات الأسطول الجديد بزلاجات للمقاعد على درجة الضيافة على الطائرات من طراز بوينج 747 و 777 .

وفازت السعودية بالجائزتين الأوليتين اللتين تمنحهما سنويا مجلة الخدمة داخل المقصورة التي تصدر من الشركة الأمريكية العالمية وتعكس هاتان الجائزتان مدى الكفاءة والتفوق اللذين أصبحا السمة الرئيسية لخدمات الخطوط السعودية في شتى المجالات داخل المقصورة.

وتوسعت الخطوط السعودية في إصدار بطاقات صعود الطائرة لرحلات العودة للحجاج من محطات مغادراتهم في بلادهم قبل موعد السفر بخمسة وأربعين يوما حيث وصلت نسبة الحجاج الحاصلين على هذه البطاقات 80.5% من اجمالي الحجاج خلال الموسم الماضى.

وقامت بربط نظام البحث العالمي عن العفش المفقود بشبكة الانترنت وأصبحت عاشر شركة طيران تستخدم نظام حفظ العفش الالكترونية الذي يتميز بسهولة الاستعمال وسرعة الاستجابة للاستفسار عن حالة العفش المفقود.



ويتيح موقع السعودية على الانترنت المتوفر باللغتين العربية والانجليزية لعملائها فرصة للاطلاع على قدر كبير من المعلومات المعروضة للجمهور فيما يتعلق بجميع الخدمات التي تقدمها السعودية.

كما عملت الخطوط الجوية العربية السعودية على تزويد محطاتها بأحدث الأنظمة الآلية والمعدات الأرضية والتجهيزات الأخرى التي تسهم في تقديم‌أفضل الخدمات للشحن إلى جانب الدراسة المستمرة لأسواق الشحن واستحداث أسعار جيدة بمفاهيم مستقلة تحقق التنافس مع شركات الطيران الأخرى،في ذات الوقت الذي حرصت فيه على التوسع في نقل الخيول العربية الأصيلة من والى المملكة على متن طائرات الشحن.

وقام قطاع الشحن بتشغيل عدد من الرحلات الإضافية للشحن لمقابلة الطلب المتزايد خلال موسم الذروة واستغلال جميع الفراغات المتاحة على هذه الرحلات.

وأسهمت السعودية في خدمة المجتمع السعودي من خلال رعاية وتنظيم مسابقات الفن التشكيلي وتشجيع البراعم الصغار على تنمية مواهبهم الفنية وتحقيق النجاح والتفوق إلى جانب تشجيع السياحة في ربوع المملكة ومصايفها الجميلة وذلك من خلال الاشتراك في اللجنة الوطنية للسياحة الداخلية وزيادة عدد رحلاتها إلى مصايف المملكة.



كما نظمت حملات إعلانية خاصة لمواطني دول الخليج العربي عن مناطق السياحة بالمملكة وترتيب رحلات تعريفية عن هذه المناطق السياحية لشركات السياحة بالخليج مع إصدار كتيبات إرشادية لتلك المناطق.

وانطلاقا من الاعتزاز التام بقدرات المواطن السعودي وجدارته في استيعاب اعقد التقنيات الحديثة التي تتميز بها صناعة النقل الجوى واصلت السعودية تطبيق خططها في مجال السعودة عن طريق البرامج التدريبية المكثفة حيث بلغت نسبة الكوادر الوطنية بها أكثر من 97%.

ولم تقتصر جهود السعودية على تطبيق خطط السعودة في قطاعاتها المختلفة فقط بل حرصت على مساعدة وكالات السفر والسياحة على سعودة وظائفها بتقديم البرامج التدريبية والمساهمة في تخريج دفعات جديدة تساهم في دفع عجلة توطين الوظائف والمساهمة في التنمية والاقتصاد الوطني.

ووقعت الخطوط السعودية في عام 1423هـ مذكرة تفاهم مع إحدى الشركات العالمية لتجهيز طائرات السعودية بخدمة البث الفضائي المباشر وخدمات الانترنت والبريد الالكتروني لتصبح السعودية أول شركة طيران عربية تتيح هذه الخدمات المتميزة على طائراتها وتتوفر على طائرات السعودية 67 قناة مرئية لدرجتي الأولى والأفق و 35 قناة مرئية لدرجة الضيافة تحتوى على 90 اختيار تشمل جميع البرامج والمواد الدينية والثقافية والترفيهية.

ولا تزال الثقة بتواصل نجاح السعودية غير محدودة والإصرار على مواجهة التحدي لا يرتكز إلى منجزات تحققت بل يتعدى ذلك إلى مزيد من العمل والجهد رغم تزايد التحديات والمنافسة وتلاحق المتغيرات في صناعة النقل الجوى.