المنامة، هند كرم (واس) تقرير وكالة الأنباء البحرينية ضمن النشرة الثقافية لاتحاد وكالات الأنباء العربية "فانا" ليس من شيء يزهر كما تفعل الثقافة، وفي مملكة البحرين مواسم ثقافية يانعة تقام طوال العام، بين مهرجانات، وفعاليات، ومبادرات، ومشاركات تتفاعل بشكل حي مع كل ما يزهر وينبض إبداعاً في كل بقعة من بقاع العالم.


03 ذو القعدة 1445هـ 11 مايو 2024م

وواصل الموروث الثقافي البحريني في العام 2024 طريقه نحو العالمية بخصوصية إنسانية متميزة؛ كحبات الدانة بين لآلئ البحرين الفاخرة الثمينة والنادرة، حيث حقق "متحف اللؤلؤ بمجلس سيادي" لقباً عالمياً أبريل الماضي، بصفته أفضل متحف جديد اختارته مجلة "مونوكل العالمية" ضمن أفضل 50 تصميماً، وعملاً إبداعياً عالمياً، في مجالات البناء والعمارة والترميم والإنتاج للعام 2024.

وحصد "متحف اللؤلؤ بمجلس سيادي" هذا الإنجاز المعماري المهم، في النسخة الرابعة من جوائز المجلة التي تحتفي بأفضل الأعمال الإبداعية على مستوى دول العالم، وهو يقع ضمن "مسار اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة"، بمحافظة المحرّق.

وصرحت هيئة البحرين للثقافة والآثار بأن تتويج "متحف اللؤلؤ" بجائزة مجلة "مونوكل" هو تكريم للجمال العمراني، والقيم الثقافية، التي يمثّلها المتحف وموقعه، كما يعكس التزام الهيئة المستمر بمواصلة الجهود للحفاظ على تاريخ، وتراث، وثقافة البحرين، وتعزيز مكانتها؛ بصفتها مركزاً رائداً في مجال الحفظ والترميم الأثري والتنمية المستدامة.



وتناولت المجلة "متحف اللؤلؤ والمجلس السيادي" عبر مقال تطرق إلى ملامح وتفاصيل مشروع الترميم، والتصميم المعماري، وتنفيذه، وشرح للتوجه التصميمي للمتحف، الذي جعل منه أيقونة متوازنة ما بين التراث والحداثة؛ وهو ما يعد طريقة مثالية من أجل تعريف الزوار على أحد أشهر جوانب التراث الثقافي للبحرين.

ويحتوي "متحف اللؤلؤ"، على بعض من أقدم اللآلئ المثقوبة في البحرين، ومعرض للآلئ من حقبتَي (دلمون وتايلوس) من مجموعة متحف البحرين الوطني، كما يحتوي على مختارات من مجوهرات، ولآلئ شهيرة.

ويعد "مجلس سيادي" نموذجًا مميزًا وجميلًا للعمارة البحرينية بزخارفه الجميلة المنقوشة على الجص، ويتكون من أربعة طوابق، تم تشييده عام 1859، حيث يعد أحد أقدم المباني الحجرية في مدينة المحرّق، ومثالاً فريداً لمجالس تجار اللؤلؤ التي كان يتم فيها استقبال التجار من أقصى البلاد آنذاك مثل الهند وأوروبا.

ومن المعروف أن "مسار اللّؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة"، تم إدراجه على قائمة اليونسكو للتراث العالمي الإنساني عام 2012، ضمن ثلاثة مواقع تراثية بحرينية مدرجة على القائمة العالمية للتراث، إلى جانب قلعة البحرين، ومقابر تلال "عالي" الأثرية.



ويعد موقع التراث العالمي “مسار اللؤلؤ: شاهداً على اقتصاد جزيرة” بالإرث الفريد لعصر صيد اللؤلؤ في البحرين، من خلال العمارة والتراث الحضري لمدينة المحرق القديمة، فضلاً عن ثلاثة من مصائد اللؤلؤ “الهيرات” الموجودة في المياه الإقليمية الشمالية للبحرين.

ويشكل مشروع "مسار طريق اللؤلؤ"، أكبر متحف مفتوح في منطقة الخليج العربي، ويتجاوز بفكرته ومضمونه؛ فكرة المتحف التراثي الواحد، وهو سلسلة من المباني التراثية والتاريخية المرشحة ليصل عددها إلى 15، وتشمل (3) مصائد لؤلؤ شاسعة تقع في المياه الإقليمية الشمالية التابعة لمملكة البحرين، وخطاً ساحلياً واحداً بأقصى جنوب جزيرة المحرق، و(9) مجمعات عمرانية تاريخية تتضمن 17 معماراً إنسانياً فريداً، وتتوزع جميعها ضمن النسيج الحضري العريق لمدينة المحرق، إضافة إلى سلسلة من المباني والمواقع والساحات العامة والخدمات للزوار والسياح.

ويعد المسار تجسيداً لإرث البحرين العريق؛ كونه شاهداً على التراث الثقافي لاقتصاد اللؤلؤ من خلال الإضاءة على مصائد اللؤلؤ في جزيرة المحرق؛ التي اعتُبِرَت على مدى قرون، عاصمةً اللؤلؤ في منطقة الخليج العربيّ وليس البحرين فحسب، وذلك كونها أكثر المدن ازدهارًا واتّصالاً بهذا الاقتصاد العريق.

لا عجب إذاً أن ينبهر العالم بهذا الموروث الثقافي والاقتصادي العريق الذي قدم البحرين وعرّفها بأنها "دانة الخليج"، والدانة هي حبة اللؤلؤ الكبيرة المثالية الاستدارة- حيث شكلت لآلئ البحرين المعروفة بجمالها وصفائها أساس اقتصاد المملكة لقرون عديدة قبل اكتشاف النفط مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي، وأسرت الكنوز المستخرجة من بحارها الخيرة، انتباه وإعجاب الشعوب والزوار من مختلف بقاع العالم.

إعداد: هند كرم