حدائق معلقة قلب المدن
تعامد زراعة النبات
الحياة بسيطة ،، والأفكار ،، دائماً ليس لها نهاية ،، وتبسيط فكرة كي يسهل إحتواء معانيها ،، نشاط ممكن تنفيذه إلى واقع طموح. صحيح ان الأفكار عند المرأ لا تتوقف ،، ولكن ،، فكرة واحدة تكفي أن تستحق العناء من أجل اقناع الأطراف الأخرى لتبنيها.
فكرة تعامد زراعة النبات طورها استاذ أمريكي تكمن في نقل الحدائق والحقول إلى داخل المباني العالية وناطحات السحاب - رغم أنه ما يزال مشروع حبرا على ورق - إلا أن فكرته قد تساهم في مكافحة الجوع.
تصميم مفترض للمزارع العمودية في إحدى البنايات العالية
يوجد مشاريع بناء كثيرة حولنا لا تثير إعجابنا فقط ،، بل نجدها تُسهم في اطلاق العنان للتمعن والخيال، مباني شفافة ،، عديمة الزوايا ،، شبه اسطوانية ،، متطاوية الاضلاع ،، تم تصميم مباني كثيرة ،، لا يمكن رؤيتها إلى في شاشات الحواسب فقط .
مشروع التعامد النباتي فكرة جاء بها عالم الأحياء الدقيقة الأستاذ الأمريكي ديكسون ديسبومير. تظهر تصميمات مشروعه الألكترونية ،، لا يزال مجرد فكرة ،، على شاشات الحواسب ،، هو شيء من ناطحات سحاب وسط شوارع مدن كبيرة ،، برز من وراء شفافية شبابيكها لون خضرة حقول زراعية داخل صفائح زجاجها ،، مزروعت فواكه وخضروات وحبوب ،، ليست للزينة فقط.
فكرة ولّدها هذا البروفيسور في جامعة يُدرِس فيها في نيويورك ،، طلب من طلابه حصر مساحات سطوح المباني في قلب مانهاتن ،، ومدى امكانية تحويلها إلى حقول زراعية ،، نتيجة أبحاث الطلاب لتولد جاءت صدمة لدى هذا الأستاذ والباحث البيولوجي ،، أظهرت أن إجمالي مساحات مباني حي مانهاتن لا يتجاوز 8 هكتارات ،، ما يعني ان المساحة لا تغطي سوى 2 بالمائة من احتياجات سكان الحي من المنتجات الزراعية ،، هذا لو زُرِعت ،، ومن أجل أن لا يصاب طلابه بأي إحباط ،، عمد إلى طرح فكرة جديدة للبحث تحوم حول سؤال مفاده :
"لماذا لا نوزع المساحات المطلوبة للزراعة على طوابق المباني؟"فهل يا تُرى - بداية مشروع زراعي بديل في المناطق الأقل خصوبة ؟
فكرة أخرى من بنات افكار الأستاذ لتوفير المكان في حقل عمودي
يطرح الأستاذ تفاصيل دقيقة لمشروع المزارع العمودية، بحيث يقول: "النباتات المزروعة في الحقول المفترضة تنمو وفق نظام المياه المقننة، أما الأرضية فتتمثل في كرات ترابية صغيرة". ويضيف: "وفيما يخص أشعة الشمس فإن واجهات المباني من شأنها أن تبنى بشكل يسهل امتصاص أكبر كمية ممكنة من أشعة الشمس أو من مواد عضوية تمتص الشعاع وتحتفظ به لمدة طويلة". ويوضح ديسبومير أن حتى نظام التكييف في المباني سيتم وفق أعلى درجات توفير الطاقة من خلال النباتات نفسها التي تنظم درجات الحرارة تلقائيا. ويشير البروفسور الأمريكي إلى أن نظام التكييف، الذي يتحدث عنه، "معمول به حاليا في مزارع البيوت الزجاجية في صحراء أريزونا". ويتابع شرحه للمشروع بالقول: "عندما يتساقط الماء على أوراق النباتات ويتبخر في الجو فإن ذلك يؤدي إلى خفض درجات حرارة الجو من 40 درجة مئوية إلى 30 درجة". ويؤكد ديسبومير أنه من الصعب أن تصاب النباتات في مزارعه بأي مرض، قائلا: "إن نظام التهوية لمزارعه العمودية الزجاجية لا يسمح بنقل الهواء من خارج المبنى إلا عبر قنوات تعمل وفق نظام الضغط المتفاوت بين الداخل والخارج، وهو أمر يمنع مرور حاملات ومسببات الأمراض إلى النباتات".
مزارع في بيوت زجاجية من عدة طوابق
البيوت الزجاجية العمودية من شأنها أن توفر الكثير من المساحات الزراعية
يطمح الأستاذ من خلال أبحاثه إلى الوصول إلى هدف آخر يتمثل في تقليص المساحات المستغلة زراعيا.
[info]"لا يوجد اليوم وفي كل العالم بيتا زجاجيا للزراعة يتكون من عدة طوابق"،، "والسبب أن البيوت الزراعية الزجاجية تبنى على أرض رخيصة الثمن"،، "يوجد مناطق قليلة في العالم يمكن زراعتها دون مشاكل، فأوروبا وأمريكا مشهورة بجودة التربة، خلاف دول مثل البرازيل والهند، حيث طبقة تربتها الصالحة للزراعة خفيفة ومعرضة لجرف سيول الأمطار ،، مما يفقد الطبيعة عنصر أساسي".الأستاذ الأمريكي ديكسون ديسبومير[/info]
الواقع، العديد من البيوت بدأت بتنفيذ هذه الفكرة في إطار صغير، مثل التي تزرع في نوافذ البيوت، حيث يتم زراعة الكثير من النباتات المنزلية وأنواع من الفواكه والخضروات.
إذا كانت تكاليف الزراعة في نوافذ المنزل لا تتخطى عشرات الدولارات ،، فإن هذا الاستاذ يقدر تكاليف مشروع الحقول الزجاجية العمودية بحوالي 20 مليون دولار.
[info]"خطط المشروع جاهزة على الورق، وعلينا إلا أن نبحث عن تمويل لتنفيذه ولنرى عما إذا كان المشروع ناجعا أم لا". الأستاذ الأمريكي ديكسون ديسبومير[/info]
الفكرة ليس لها علاقة بمسألة توفير المال للمشروع ،، ولا لجعله قابلا للتحقيق ،، بقدر الحماس الذي يبديه هذا الأستاذ من أجل محو كل الشكوك حول تحقيق فكرة إمكانية بناء تعامد زراعة النبات في المستقبل.
الكاتب: فيليب ارتيلت
التصرف محمد بن سعد درة المجالس
مواقع النشر