عادات رمضانية
الكاتب/ ماجد بن محمد الجهني
لجينيات
لفت نظري عندما مررت بإحدى المراكز التجارية الكبرى المتخصصة ببيع المواد الغذائية تلك البضائع التي لا تكاد أن ترى أعلاها – جبال شاهقات – من المشروبات والمأكولات وما لذ وطاب وحين اقتربت أكثر سكن تعجبي وكما يقال _ إذا عُرف السبب بطل العجب – إنها مأكولات ومشروبات خاصة بسفرة الإفطار الرمضانية ، فهذا موسم لا خسارة فيه كما يقول الكثير من التجار ، فأغلب الأسر تُقبل على هذه المتاجر قبل شهر رمضان وتؤمن ما يكفيها وأفراد أسرتها طوال هذا الشهر الكريم ، والبعض يحملون ما يكفيهم لشهر رمضان وشوال وذي القعدة وذي الحجة .
في هذا الشهر الكريم يستعد ويستنفر ويتأهب الجميع , استعدادا لموسم الخير والبركة والرحمة والمغفرة ، الأفراد والمجتمعات وأصحاب الأسواق والمراكز التجارية ، حتى المحلات الصغيرة تنتظر هذا الموسم بفارغ الصبر ، أما القنوات الفضائية فحدث ولا حرج فشعارهم ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم ).
إن التزاحم على الأسواق في هذا الشهر الكريم وقبله بأيام عادة منتشرة في جميع الدول العربية والإسلامية بلا استثناء مع التفاوت النسبي في حجم العرض والطلب ، ويُصنفها البعض من العادات الرمضانية السيئة وفي المقابل نجد أن هناك من يخالف ويراها حسنة فمن هو المخطئ ومن المصيب ؟
إذا قلنا بأن العادة سيئة فقد أخطأنا..!! وإذا قلنا أنها حسنة فقد أخطأنا أيضاً..!!
إن الإجابة على هذا السؤال بالإنكار أو التأييد لا يكون على إطلاقه ، فالمسألة تحتاج إلي تفصيل ، كما أن المتسوقون يختلفون . فنضرب لذلك مثالً ، هناك صنف من الناس حريصون على أوقاتهم في رمضان فهم يشترون كل ما يلزمهم لذلك الشهر ليتفرغوا ويستجيبوا لنداء المنادي : " يا باغي الخير أقبل " فإن كانت النية في التسوق من أجل التفرغ للعبادة فهذه من العادات الحسنة في رمضان ومن التخطيط الجيد والذي يُؤجر عليه صاحبه .
أما إذا كانت المسألة لا تتعدى محيط المعدة والعادة وإنما ( وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ) وعلى قول المثل " مع الخيل يا شقراء " فهذه من العادات السيئة ، ومع الأسف فإن أغلب المتسوقين لا يعلمون ما الهدف من شراء كل تلك الحاجيات قبل الشهر أو في أوله ، وليس لهم هدف من ذلك إلا أنهم تعودوا على هذا ، ولذلك تجد الإسراف والتبذير يكثر في هذا الشهر دون غيره ، أما إذا حدد الإنسان هدفه من التسوق حينها يستطيع تحديد احتياجاته من السوق ومقدارها أما ملأ العربات والثلاجات ومن ثم البطون هكذا !! فهذه خسارة وإسراف في المال تتبعها خسارة في الصحة نتيجة للإسراف في الأكل ، يتبعها خسارة وتقصير في الدين نتيجة لثقل الإنسان على العبادة ، فلا حافظ على صحته ولا حرص على ما ينفعه.
اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه إيماناً واحتسابا يا رب العالمين
مواقع النشر