بون -نينا فيركهويسر (DW) : ستبت الحكومة الألمانية في قانون الاندماج الجديد في جلسة مغلقة هذا الأسبوع في برلين. وتتوقع ألمانيا استقبال مئات الآلاف من اللاجئين سنويا، وستكلف عملية اندماجهم مبالغ طائلة. تعرف بالأرقام على الميزانيات المخصصة للاجئين.



ما هي تكاليف اللاجئين التي تتوقعها الحكومة الألمانية ؟
كشفت تقارير إعلامية أن وزارة المالية الألمانية تخطط لإعداد ميزانية عامة ستبلغ حوالي 93.6 مليار يورو إلى غاية 2020. جزء هام من هذه الميزانية سيخصص لتمويل نفقات إيواء وإدماج اللاجئين. لكن هناك أيضا تكاليف لمكافحة أسباب اللجوء في مناطق الأزمات.

كم ستبلغ أعداد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا؟
600 ألف لاجئ سيأتون إلى ألمانيا هذا العام حسب تقديرات وزارة المالية. ومن المنتظر أن ينخفض العدد إلى 400 ألف في العام القادم. وفي الأعوام التالية سيكون عدد اللاجئين 300 ألف شخص في العام.

في العام الماضي تم تسجيل أكثر من مليون لاجئ في نظام "إيزي" الفيدرالي لتسجيل اللاجئين، وقدم حوالي 477 ألف منهم طلبات لجوء.

ما هي الخدمات التي يحصل عليها طالبو اللجوء؟
ينص قانون اللجوء الألماني على ضرورة حصول كل طالب لجوء على ضروريات الحياة اليومية. أي أشياء من قبيل المواد الغذائية واللباس والأدوية والأجهزة الالكترونية للبيت. يحصل كل طالب لجوء في مراكز استقبال اللاجئين الأولية على مصروف جيب قدره 135 يورو في الشهر. كما تقدم الدولة في بعض الحالات خدمات أخرى.

ترتفع المساعدة المالية لتصل إلى 354 يورو بعد مغادرة طالب اللجوء مركز استقبال اللاجئين الأولي. وتتكفل الدولة بدفع إيجار البيت ومصاريف أخرى.


تعلم اللغة الألمانية شرط أساسي لإندماج اللاجئين والحصول على فرص دراسة وعمل

لا اندماج بدون معرفةٍ للغة الألمانية
يحق لطالبي اللجوء منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي الالتحاق بدورات خاصة في الاندماج ممولة من الحكومة الألمانية. هذه الدورات تتضمن دروسا في اللغة الألمانية (600 ساعة) ودروسا توجيهية (60 ساعة). في نهاية الدورة التعليمية يفترض، في الحالة المثالية، أن يتمكن المشاركون من الحديث باللغة الألمانية بقدر يمكنهم من دخول سوق العمل. بيد أن هناك أماكن عديدة في ألمانيا يزيد فيها عدد اللاجئين المهتمين بالمشاركة في تلك الدورات عن عدد الأماكن الموجودة بها.

نفقات باهظة للمدن والبلديات
يتقاسم كل من الحكومة الألمانية والولايات نفقات اللاجئين. تقوم الولايات بتوزيع المال على المدن والبلديات. وتقوم هذه الأخيرة بتحمل تكاليف مراكز الاستقبال الأولية للاجئين ودورات الاستقبال في المدارس ومصاريف العناية باللاجئين القاصرين. وهذا ما أثقل كاهل ميزانية العديد من البلديات.

تقاسم الأعباء بين الحكومة والولايات
أبلغت الحكومة الألمانية الولايات في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي أنها ستساهم بمبلغ 670 يورو عن كل لاجئ للمساعدة في تغطية تكاليف اللاجئين. وتقدم الحكومة هذه المساعدات طالما ينطبق على اللاجئ قانون طالبي اللجوء. بيد أن هذه المساعدات غير كافية على المدى البعيد، حسب ما ظهر بعد ذلك.


عائدلات الضرائب ستصل لغاية 2020 حوالي 42.2 مليار يورو حسب وزير المالية فولفغانغ شويبله

الولايات بحاجة إلى أموال أكثر
مبلغ 670 يورو، الذي تقدمه الحكومة الألمانية للولايات لا يغطي سوى 20 بالمائة من المصاريف التي تنفقها الولايات على كل لاجئ. لهذا تطالب الولايات والبلديات الحكومة الألمانية بتقاسم الأعباء معها مناصفة، وهو مطلب مشروع. إلا أن الحسم في هذه المسألة سيتم خلال مؤتمر يجمع الحكومة الألمانية برؤساء الولايات في آخر شهر أيار/مايو الجاري.

المدن الكبرى مثقلة الكاهل
يفضل العديد من اللاجئين النزوح إلى التكتلات الحضرية كثيفة السكان وإلى المدن الكبرى، للالتحاق بأقارب لهم يعيشون هناك. كما أنهم يعتقدون أن فرص العمل أفضل في المدن الكبرى. العاصمة الألمانية برلين مثلا، والتي وصلت إلى أقصى حدودها المالية، تتوقع أن تصل نفقات اللاجئين هذا العام إلى 900 مليون يورو. لكن مجلس شيوخ بالمدينة خصص ميزانية 600 مليون يورو فقط. وتأمل برلين في تغطية المبلغ المتبقي عبر مساعدات مالية من الحكومة الألمانية.

هل ستضطر ألمانيا للتداين؟
لا، هذا من غير الوارد، لأن ما تحصل عليه الدولة من الضرائب يرتفع وبذلك ستتمكن ألمانيا من تغطية كل أعباء اللاجئين. وستبلغ قيمة العائدات الزائدة من الضرائب حتى عام 2020 مبلغ 42.2 مليار يورو حسب تقديرات وزارة المالية التي قدمت بداية شهر أيار/مايو. وهكذا لن تضطر ألمانيا للتداين هذا العام والعام القادم أيضا. إنجاز يفتخر به وزير المالية فولفغانغ شويبله، سيما وأنه يجنب ألمانيا الوقوع في الدين منذ عام 2014. شويبله يرغب بمواصلة هذه السياسة، لكن هذا لا يعني تخفيض الضرائب على المواطنين، لأن هذه الأموال ستنفق على اللاجئين.