غزة/القدس - من نضال المغربي و مايان لوبل (رويترز) - تراجعت كثافة العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة يوم الاثنين تزامنا مع انحسار كبير للقصف الصاروخي من قطاع غزة وسط دعوات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة لإبرام اتفاق هدنة قابل للاستمرار.



وفي الوقت الذي تصاعد فيه الضغط الدولي لانهاء الصراع العسكري الذي استمر 21 يوما وقتل خلاله أكثر من الف شخص قال مسؤول اسرائيلي إن الجيش سيرد فقط على الهجمات مضيفا أن هذا التدبر سيتبع لفترة "غير محددة".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال موتي ألموز لراديو اسرائيل "تسري الآن هدنة غير محدودة الاجل. إن جيش الدفاع الإسرائيلي يحق له الهجوم بعد أي إطلاق للنار في حال حصوله."

وقالت حماس يوم الاحد إنها توافق على هدنة لأربع وعشرين ساعة فقط للاحتفال بعيد الفطر اليوم الاثنين وما لبث الهدوء ان ساد قطاع غزة بعد ساعات على هذا الاعلان.

غير أن الهدنة بدت هشة وسط توتر دبلوماسي بين إسرائيل والولايات المتحدة راعيتها الدولية الرئيسية.

وتعالى صوت صفارات الانذار من الصواريخ القادمة من غزة في بعض التجمعات السكنية الإسرائيلية الواقعة قرب الحدود مع القطاع.

واستمرت القوات الاسرائيلية في رصد وتدمير الانفاق العابرة للحدود التي يستخدمها المقاتلون في غزة ولم يتضح ما اذا كان مقاتلو حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع سيوافقون على وقف مطول للأعمال العسكرية.



وقال الجيش الاسرائيلي إن صاروخا واحدا أطلق من غزة على مدينة عسقلان الاسرائيلية في الساعات التسع الاولى من يوم الاثنين.

وأضاف الجيش أنه استهدف قاذفتي صواريخ وموقعا لتصنيع الأسلحة في شمال ووسط القطاع.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن طفلا في السابعة من عمره قتل في إحدى الهجمات.

وقال الجناح المسلح لحركة حماس إنه قتل جنديين إسرائيليين في شمال القطاع. في حين قالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي إن جنديا جرح فقط ونفت علمها بوقوع أي وفيات.

وقال عدد من سكان غزة إنهم تلقوا يوم الاثنين رسائل مسجلة باللغة العربية على هواتفهم تخاطب حماس بالقول إنه اذا ما زالت الحركة حية عليها أن تعلم أن الجيش الاسرائيلي سيرد بعنف اذا ما استأنفت هجماتها.

كما ألقت الطائرات الاسرائيلية منشورات على غزة تورد أسماء العشرات من المسلحين من حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي قال الجيش الاسرائيلي إنهم قتلوا منذ بدء العملية العسكرية.



وذكرت المنشورات أن هذه اللائحة تشكل جزءا فقط ممن اعتقدوا إنه بوسعهم مواجهة بأس قوات الدفاع الاسرائيلية.

وأرفق المنشور بخريطة تدل على موقع دفن هؤلاء المقاتلين.

وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الأحد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اتصال هاتفي على وقف إطلاق النار دون شروط في الوقت الذي وافق فيه مجلس الامن التابع للامم المتحدة على بيان دعا الطرفين إلى تطبيق هدنة انسانية تمتد إلى ما بعد العيد.

واجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر حتى الساعات الأولى من صباح الإثنين لمناقشة مقترحات من بينها تصعيد هجوم غزة الذي تقول اسرائيل انه ضروري لوقف الهجمات الصاروخية من حماس وتدمير شبكة انفاقها.



وقال مسؤولون في قطاع غزة إن الهجمات الجوية والبحرية والبرية الاسرائيلية قتلت نحو 1036 فلسطينيا معظمهم مدنيون وبينهم الكثير من الاطفال.

في حين ذكرت اسرائيل ان 43 من جنودها قتلوا خلال العمليات العسكرية بالاضافة إلى ثلاثة مدنيين قتلوا جراء اطلاق الصواريخ وقذائف المورتر من غزة.

وتصاعدت التوترات بين الحكومة الاسرائيلية وواشنطن بسبب وساطة الولايات المتحدة لإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو ثلاثة أسابيع مضيفة فصلا جديدا إلى العلاقات المتوترة بين نتنياهو وأوباما.

وزار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المنطقة الأسبوع الماضي في محاولة لوقف نزيف الدم وسهلت مصر وتركيا وقطر والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يدعمه الغرب إتصالاته مع حماس التي تقاطعها واشنطن رسميا.



وتريد إسرائيل أن تأخذ مصر زمام المبادرة في كبح جماح الاسلاميين الفلسطينيين. وهي تشعر بقلق من الدوحة وأنقرة اللتين تدافعان عن مطالب حماس برفع الحصار عن قطاع غزة.

وشكك مسؤول أمريكي كبير في سيل من التسريبات الصحفية لمسؤولين إسرائيليين يدينون مسودة إتفاقية منسوبة لكيري لتبنيها مطالب حماس بشكل كبير. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته للصحفيين إن جهود كيري أسيء تفسيرها.

وربط أوباما على ما يبدو مطلب اسرائيل الأساسي بتجريد حماس من الصواريخ التي تعبر الحدود والأنفاق باتفاقية سلام مع الفلسطينيين ليس لها مكان في الأفق الدبلوماسي.

وقال البيت الأبيض "الرئيس شدد على وجهة النظر الأمريكية بأن اي حل دائم في نهاية الأمر للصراع الإسرائيلي الفلسطيني لابد وأن يضمن نزع سلاح الجماعات الإرهابية ونزع سلاح غزة."

وأضاف أنه على الرغم من أن أوباما يريد التوصل لهدنة على أساس إتفاقية مصرية أنهت حرب غزة الماضية في نوفمبر تشرين الثاني 2012 فإن الولايات المتحدة تدعم أيضا "التنسيق الإقليم والدولي لوقف العمليات القتالية."



وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية لقناة الجزيرة الفضائية إن اسرائيل لم تحترم الاتفاقية التي أبرمت عام 2012 وأشار إلى أن الوقت قد حان لرفع الحصار عن غزة.

وقال إن مطالب الفلسطينيين عادلة وهي تمثل الحد الأدنى لحياة كريمة.

وأضاف أنه أوشك مع كيري على تحقيق نتائج ملموسة وسط تعاط إيجابي من حماس غير أن الطرف الذي رفض اقتراح كيري كان اسرائيل.

وفي تصريحات أدلى بها في وقت سابق الأحد بدا نتنياهو مستعدا لتخفيف أوضاع الفلسطينيين في قطاع غزة ولكنه قال إن ذلك لابد وأن يكون "مصحوبا" بنزع سلاح حماس.

وقال لشبكة (سي.إن.إن) "أعتقد أنه لا يمكن الحصول على انعاش إجتماعي واقتصادي لسكان غزة دون ضمان نزع السلاح."

وتقول إسرائيل إن الفلسطينيين فقدوا نصف صواريخهم خلال القتال وهو تقييم شككت فيه حماس وإن مهندسي الجيش عثروا على عدد كبير من الأنفاق ودمروها. وتقول إسرائيل إن هذه العملية ستستمر في ظل أي هدنة قصيرة الأجل.



واظهر استطلاع للرأي أذاعته القناة العاشرة بالتلفزيون الاسرائيلي أن نحو 87 في المئة من المشاركين يريدون أن تواصل اسرائيل العملية العسكرية لحين الإطاحة بحماس. ووجد استطلاع آخر نشر في صحيفة جيروزالم بوست إن 86.5 في المئة من الأغلبية اليهودية في إسرائيل يعارضون الدعوة لهدنة في الوقت الذي يستمر فيه إطلاق الصواريخ وتحتفظ فيه غزة بأي أنفاق عبر الحدود.

وأسفرت حرب امتدت ثلاثة أسابيع عامي 2008-2009 بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة إلى مقتل 1400 فلسطيني و13 اسرائيليا وانتهت بإعلان إسرائيل وقفا لإطلاق النار من جانب واحد وافقت عليه حماس في النهاية.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة إن 167269 نازحا فلسطينيا لجأوا إلى مدارسها ومبانيها بعد دعوات إسرائيل المتكررة للمدنيين باخلاء أحياء كاملة قبل العمليات العسكرية.