جدة - محمد العواجي (واس) : يتصدر مشروع تطوير الكورنيش الشمالي مشروعات تطوير الواجهة البحرية بمحافظة جدة حيث منحت المساحة الهائلة والتصميم المبدع لها صبغة الرقي في الابتكار والتنفيذ حتى بات نموذجاً يحاكي أرقى الواجهات البحرية في العالم ومثالاً حضارياً في الجمال الإنشائي والبنية التحتية المتكاملة مما يشكل إضافة مهمة ولمسة جمالية جاذبة لشواطئ جدة.



ورصدت "واس" خلال جولتها في المشروع مراحله التي قسمت لست مراحل، إذ تم الانتهاء من المراحل الثلاث الأولى التي تم تنفيذها ابتداء من حرس الحدود جنوباً وحتى دوار النورس شمالاً، ثم تأتي المرحلتان الرابعة والخامسة اللتان يتم تنفيذهما حالياً، لتتبقى المرحلة السادسة التي سيتم تنفيذها مستقبلاً، وتمتد من شارع جبير بن الحارث وحتى مسجد الرحمة شمالاً، لتصل نسبة الإنجاز في هذا المشروع لـ 80%.

وأفاد معالي أمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد أبو راس في تصريح لـ "واس" أن تنفيذ المشروع يجري تنفيذه وفق أعلى المعايير العالمية ليسهم في زيادة مساحة الساحات العامة ويشكل عامل جذب سياحي لمحافظة جدة الذي تبلغ مساحته الإجمالية 700 ألف متر مربع ويحتضن مسطحات خضراء بمساحة تقدر بـ 275 ألف متر مربع، مشيراً إلى أن خطط المشروع الذي تصل تكلفته إلى 800 مليون ريال تعمل وفق الخطط المعمول بها، حيث يعتبر ضمن منظومة مشاريع الأمانة لتطوير الواجهات البحرية حيث شهدت محافظة جدة خلال السنوات القليلة الماضية تطوير الكورنيش الجنوبي ومتنزه وشاطئ ذهبان وذلك في إطار سعي الأمانة للاستفادة من مقومات هذه الواجهات البحرية المتوافرة وتطويرها بما يحقق رفاهية المواطنين والمقيمين والزوار.



وقال معاليه: تشمل أعمال البنية التحتية للمشروع شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار وشبكة وخزانات ري ومياه شرب وكهرباء واتصالات إضافة لممشى بحري بطول 4634 متراً و3 شواطئ للسباحة يقدر إجمالي مساحتها بـ 50 ألف متر مربع مشتملين على حاجز حماية وأعمال التغذية بالرمال مع وجود شبكة حماية من سمك القرش حيث تشتمل منطقة الشاطئ على مبانٍ للمرشحات بالإضافة إلى أبراج للمراقبة.

وأشار إلى أن المشروع يستوعب بعد اكتماله 120 ألف نسمة، حيث يشمل 17 منطقة بلازا و14 نافورة، و 5 أبراج مراقبة للشواطئ، و 5 ماني مرشحات لخدمة مرتادي مناطق السباحة إضافة إلى التاكسي البحري من خلال إنشاء "مارين" مخصص للقوارب وملاعب ومجسمات جمالية وجسر مشاة حديدي معلق يربط بين الكورنيش وشارع الأمير فيصل بن فهد والذي يعد أطول جسر مشاة في المملكة بطول 650 متراً، ويحتوي على إنارة أرضية و 3 منحدرات للصعود لاستخدام المشاة وذوي الاحتياجات الخاصة وسلمين للطوارئ.



وألمح معاليه إلى أن المشروع يحوي رصيفاً بحرياً لصيد الأسماك بطول 125 متراً داخل البحر وغرفة اتصالات وتحكم تخدم كافة مراحل تطوير الكورنيش، وأماكن ترفيهية تناسب كافة الأعمار والعاب تعليمية للأطفال بجوار الألعاب التقليدية إلى جانب منطقة خاصة بالمطاعم والعربات المتنقلة وأماكن للجلوس والتي تم تصميمها على هيئة "الجلد" في شكلها الخارجي، كما سيتم إنارة أعمدة المشروع بالكامل بإضاءات الـ LED توفيراً لاستهلاك الكهرباء.

وأضاف معاليه أن ما يميز مشروع تطوير الكورنيش الشمالي بمحافظة جدة وجود 12 نافورة منها 4 نوافير تفاعلية و 8 نوافير عادية وحديقة ألعاب مائية مشيراً إلى أن مسافة الطرق بالمشروع تصل لحوالي 9,4 كيلو متر، ويتضمن المشروع مواقف للسيارات تستوعب 1600 سيارة فضلاً عن نظام التحكم والمراقبة والإنذار وشبكة مراقبة بالكاميرات لكافة مسطح المشروع بعدد 96 كاميرا ودورات مياه يصل عددها لحوالي 100 دورة مياه عامة روعي فيها الوصول الشامل منها 20 دورة مياه ذكية مدفوعة الأجر.



ولفت النظر إلى أنه روعي في تنفيذ المشروع إنشاء ساحات للتنزه يصل عددها إلى 17 ساحة موزعة على المشروع بإجمالي 247 ألف متر مربع وتستوعب 54 ألف شخص، وبها أماكن للجلوس ومساحات للاستثمار وأماكن مخصصة للصلاة ومظلات ومناطق ألعاب للأطفال بمسطح 8 آلاف متر مربع من ضمن الساحات الرئيسية وتعد أكبر ساحة تنزه مفتوحة على شواطئ جدة بمساحة 53 ألف متر مربع لافتاً إلى أن المشروع يضم 12 مجسماً جمالياً لفنانين سعوديين و25 "كشكاً" بتصميمات موحدة وبعيدة عن البحر بحوالي 15 متر حتى لا تحجب الرؤية عن الزائرين إضافة لتميز المشروع بوجود حواجز حديدية تطل على البحر مباشرة بارتفاع 120 سنتمترًا.

وأردف معاليه قائلاً: تتضمن الأعمال الإنشائية لمشروع الكورنيش الشمالي وجود الجدار البحري بطول 4580 مترًا طوليًا، منشأ على كامل طول ممشى الكورنيش ويتكون من جدار خرساني أعلى قاعدة خرسانية شريطية، ويوجد حجارة متدرجة الأوزان أسفل القاعدة، والجدار معزول بواسطة مادة تسمى "pvc" غير منفذة تماماً للمياه كما يوجد طبقة من الأحجار أمام الجدار للحماية من البحر.



وواصل معاليه القول: تشمل الأعمال الإنشائية أيضاً رصيف صيد الأسماك والعبارة عن سقالة صيد بطول 125 متر طولي ومتوسط عرض 50 متراً على الواجهة البحرية حيث تم إنشائه على خوازيق خرسانية وسقف خرساني يوجد بها 15 مظلة و6 جلسات مظللة والأرضيات من الخشب الصناعي ومرسى للصيد بمساحة 2450 متر مربع ويصل الطاقة الاستيعابية للمرسى نحو 814 فرد، وإنشاء بنية تحتية تخدم كامل مسطح المشروع مع الربط على شبكات البنية التحتية المنفذة، وتتألف من شبكة تصريف السيول والأمطار بطول 14 كيلو متر من خطوط رئيسية وفرعية ومصبات باتجاه البحر.

وبين أن المشروع زوّد بشبكة صرف صحي للمباني بطول 6 كيلو مترات وشبكة تغذية المياه والحريق بطول 6 كيلو مترات وشبكة الري الرئيسية بطول 7 كيلو مترات وعدد من الوصلات الفرعية ومحابس الحريق وشبكة للكهرباء تتكون من 16 كيلو متر من كابلات الجهد المتوسط و35 كيلومتر من كابلات الجهد المنخفض ونظام مراقبة باكاميرات وكابلات الألياف الضوئية بطول 14 كيلومترات.



ولفت معاليه إلى أن المشروع يمتاز بوجود مرفأ مراكب التنزه والمكون من جزئين شمالي وجنوبي بمساحة 1800 متر مربع وتم إنشائه على خوازيق خرسانية وسقف خرساني والأرضيات من الخشب الصناعي ويحتوي على رصيف عائم يستخدم في صعود ونزول الركاب إلى القوارب مبيناً أن حجم أعمال الطرق بالمشروع تصل إلى 4761 مترا باتجاهين شمالاً وجنوباً بعرض 10 أمتار وتشتمل على 3 حارات لكل اتجاه، وتحتوي على أعمال مواقف للسيارات بمسطح 50 ألف متر مربع تستوعب 1600 سيارة إلى جانب تخصيص مسار للترام بعرض 12 متراً بكامل طول المشروع.

وشدد معاليه على أن المشروع يهدف لربط الواجهة البحرية ككتلة تصميمية واحدة ذات استخدامات متعددة تتخللها الخدمات العامة والخدمات الترفيهية والاجتماعية وتوظيف الثروة الجمالية من الأعمال الفنية والمجسمات الحالية في التصورات المستقبلية والعمل على إعادة تطويرها وتأهيلها وتوفير مناطق ترفيهية واجتماعية لكافة أفراد الأسرة وفئات المجتمع مع الاهتمام برقي المنطقة لتواكب المنطقة كوجهة سياحية.



وزاد معاليه أن المشروع يرمز على توطين مبدأ السلامة والمتعة لمرتادي المنطقة وإيجاد المواقع الآمنة لممارسة الهوايات المختلفة كالصيد ورياضة المشي ومشاهدة البحر مطبقاً مبدأ الدراسات المعتمدة الخاصة بالنقل والمرور لتسهيل الحركة المرورية وانسيابية الحركة وتوفير النقاط اللازمة لحركة المشاة والعدد الكافي لمواقف السيارات وتأكيد الخطوط الفرعية المساعدة لمنطقة الكورنيش مع توفير البنية التحتية للمنطقة من الخدمات الأساسية للكهرباء والماء والصرف الصحي وتصريف الأمطار والسيول.

وقال مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة مكة المكرمة محمد بن عبد الله العمري: عندما أتحدث عن تطوير الكورنيش فلابد أن أتطرق إلى موضوع مهم يرتبط بتاريخ ومميزات جدة، فجدة هي الوجهة السياحية الأولى على مستوى المملكة وبالتالي لابد أن تكون جميع مشاريع البنية التحتية والفوقية تتناغم واحتياجات المواطن من جهة والزائر من جهة أخرى.



وأضاف أن ما حدث نحو خطة تطوير الكورنيش هو في الواقع نقلة نوعية عن ما كان عليه الوضع السابق، فا لمرحلة الحالية لتطوير الكورنيش بلا شك سيكون لها تأثيرات اجتماعية وترفيهية واستثمارية وسياحية، بل وتفتح مجالات جديدة لأنواع متجددة من الممارسات مثل رياضة المشي وركوب الدراجات وكذلك تدعم الجانب الاستثماري على الجزء الشرقي من الكورنيش إضافة إلى الدور الاجتماعي والنفسي والبيئي الذي سيلمسه كل من يزور الكورنيش.

وأكد على أن كل هذه العوامل ستجعل جدة في مصاف المدن الساحلية المتقدمة من ناحية الاستفادة المثلى من الكورنيش وستزداد جمالاً إلى جمالها ويجعلها في مقدمة المدن الشاطئية المميزة ذات الاستثمار السياحي الكبير وهذا ما تؤكده الخطة الإستراتيجية السياحية لجدة مشيداً في الوقت ذاته بالتناغم والرؤى المشتركة بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأمانة محافظة جدة ليس في هذا المشروع فقط وإنما في مشاريع كثيرة وتعاون متميز على كافة المجالات.

وأشاد في هذا الصدد برائد التنمية وصاحب مبادرات التخطيط المستقبلي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، مهندس الجمال في هذه المحافظة، ومعالي أمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد أبو راس وبكافة العاملين معه على هذا المشروع الرائد.

إعداد : محمد العواجي / تصوير : أحمد بازهير