السلام عليكم
أعلن مجلس صيانة الدستور استعداده لإعادة فرز أصوات الناخبين فى الانتخابات الرئاسية التي جرت الجمعة وذلك اثر تلقيه طعونا من مرشحين للانتخابات الرئاسية الايرانية طالبا بالغاء النتائج، ولكنه رفض طلبا للإصلاحيين بإلغاء نتيجة الانتخابات.
وقال المتحدث باسم المجلس انه "اذا تبين لمجلس صيانة الدستور ان مخالفات ارتكبت مثل شراء اصوات او استخدام بطاقات هوية مزورة فسوف يامر باعادة تعداد الاصوات ".
ويعتبر مجلس صيانة الدستور، الذي يعين أعضاؤه مباشرة أو بشكل غير مباشر من قبل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي ، الجهة المكلفة بالتصديق على نتائج الانتخابات وبحث كل ما يرد من شكاوى في نتائجها.
وكان خامنئي صرح الاثنين أنه أمر الجهاز المشرف على الانتخابات بدراسة شكوى لمرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات مير حسين موسوي، التي طعن فيها بنتائج الانتخابات، وأكد وجود تزوير.
ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي قوله لموسوي خلال لقائهما أنه "صدر أمر لمجلس صيانة الدستور بدراسة الرسالة بدقة". وسيجتمع المجلس اليوم لدراسة الطعن.
ويأتي إعلان المجلس بعد ساعات من نزول مئات الآلاف من أنصار موسوي إلى شوارع طهران امس رغم تحذيرات وزارة الداخلية، وحدوث مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وعناصر من الحرس الثوري اسفرت عن مقتل 7 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين.
من ناحية أخرى، ينظم أنصار الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تظاهرة ظهر الثلاثاء في نفس المكان الذي ستجري فيه مظاهرة لأنصار مرشح الرئاسة المهزوم مير حسين موسوي بفارق ساعتين.
وقالت وكالة الانباء الايرانية (ايرنا) ان تجمعا حاشدا سيجري في ساحة والي عصر للاحتجاج على اعمال الشغب والاضرار التي لحقت بالممتلكات العامة.
وينظم انصار موسوي مظاهرة الثلاثاء في نفس الموقع بعد يوم من خروج مئات الالاف من انصار المعارضة الى الشوارع الاثنين في تعبير عن الغضب العام على اعادة انتخاب الرئيس المثير للجدل احمدي نجاد.
ودعا مير حسين موسوي المرشح المهزوم في الانتخابات الرئاسية الايرانية الى الهدوء خلال التظاهرة التى من المقرر ان ينظمها انصاره في طهران الثلاثاء.
و قال المتحدث باسم موسوي ان موسوي حث أنصاره على عدم حضور تجمع حاشد مزمع في طهران الثلاثاء حفاظا على أرواحهم.
وجاء في بيان لحملة موسوي على موقعها على الانترنت انه "بعد ان علم موسوي ببرنامج المسيرة التي ستجري في ساحة والي عصر الثلاثاء، اعلن انه لن يشارك في اية فعاليات اليوم وطلب من انصاره التصرف بشكل سلمي وان لا يقعوا في فخ اعمال الشغب في الشوارع.
ويخشى المسئولون الإيرانيون من حدوث صدامات بين أنصار المعسكرين وهو ما ينذر بعواقب وخيمة في حالة حدوثها.
على صعيد آخر، منعت ايران الثلاثاء الصحفيين بوسائل اعلام أجنبية من مغادرة مكاتبهم لتغطية احتجاجات في شوارع طهران في أعقاب انتخابات الرئاسة الايرانية المتنازع عليها.
وقالت وزارة الثقافة ان بامكان الصحفيين مواصلة عملهم من مكاتبهم مضيفة أنها تلغي أوراق الاعتماد الصحفية لكل وسائل الاعلام الاجنبية.
وصرح مسؤول بوزارة الثقافة "لا يسمح لاي صحفي تغطية أو تصوير أو التقاط صور في المدينة."
وجاء هذا الاعلان بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات في الشوارع على نتيجة انتخابات الرئاسة الايرانية أفادت تقارير بأن سبعة أشخاص على الاقل قتلوا خلالها.
وكانت حدة الاشتباكات في الشارع الإيراني قد تصاعدت بين أنصار موسوي ، وبين قوات مكافحة الشغب في العاصمة طهران.
وقال التليفزيون الإيراني اليوم الثلاثاء إن 7 أشخاص قد قتلوا واصيب آخرون الاثنين في المصادمات العنيفة بين مؤيدي موسوي والشرطة خلال مظاهرة احتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي فاز بها أحمدي نجاد.
وكان مئات الآلاف من أنصار موسوي خرجوا الاثنين الى شوارع طهران في مظاهرات تعد الأکبر منذ الثورة الإيرانية عام 1979، متحدين تحذيرات وزارة الداخلية، التي هددت بوقفهم بالقوة، في مسيرة احتجاج على إعلان فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية وحصوله على أغلبية كاسحة في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الجمعة.
وردد المتظاهرون شعارات التأييد لموسوي الذي ظهر فجأة بين الحشود من خلال فتحة سيارته وخاطب المحتجين قائلا: "إن اقتراع الشعب أهم من موسوي أو من أي شخص آخر".
وقال موسوي أثناء مخاطبته للجماهير المحتشدة إنه مستعد للمشاركة بعملية اقتراع جديد، مؤكدا إنه جرى تزوير نتائج التصويت لصالح أحمدي نجاد، التهمة التي نفاها الأخير بقوله إن الاقتراع كان "عادلا".
وقبل ظهور موسوي في المظاهرة، شق المحتجون طريقهم في شوارع المدينة واصطدموا مع رجال يحملون هراوات ويستقلون دراجاتهم، وهم على ما يبدو من أنصار أحمدي نجاد.
وأحرق المتظاهرون إطارات ونفايات وثلاث دراجات نارية على الأقل التي يستقلها أنصار نجاد، لمهاجمة خصومهم.
وجدد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي دعوته لإجراء انتخابات جديدة، وأعلن معارضته إعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد حتى تنظيم الاقتراع الجديد.
وقال خاتمي قبيل التحاقه بالتظاهرة إن لأنصار موسوي الحق بالتظاهر السلمي والتعبير عن رأيهم.
من جانبه، قلل أحمدي نجاد، الذي فاز بأغلبية كبيرة في الانتخابات الرئاسية التي جرت الجمعة، من أهمية الاحتجاجات على نتائج الانتخابات.
واستبعد نجاد التشكيك بنتائج الانتخابات، وقال إن من لديه وقائع ومستندات "أن يتقدم بها لمجلس صيانة الدستور، وهو بالتجربة والتاريخ لا يتسامح مع انتهاكات القانون".
ووصف الاحتجاجات بأنها تشبه ما يحدث بعد مباراة كرة قدم، وقال: "إذا حضر 70 ألفا مباراة كرة قدم وبعد النتيجة تُستثار المشاعر وتحدث فورات وردود فعل، فما بالك بانتخابات شارك فيها حوالي 40 مليونا".
مواقع النشر