بيروت - سيلفيا ويستول و دومينيك ايفانز (رويترز) - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن روسيا وسوريا نفذتا ما يبدو أنه أول هجمات كبيرة منسقة على مقاتلين سوريين يوم الأربعاء مستهدفين مقاتلي المعارضة في الغرب بدلا من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.



وقال المرصد إن الهجمات المشتركة أصابت بلدات قريبة من الطريق السريع الذي يربط بين الشمال والجنوب ويمر بمدن كبرى في غرب سوريا الذي تسيطر الحكومة على معظمه.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن هجمات برية باستخدام صواريخ سطح-سطح استهدفت أربعة مواقع على الأقل للمقاتلين في المنطقة ووقعت اشتباكات عنيفة على الأرض.

واستدعت تركيا جارة سوريا السفير الروسي للمرة الثالثة في أربعة أيام بشأن ما قالت إنه انتهاك متكرر لمجالها الجوي من طائرات حربية روسية منذ بدأت موسكو حملتها الجوية الأسبوع الماضي.

وأثارت الحملة الجوية الروسية في سوريا -في وقت بلغت فيه العلاقات مع الغرب أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب أوكرانيا - قلق واشنطن وحلفائها وتخاطر بوقوع حوادث بين طائرات حربية روسية وأمريكية تعمل في البلد ذاته للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية.


الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسارا) يجتمع ووزير دفاعه سيرجي شويجو في سوتشي يوم الاربعاء - الكرملين / رويترز

وتقول موسكو إنها تشارك الغرب هدفه في منع انتشار متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على مساحات واسعة من سوريا منذ تفجرت الحرب الأهلية بعد المظاهرات المناهضة للحكومة في 2011.

لكن مقاتلين على الأرض ودولا غربية قالوا إن الحملة الروسية تركز بشكل رئيسي على جماعات معارضة أخرى وتهدف لدعم الأسد بدلا من محاربة التنظيم المتشدد.

ولم تذكر وسائل الإعلام الرسمية السورية شيئا عن هجمات منسقة لكنها قالت إن طائرات روسية استهدفت مواقع الدولة الإسلامية في ريف حلب حيث يسيطر مقاتلو التنظيم على أراض.

وذكر التلفزيون الرسمي أن قوات الحكومة استهدفت متشددين في حقل الشاعر للغاز وقرية القريتين في حمص إلى جانب بلدة عطشان إلى الشرق من الضربات الجوية الروسية في محافظة حماة يوم الأربعاء.



*سفن حربية تطلق صواريخ
أبلغ وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو الرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماع بثه التلفزيون يوم الأربعاء بأن أربع سفن حربية روسية في بحر قزوين أطلقت 26 صاروخا على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

ورد بوتين بأن من السابق لأوانه الحديث عن نتائج العمليات الروسية في سوريا وأمر شويجو بمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وإيران والعراق بشأن الأزمة.

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن ضربتين جويتين فقط من اصل 57 ضربة جوية روسية أصابتا تنظيم الدولة الإسلامية بينما استهدفت الضربات الباقية المعارضة المعتدلة وهي القوة الوحيدة التي تحارب التنظيم المتشدد في شمال غرب سوريا.

وقال "إذا أضعف (النظام السوري) المعارضة فسيقوي شوكة الدولة الإسلامية" محذرا من خطر تدفق جديد للاجئين الذين غادروا سوريا بالملايين مما شكل ضغوطا على الدول المجاورة وسبب أزمة في الاتحاد الأوروبي.

لكن في العراق قال رئيس لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان حاكم الزاملي إن العراق قد يطلب قريبا شن ضربات جوية روسية ضد الدولة الإسلامية في أراضيه وانه يريد أن تلعب موسكو دورا أكبر من الولايات المتحدة في قتال التنظيم المتشدد بالعراق.

وتشكك الحكومة العراقية وفصائل شيعية قوية تدعمها إيران في مدى إصرار الولايات المتحدة على محاربة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على ثلث البلاد ويقولون إن الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غير فعالة.

وأثارت الضربات الجوية الروسية ضد معارضي الحكومة في سوريا الآمال في بغداد في أن روسيا قد تصبح شريكا فعالا ضد التنظيم المتشدد.

وقال الزاملي لرويترز "قد يضطر العراق قريبا في الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة إلى الطلب من روسيا لتوجيه ضربات وهذا يعتمد على نجاحهم في سوريا."

وذكر داود أوغلو أنه لا يريد أن يتحول الصراع في سوريا إلى أزمة بين روسيا وحلف الأطلسي ولا إلى نزاع بين روسيا وتركيا لكن بلاده لن تتهاون في أمن حدودها أو مجالها الجوي.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج يوم الثلاثاء إن انتهاك المجال الجوي التركي يبدو متعمدا و"خطيرا للغاية".



*دعم جوي فقط
قال حلف الأطلسي يوم الثلاثاء إن لديه تقارير عن حشد عسكري روسي كبير في سوريا يتضمن قوات برية وسفنا في شرق البحر المتوسط.

وقال عبد الرحمن إن روسيا بدت يوم الأربعاء ملتزمة بالدعم الجوي. وجاء الهجوم بعد تقرير من رويترز الأسبوع الماضي أفاد أن حلفاء الاسد بمن فيهم الإيرانيون يعدون لاستعادة أراض خسرتها الحكومة أمام المعارضة في تقدم سريع هذا العام.

وأضاف عبد الرحمن إنه لا توجد معلومات بعد عن تقدم القوات الحكومية على الأرض لكن الضربات الجوية أصابت مركبات وقواعد للمقاتلين.

وقال مصدر إقليمي مطلع على الوضع في سوريا إن قوات تشمل مقاتلين من حزب الله تشارك في الهجوم البري على أربعة مناطق يسيطر عيها المقاتلون.

وقال المرصد إن الضربات الروسية استهدفت بلدات كفر زيتا وكفر نبودة والصياد وبلدة اللطامنة في محافظة حماة وبلدتي خان شيخون والهبيط في إدلب.

ويسيطر تحالف من الجماعات المقاتلة يضم جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وجماعات إسلامية أخرى على معظم محافظة إدلب.

وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله في نبأ عاجل إن عملية للجيش السوري بدأت في عدد من القرى والبلدات في ريف محافظة حماة الشمالية.

ونشر المكتب الإعلامي لجماعة معارضة مقطع فيديو يظهر فيه ما يبدو كضربات صاروخية عنيفة يوم الأربعاء وهي تصيب مناطق في ريف محافظة حماة الشمالية.

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من اللقطات.