بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

حماس تنفي قبول حل الدولتين

عباس قال إن إسرائيل قابلت تحركات السلام بمزيد من التعنت (الفرنسية)

أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفضها لحل الدولتين الذي قبلت به السلطة الفلسطينية، ونفت أن تكون تعهدت لأي من المسؤولين العرب بالقبول بهذا الحل.

جاء ذلك ردا على ما قاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه السبت بافتتاح الدورة الثالثة للمجلس الثوري لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) من أنه كان قد تلقى دعوة للقاء رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في ليبيا، ولكنه ربط ذلك بالذهاب إلى القاهرة أولاً، واتهامه مشعل بالتراجع عن تعهد سابق له لبعض المسؤولين العرب حول أفكار منها قبول حماس بحل الدولتين.

ووصف مشعل في تصريحات للجزيرة السبت ما قاله عباس بأنه "قلب للحقائق"، وأضاف أن حماس لم تقل لهذا المسؤول أو ذاك إنها موافقة على حل الدولتين، وإن الذي جرى هو أن هذا المسؤول -الذي لم يكشف عن اسمه- بعد أن استمع لرؤية حماس للمصالحة والعقبات التي تقف في طريقها توجه إلى القاهرة، "ومن هناك اتصل بي وقال إن مصر مستعدة لإدخال تعديلات حماس على الورقة المصرية للمصالحة شريطة قبول الحركة بحل الدولتين والدولة الفلسطينية على حدود 1967 والمبادرة العربية".

وأضاف مشعل "قلت إننا نوافق على دولة فلسطينية بحدود 67 مع تحقيق حق العودة للاجئين، وأن تكون هذه الدولة ذات سيادة، أما حل الدولتين فهو مرفوض لأن ذلك يعني اعترافا بإسرائيل، أما مبادرة السلام العربية فنحن متحفظون على ما تتضمنه من الاعتراف بإسرائيل، ومع ذلك فإننا لن نقف حجر عثرة أمام هذه المبادرة".

إسرائيل ستكسب على المدى المباشر والإستراتيجي من تحقيق السلام مع شعب فلسطين ومع الأمة العربية والإسلامية أكثر بكثير مما تكسبه من التوسع الاستيطاني

خطاب عباس

وكان الرئيس الفلسطيني أكد في خطابه تمسكه بخيار الدولتين, ورفض فكرة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة، متهما إسرائيل بأنها قابلت تحركات السلام بمزيد من التعنت.

وأكد الرئيس الفلسطيني أنه لن يقبل الدولة ذات الحدود المؤقتة بأي حال من الأحوال لأنها تطرح أيضا هذه الأيام، وحذر من أن "فكرة أو مقولة الدولة الواحدة بدأت تتسرب بين الناس، لأن الأمل على أرض الواقع أصبح يتضاءل شيئا فشيئا.. السؤال للجانب الإسرائيلي هل تريدون الدولتين على حدود 1967، نحن جاهزون، وإن كنتم لا تريدون فأنتم مسؤولون عما يجري بعد ذلك".

وأضاف "المشكلة تكمن في أن الموقف الإسرائيلي لا يسعى فقط إلى استمرار الاستيطان وتغيير معالم الأرض واقتلاع المزيد منها، مما يفقد المفاوضات المباشرة وغير المباشرة جدواها، وإنما يسعى أيضا إلى تعطيل هذه الفرصة الاستثنائية التاريخية لتحقيق السلام تحت ستار حجج وذرائع شتى واهية".
وقال عباس إن الوصول إلى السلام يحتاج "قيادة شجاعة في إسرائيل تستطيع أن تقوم بعمل شجاع وعمل تاريخي، وأنا أتساءل اليوم هل تتوفر لدى دولة إسرائيل تلك الشجاعة التاريخية المسؤولة التي تدرك أن إسرائيل ستكسب على المدى المباشر والإستراتيجي من تحقيق السلام مع شعب فلسطين ومع الأمة العربية والإسلامية أكثر بكثير مما تكسبه من التوسع الاستيطاني".

كما وجه الرئيس الفلسطيني خطابه إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلا "ما دمت كنت تعتقد يا سيدي الرئيس وأنتم يا أعضاء الإدارة الأميركية بذلك (بأن قيام دولة فلسطينية مصلحة إستراتيجية أميركية) إذن فمن واجبكم أن تحثوا الخطى من أجل أن نصل إلى الحل وأن تفرضوا هذا الحل".

وأضاف "إنني أتوجه إلى الإدارة الأميركية وعلى رأسها الرئيس أوباما بالدعوة من أجل مواصلة المساعي التي تبذل من أجل وقف الاستيطان وإطلاق المفاوضات الجادة، على الرغم من كل المعوقات والمصاعب، وأنا أدرك أن من لديه مثل هذه الرؤية لن يتردد أو يصاب بالإحباط أمام أي مصاعب تعترضه".

والتقى الرئيس الفلسطيني الجمعة في رام الله بمبعوث الرئيس الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل دون إحراز أي تقدم من أجل استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ومن المقرر أن يعود ميتشل ليلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد بعد انتهاء لقائهما دون التوصل إلى تقدم.

المصالحة

ودعا عباس في خطابه حماس إلى التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية، وقال "في اللحظة التي يتم فيها التوقيع على المبادرة المصرية سوف أقوم شخصيا برعاية الحوار الوطني واللقاء مع مختلف القيادات الفلسطينية دون استثناء، وأدعو إلى تطبيق المبادرة المصرية متدرجين فيها من إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية نذهب فورا إليها".
ولكن عباس عاد وقال إن هناك دولا إقليمية لا تريد للمصالحة الفلسطينية أن تتحقق ولها مصالح في ذلك.

ومن جانبها رفضت حماس دعوة عباس لها للتوقيع على الورقة المصرية، وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري في تصريحات صحفية "إن المصالحة ليست شعارات وليست توقيعا على ورق، وإنما هي إجراءات وممارسات".

ووجه الرئيس الفلسطيني التحية إلى ما أسماها الجهود التي تبذل في قطاع غزة لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، حاثا الشعب الفلسطيني على الالتزام بالمقاومة الشعبية السلمية
.