الدوحة/بيروت (رويترز) : قال معارضون ومسؤولون على دراية بالعملية ان قطر التي أخذت زمام المبادرة في تسليح المعارضة السورية تنسق مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.إيه) وشددت الرقابة على تدفق الاسلحة حتى تبقى بعيدة عن ايدي مقاتلين اسلاميين لهم صلة بالقاعدة.



وفي حين تبحث بريطانيا وفرنسا رفع حظر فرضه الاتحاد الاوروبي على تسليح المعارضين الذين يقاتلون الرئيس بشار الاسد تشعر دول غربية بالقلق بشأن ضمان عدم وصول هذه الاسلحة الى ايدي جماعات مثل جبهة النصرة التي بايعت القاعدة والتي تعتبرها واشنطن منظمة ارهابية.

ويقول مقاتلون من المعارضة في سوريا انه في الشهور القليلة الماضية أصبح نظام توزيع الاسلحة أكثر مركزية حيث يتم تسليم الاسلحة من خلال القيادة العامة للائتلاف الوطني بقيادة اللواء سليم ادريس الذي انشق وانضم الى المعارضة وهو من الشخصيات المفضلة لدى واشنطن.

وقال العديد من قادة المعارضة ان قطر ترسل في الاغلب اسلحة الى المعارضين الذين يعملون في شمال سوريا بينما ترسل السعودية اسلحة الى مقاتلين يعملون في الجنوب.

وقال قائد في شمال سوريا اجريت مقابلة معه من بيروت "القطريون الآن يعملون من خلال الائتلاف بشأن المساعدات والقضايا الانسانية ومن خلال القيادة العسكرية بشأن القضايا العسكرية."

وأضاف "قبل تشكيل الائتلاف كانوا يتعاملون من خلال مكاتب اتصال وتشكيلات عسكرية ومدنية اخرى."

وتم تقييد شحنات الاسلحة الى مقاتلي المعارضة السورية في العام الماضي ‬‬عندما عبرت واشنطن عن قلقها من ان الاسلحة تسقط في ايدي جماعات مثل جبهة النصرة.

وقال مسؤول أمني قطري كبير انه تم الان استئناف الشحنات القطرية بقيود أكثر صرامة تمارس من قصر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالتشاور مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية.


مقاتل من الجيش السوري الحر يمسك مدفعا مضادا للطائرات في الرقة بشمال سوريا يوم 26 ابريل نيسان 2013 - رويترز

وقال المسؤول القطري "توجد غرفة عمليات في الديوان الاميري بها ممثلون من كل وزارة يجلسون في الغرفة ويقررون حجم الاموال التي ستخصص للمساعدات السورية."

وأضاف "تجري مشاورات كثيرة مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية وهم يساعدون قطر في شراء الاسلحة ونقلها الى سوريا لكن كمستشارين فقط." وامتنعت وكالة المخابرات الامريكية عن التعليق.

وقال قادة من المعارضة اتصلت بهم رويترز انهم يقدمون قوائم باحتياجاتهم الى القيادة العامة التي يرأسها ادريس وترسل بدورها الطلبات الى قطر أو السعودية.

وقال مصدر غربي يشارك في العملية ان نظام الرقابة الجديد ليس محكما بالكامل اذ انه في بعض الاحيان تصل الاسلحة والاموال التي ترسلها قطر الى جماعات متشددة.

وقال العديد من قادة المعارضة انهم يعتقدون ان افرادا أثرياء من الكويت والسعودية يرسلون اسلحة واموالا ايضا الى مقاتلين معارضين من خارج قناة التوزيع التابعة للائتلاف الوطني.

وقال قائد من المعارضة في دمشق "انهم في العادة يطلبون تسجيلا مصورا يثبت أن هجوما وقع واسم اللواء الذي قام به. في بعض الاحيان يطلبون بيانا يعبر عن الامتنان."

وقال ان السعوديين والقطريين يرسلون من وقت لاخر اسلحة الى اراض يختص بها الاخر ويتجاوزون وسائل السيطرة المعتادة.

واضاف "في بعض الاحيان يتمكن القطريون من ارسال شحنة الى الجزء الجنوبي والسعوديون الى الجزء الشمالي. وعندما يفعلون ذلك يرسلونها الى الوية ليست جزءا من القيادة العسكرية."

ووفقا لمسؤول قطري فان الاسلحة التي ترسل تشمل اسلحة صغيرة مثل بنادق كلاشنيكوف وقذائف صاروخية وقنابل يدوية وذخيرة. وتقدم قطر تعليمات بشأن اساليب فنية في ميدان المعركة مثل كيفية تثبيت اسلحة على العربات.

وأضاف المصدر القطري انه يتم شراء الاسلحة بصفة رئيسية من اوروبا الشرقية من خلال سماسرة سلاح مقرهم بريطانيا وفرنسا وتنقل جوا من قطر الى أنقرة ثم بالشاحنات الى سوريا.

وقال هيو جريفث وهو باحث بشأن نقل الاسلحة بمعهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام انه تم تنظيم 90 رحلة شحن جوي عسكرية قطرية الى تركيا في الفترة من الثالث من يناير كانون الثاني 2012 حتى نهاية ابريل نيسان 2013 .

ولمح الى ان القطريين لا يبذلون اي جهد خاص لاخفاء طبيعة الشحنة.

وقال "القطريون لم يعلنوا ابدا عن الشحنة على انها (مساعدات انسانية) على سبيل الادعاء وكانوا دائما اكثر صراحة من حيث دعمهم في شكل مساعدات عسكرية."

وكانت الشحنات تنقل على طائرات عسكرية تابعة للقوات الجوية القطرية تقلع من العديد وهي قاعدة جوية كبيرة مشتركة مع الجيش الامريكي.

وقال "انه أمر غير معتاد بالنسبة لشحنات الاسلحة التي ترسل الى أطراف ليست دولا في مناطق صراع وفي الاعوام العشرين الماضية او نحوها كان النمط هو استخدام شركات تجارية خاصة."