الظهران (القافلة) : من شهر أكتوبر في كل سنة إلى شهر مايو من السنة التالية، يحلّ موسم معارض الكتاب في الوطن العربي عامة وفي منطقة الخليج بشكل خاص. ويشهد هذا الموسم رواجاً مهماً لبضاعة الكتب ليصل ذروته في معرض الرياض للكتاب، الذي يُعد الآن من أكبر وأهم المعارض، في عدد الزوار وأرقام المبيعات، على المستوى العربي.



وبقدر ما يُحمد للوزارات والمؤسسات المعنية مبادراتها لإقامة هذه المعارض وتحقيق استدامتها، إلا أن هناك بعض الملاحظات التي نطرحها هنا من باب الإسهام في تحقيق نجاحات أكبر وأفضل لهذه المعارض الناشطة هنا أو هناك. ومن بين هذه الملاحظات غلاء أسعار الكتب الذي يُرجعه الناشرون إلى ما يُفرض عليهم من رسوم المشاركة في المعارض. بمعنى أنه قد يكون سعر الكتاب لدى الناشر في بيروت أو القاهرة عشرة ريالات ثم تجده في معرض الرياض بثلاثين ريالاً، بعد أن يُحمِّلَ الناشر سعر مشاركته في المعرض على جيب المستهلك القارئ.

وحل هذه المشكلة بيد الوزارات والمؤسسات الحكومية التي تتبنَّى إقامة هذه المعارض، إذ يفترض أن تكون لديها مبادرة من قبيل مجانية المشاركة أو تقليل سعرها المفروض على الناشر بنسبة كبيرة، لكي تكون أسعار الكتب في متناول الجميع. وهذا يُعد في صميم هدف هذه المؤسسات من المعارض وهو التشجيع على اقتناء الكتاب وبث ثقافة القراءة لدى كل صفوف المجتمع بلا استثناء.

ومن الحلول، أيضاً، أن نأخذ بالطريقة المصرية في طبع طبعات شعبية للكتاب نفسه، فإذا كان هناك كتاب يباع بخمسين ريالاً لجودته الفنية وجودة ورقه فبإمكاننا بيعه بعشرين ريالاً حين نطبع الكتاب نفسه بجودة فنية متواضعة وورق أقل سعراً. وبذلك نتيح للجميع فرصة اقتنائه، كل بحسب قدرته المادية. أي إننا نضع خيارات للشراء والقرار في النهاية للمستهلك نفسه.

من الملاحظات، أيضاً، أن الجهات المنظِّمة لمعارض الكتب تخصِّص مساحات كبيرة لأجهزة حكومية تعرض فيها إصداراتها. وهذا يضيِّق الفرصة على كثير من دور النشر التي يتم الاعتذار عن مشاركاتها لعدم وجود مساحة لهذه المشاركات.

ولو أعدنا النظر في هذه المسألة فسنجد أنه يمكن الاستغناء عن تخصيص هذه المساحات للأجهزة الحكومية التي يمكن الحصول على إصداراتها، في حال الحاجة إليها، بزيارة مقارها أو معارضها المحلية والإقليمية التي تقام طوال العام. وبالتالي نستفيد من هذه المساحات بإعطائها إلى ناشرين عرب وأجانب لا يمكن الحصول على مطبوعاتهم إلا خلال موسم معارض الكتاب.

وبذلك نتيح تعدداً أفضل لدور النشر وخيارات أكثر أمام القارئ الذي يبحث عن الجديد وغير المتاح في سوقه المحلية للكتب، فضلاً عمَّا يمكن أن يحققه ذلك من رفع لمستوى موضوعات الكتب المعروضة، الأمر الذي قد نُحرم منه بسبب المساحة.