الطائف - واس : شرع المخرج فطيس بقنة، مخرج مسرحية سوق عكاظ في دورته الثامنة، التي تنطلق فعالياته في الثالث والعشرين من صفر المقبل، في وضع اللمسات النهائية على العمل المسرحي الذي سيأخذ الصبغة التراجيدية للمرة الأولى في تاريخ السوق.



وأكد بُقنة أن السوق هذا العام، سيتميز بمسرحياته وأمسياته الثقافية والأنشطة الفرعية التي ستكون مصاحبة للسوق كجادة عكاظ وغيرها، لافتاً النظر إلى أنه في كل سنة تطرح مسرحية تتحدث عن شخصية مختلفة، ويتم طرح شاعر من الشعراء القدامى اللذين كانوا يرتادون سوق عكاظ قبل 3000 سنة، مبيناً أنه في الدورات السابقة تناول السوق شعراء أمثال امرؤ القيس وطرفة والأعشى وغيرهم، كما انه خلال السنوات الأخيرة قمنا بعمل نقلة أخرى في التناول لسيرة هؤلاء الرواة في الشعر والمعلقات وأصحاب المعلقات، ونحن في هذا العام بدأنا من العكاظيين الجدد وستنطلق من خلال خيمة سوق عكاظ الجديد بعنوان (عكاظيون جدد) مؤكدا على أهمية تناول المرحلة التي نحن فيها الآن، والتحدث عن شعرائنا الفطاحل مثل ما تحدثنا عن شخصية الراحل غازي القصيبي -رحمة الله-.

وعن الأسلوب لدورة هذا العام قال فطيس: "إن الدورة الثامنة اختلفت تماماً عن الدورات السابقة في عملية الطرح والرؤية الإخراجية، وعملية كتابة المسرحية، وتم التطرق إلى المدارس المختلفة والتركيز خاصة على (المدرسة التراديجية) وهو ما طرح خلال هذه الدورة، ونحن استدعينا الماضي بالحاضر، لان الحاضر متواصل مع الماضي، وسيكون العمل مختلف تماما من خلال ثلاثة عناصر مهمة جدا وهي (الأداء التمثيلي، واللغة البصرية، واللغة الموسيقية) بأسلوب جديد ومختلف عن سابقته.



وأوضح أن مهرجان سوق عكاظ لم يدخل ضمن دائرة الأوبريتات المعتادة كمهرجان الجنادرية أو غيرها، وإنما تطرقنا بأسلوب ثقافي عالي جدا، خاصة أن معظم مرتادي سوق عكاظ هم من النخبوية الثقافية والأدبية المميزة، إضافة إلى القلم الأدبي الذي أصبح له تأثيرا قويا في عملية النقد واخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار، وقد طرحت هذه السنة شخصية الشاعر عمرو بن كلثوم، وسوف نتطرق للرؤية الإخراجية بشكل مختلف وذلك باستدعاء أحداث حياة عمرو وتطبيقها على الحاضر وإبراز الصراعات الموجودة فيها، ونتمنى أن نوفق فيها بشكل جيد -بإذن الله-.

وأشار المخرج فطيس بقنة إلى أن سوق عكاظ أصبح الآن يسلك نهجاً جديداً ويرسم شخصية كبيرة له، من بين المهرجانات الثقافية العربية الأخرى التي أقيمت مثل مهرجان إربد وجرش، فسوق عكاظ مختلف ويتميز بالأسلوب الثقافي والأدبي ويقدم بشكل مميز وأسلوب يمتزج بعنصر التشويق.



وأوضح أن هناك الكثير من الأفكار جاري العمل عليها وسيكشف عنها لاحقا، فيما يخص السيناريو الدقيق وترشيح الممثلين، مضيفا أنه قد شارك في الدورة السابقة ممثلين من الوطن العربي أمثال ياسر المصري، وسيقدم هذا العام إحدى نجوم المملكة العربية السعودية حتى يظهر المسرح بأسلوب مختلف مغاير، مشيرا إلى أنها مهمة صعبة على عاتق المخرج بالدرجة الأولى لخلق عنصر التجديد في كل عام، متمنيا أن يوفق فيما سيقدمه على المسرح.

وبين فطيس أن هناك بوادر في نقل الحراك الثقافي السعودي خارج المملكة، وتحتاج إلى جهد أكبر لتوصيل السوق إلى الوطن العربي وخارج الحدود، كما تحتاج إمكانات أدبية ومالية، مشيراً إلى أنه من خلال ما يشاهد على الساحة فأن المسؤولين والقائمين على السوق يحاولون قدر الإمكان عمل ذلك من خلال استضافة مثقفين وأدباء من خارج المملكة، وبحسب تصوري فإن ذلك لا يكتفى به، ولكن يجب أن يتم تفعيل الحراك الثقافي والأدبي إلى الوطن العربي بشكل أفضل وأوسع، ويجب أن ندرك أن كل سنة تختلف عن ما قبلها من ناحية الوعي والاستضافة، لافتا النظر إلى أن السوق في مرحلته الثامنة وهي مدة قصيرة في توصيل الرسالة والهدف من إقامة سوق عكاظ خاصة انه مهرجان عربي معروف منذ قديم الزمان لدى الأدباء والشعراء والمثقفين في جميع أقطار العالم.