(آ ف ب، رويترز، د ب آ) : أنعش المنتخب الجزائري آماله في التأهل إلى الدور الثاني لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، بعدما سحق نظيره الكوري الجنوبي 4/ 2. وقدم المنتخب الجزائري أداء رائعا على مدار شوطي المباراة محققا فوزا كبيرا ومستحقا.



فجر "ثعالب صحراء" طاقاتهم وحققوا أكبر فوز في تاريخ مشاركاتهم في كأس العالم لكرة القدم، عندما سحقوا كوريا الجنوبية 4/2، يوم الأحد (22 حزيران / يونيو) على ملعب "بيرا-ريو" في بورتو اليغري في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة لمونديال البرازيل 2014. وبهذا الفوز عزز الفريق الجزائري حلمه في التأهل إلى الدور الثاني.

وهذا أول فوز للجزائر منذ مشوارها الرائع في مونديال اسبانيا 1982 عندما تغلبت على تشيلي 3-2 في 24 حزيران/يونيو في الجولة الثالثة والأخيرة من مشاركتها الأولى والتي استهلتها بفوز تاريخي على المانيا الغربية آنذاك ونجومها الكبار بول برايتنر وكارل هاينتس رومينيغه 2-1 بهدفي النجمين رابح ماجر ولخضر بلومي.

ورفعت الجزائر، التي أصبحت أول منتخب أفريقي وعربي يسجل أربعة أهداف في تاريخ المونديال، رصيدها إلى 3 نقاط واحتلت المركز الثاني في المجموعة الثامنة بعد بلجيكا (6 نقاط) التي ضمنت تأهلها بفوزها على روسيا 1-صفر وعلى الجزائر 2/1.

وبعد هذا الفوز الكبير والمستحق بات التعادل أمام روسيا، في الجولة الثالثة والأخيرة يوم الخميس (26 حزيران / يونيو)، يكفي الجزائر لتحقيق حلم التأهل للدور الثاني في مشاركتها الرابعة في المونديال بعد 1982 و1986 و2010، في ظل استبعاد تحقيق كوريا الجنوبية الضعيفة الفوز على بلجيكا القوية بفارق ثلاثية. فبعد هذه الهزيمة المذلة، تضاءلت آمال كوريا الجنوبية كثيرا وأصبحت شبه معدومة في التأهل إلى الدور الثاني للبطولة، إذ ليس في رصيدها سوى نقطة يتيمة حصلت عليها بتعادلها مع روسيا 1/1.

واللافت انه في حال تأهلت الجزائر وصيفة عن مجموعتها، هناك احتمال كبير أن تتواجه مع ألمانيا متصدرة المجموعة السابعة راهنا.

تشكيلة معدلة تحقق الفوز


كوريا الجنوبية كانت خصما قويا هدد المرمى الجزائري أكثر من مرة ولكنه لم يحرز سوى هدفين وخرج مهزوما

أما بالنسبة للمدرب البوسني وحيد خليلودزيتش، يمكن القول أنه أنقذ رأسه وحسن صورته بعد الانتقادات الكثيرة التي طالته من قبل المسؤولين واللاعبين الدوليين السابقين ووسائل الاعلام الجزائرية، بسبب خطته الدفاعية المحضة التي سلكها أمام بلجيكا وكلفت غاليا بتجرع الخسارة المرة 2/1 بعدما كان الفوز في المتناول. وبذل خليلودزيتش، الباحث عن تحقيق "انجاز" في أول مشاركة له كمدرب في المنافسة العالمية بعد أن أقيل من تدريب منتخب ساحل العاج عشية مونديال 2010 بجنوب افريقيا، كل ما في وسعه من أجل عدم تكرار سيناريو مونديال 2010 عندما سقطت الجزائر أمام سلوفينيا صفر-1 وتعادلت مع انكلترا سلبا وخسرت أمام الولايات المتحدة صفر-1 وخرجت خالية الوفاض.

وقد أجرى خليلودزيتش تغييرات جذرية على التشكيلة التي خاضت مباراة بلجيكا لتصحيح بعض النقائص، إذ استبعد فوزي غلام ظهير نابولي الايطالي ولاعبي الوسط مهدي مصطفى (اجاكسيو الفرنسي) وسفير تايدر (انترميلان الايطالي) والمهاجمين رياض محرز (ليستر الانكليزي) وهلال سوداني (دينامو زغرب الكرواتي)، لحساب عيسى مندي، جمال مصباح، ياسين براهيمي والمهاجمين عبد المؤمن جابو واسلام سليماني.

تصالح الجماهير مع المدرب


مدرب الفريق الجزائري وحيد خليلودزيتش حقق انجازا كبيرا دفع الجماهير للتصالح معه والهتاف له خلال المباراة

كما تراجعت جماهير المنتخب الجزائري عن انتقاداتها الحادة للمدرب خليلودزيتش وهتفت له للمرة الأولى منذ فترة طويلة للغاية، وذلك في نهاية الشوط الأول الذي انتهى بتقدم ثعالب الصحراء بثلاثية نظيفة. وبمجرد تسجيل الهدف الثالث للفريق في مرمى كوريا الجنوبية، هتف مشجعو الفريق الجزائري، للمدرب بحرارة شديدة خاصة بعد الكرة التي خرجت عالية من الملعب إثر تسديدة أحد اللاعبين وقابلها خليلودزيتش بعقب قدمه بشكل جيد أعجب الجماهير كثيرا.

وهذا الفوز هو الأول للجزائر في مواجهتين مع كوريا، بعدما التقيا مرة واحدة سابقا وكانت قبل 29 عاما وتحديدا في 13 كانون الأول/ديسمبر 1985 في مباراة ودية في المكسيك استعدادا للمونديال الذي استضافته الأخيرة وانتهت بفوز الآسيويين بهدفين نظيفين.

وهذه أول مرة تخسر كوريا الجنوبية أمام خصم أفريقي في المونديال بعدما فازت على توغو 2-1 في 2006 وتعادلت مع نيجيريا 2-2 قبل أربع سنوات. أما أفضل انجاز لكوريا الجنوبية في تاريخ كأس العالم فكان عندما حلت رابعة على أرضها في مونديال 2002.